الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسط خنوع عربي ذليل: أمريكا تقسّم السودان

محمد نفاع

2011 / 1 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


*أليس من العار ان ترسل "جامعة الدول العربية" مندوبا لها للوقوف على مدى نزاهة الاستفتاء!
* ستقوم دولة في جنوب السودان موالية لامريكا واسرائيل، ويزيد عدد اعضاء الجامعة العربية، الخزي والعار لهذه المواقف المنتنة ليس فقط في هذه القضية
ضمن المخطط الامريكي الاسرائيلي يجري تقسيم السودان، بهدف اقامة دولة جديدة، وهذه خطوة اخرى تندرج في نشاط الولايات المتحدة لتجزئة العديد من الدول ليسهل بلعها، استمرارًا لسايكس بيكو، وتقسيم الحجاز، وبعده يوغسلافيا والعراق والحبل على الجرار كما يبدو.
نقول ذلك مع تنديدنا التام لكل نظم الطغيان العربية، وكل النظم العنصرية واضطهاد الاقليات، التي تسهّل على المستعمر تمرير اهدافه الخطيرة، والنظام السوداني يتحمل جزءًا من المسؤولية، وقد لعبت فرنسا في السابق واليوم نفس الدور، هكذا حاولت في سوريا، وهكذا حاولت في لبنان في الامس البعيد، واليوم نرى هذه الدول الغربية و"حفاظا على المسيحيين" تنصحهم بالهجرة من الشرق الاوسط الى اوروبا، مستغلة بذلك اعمالا اجرامية تقوم بها جهات مشبوهة او تعصبية ضد الكنائس كما جرى في العراق ومصر، لقد لوّحت الولايات المتحدة بالعصا والجزرة للنظام السوداني من اجل الرضوخ لهذا الاستفتاء. ان هذه الخطوة لا تقل خطورة عن نكبة الشعب العربي الفلسطيني، ونرى ان نفس هذا الثالوث الخطير لا يزال يلعب نفس الدور، ونقصد الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية. ومعظم الفضائيات العربية تنقل الصورة بمنتهى "الحياد الحقير" والموضوعية البائخة والاتزان الممجوج المقرف.
تقسيم السودان ليس جديدًا، فقد بدأته بريطانيا الاستعمارية لمآربها الخاصة.
لنتصور لو قام عرب الجليل مثلا وبناء على قرار التقسيم الذي اقرته الجمعية العمومية للامم المتحدة بمحاولة الانفصال عن اسرائيل حيث ان الجليل كان من حصة الدولة الفلسطينية التي منع قيامها هذا الثالوث اياه، فماذا كان رد الفعل ويكون!! نحن لا نطرح ذلك، لكن الهدف هو المقارنة.
واين يقف هذا الاستعمار من حق الشعب العربي الفلسطيني في اقامة دولته ضمن حدود الرابع من حزيران سنة 67 وليس بحسب قرار التقسيم!!
لا يوجد في هذه القضايا شيء من الغموض، بل هي من اوضح القضايا، والسيد المخطّط والمنفذ اليوم هو الاستعمار الامريكي ومجروراته، وكأن كل شيء باسم الدمقراطية وحقوق الانسان، اسهل بكثير ان يكون للقط قرون من ان تكون امريكا تهتم بحقوق الانسان، لا على مستوى الشعب، ولا الطبقة، ولا الطائفة ولا الفرد.
وهذه الولايات المتحدة ترسل رسلها الى الدول الصديقة في الخليج لمواجهتها بالخطر الايراني!! اما الخطر الامريكي فهو غير قائم، والخطر الاسرائيلي معدوم في المنطقة!!
احد الحكام العرب البدائيين والمبدعين في الترّهات يريد الشرق الاوسط منطقة "اسلامية" هذا الخطر قلّما يجري التصدي له بسبب كمّ الافواه والنظم الدكتاتورية وخانة المجاملات المقرفة.
وكم هنالك من قيمة وطنية وقومية وانسانية في رد مفتي الجمهورية العربية السورية عندما سئل: "كم مسيحي في سوريا!! فقال عشرين مليون، وعشرين مليون مسلم أي كل سكان الجمهورية العربية السورية". هذا هو الموقف المطلوب.
نحن في حالة خطيرة تتطلب التجند الشعبي العارم لايقاف وافشال هذا المخطط.
كل من لا يرى في الولايات المتحدة عدوًا للشعوب والسلام خاصة من العرب، هو خائن او مضلّل او جبان اوانتهازي، وهذا ينطبق على النظم والجماعات والافراد، ولسنا بحاجة الى مجهر لرؤية ذلك، ولا الى عيون زرقاء اليمامة.
النظام السوداني لا يعارض الانقسام حتى ولو تظاهر بغير ذلك، بل هو سبب.
الانفصاليون بموقفهم هذا ينفذون المخطط الامريكي.
القوى الاصولية المغرقة في الرجعية هي طرف.
اليس من العار ان ترسل "جامعة الدول العربية" مندوبا لها للوقوف على مدى نزاهة الاستفتاء!!
ستقوم دولة في جنوب السودان موالية لامريكا واسرائيل، ويزيد عدد اعضاء الجامعة العربية، الخزي والعار لهذه المواقف المنتنة ليس فقط في هذه القضية.
وقد بدأت وسائل الاعلام تسرّب ان الدولة الجديدة ستقيم علاقات مع اسرائيل وستصل ايدي امريكا واسرائيل اكثر من اليوم – الى الثروة المائية ومجرى النيل، ومصر هبة النيل، والى الذهب واليورانيوم...
والنظام المصري يحرس نزاهة الاستفتاء للسودانيين الجنوبيين الموجودين في مصر!!
على سطح الكرة الارضية لا يوجد اقوى من العدوان الامريكي والاسرائيلي وكافة العنصريين الا الشعوب، وكم نحن بامس الحاجة محليا وشرق اوسطيا وعالميا الى التمعن في الماضي والحاضر، في دور القوى التقدمية، في دور الشيوعيين المتصدّين لكل انواع العنصرية على النطاق العالمي، والمنطقي والمحلي.
ولا شك ان الكلمة الاخيرة، كانت في السابق، وستكون للشعوب، هذا هو الامل، هذا هو الحل، وهذا بحاجة الى عمل دؤوب ونشاط مبدئي مثابر ومسؤول بالرغم من كافة الصعوبات وعلى كافة المستويات بدْءا من البيت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فجأ فجئاً و (فجوءاً)ـ
فؤاد النمري ( 2011 / 1 / 11 - 11:01 )
اعتاد أن يفجأنا أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني واليوم يبزه فجوءاً أو فجاءة أمين عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي !! ولله في خلقه شؤون وشجون


2 - كلمة حق أريد بها باطل
سرسبيندار السندي ( 2011 / 1 / 11 - 14:13 )
بداية تحياتي لك يا عزيزي محمد نفاع فمن خلال طرحك هذا دعني أقول بصدق أنك لاتحمل أي فكر شيوعي أو يساري ولا حتى يميني .. بل مزيج من التقية والإنفعال المريض أخذ يطفو ليكشف حقيقتك ... أليس ألأجدر بك أن تندد بالحكام والطواغيت الذين حولو بلداننا إلى حدائق خلفية لهم ولأولادهم الذين أخذو يسوقون شعوبهم بمنطق العبيد ... هل يستطيع البشير أن يسير أو يخطب إلا والعصا معه وكأن الذين أمامه مجرد أنعام ... لماذا لم تندد وغيرك عندما فرض الشريعة ألإسلامية على شعب السودان وإلا المسألة حلال لكم الحكم والحياة وحرام على غيركم !؟
كلام قد يفيدك لقد ولى زمان الطغاة والتلويح بالسيوف فالأتي أسوة على شعوبنا مادمنا نغازل الباطل ... أبكي وليبكي كل ذي بصيرة على واقع صنعناه بسكوتنا ونفاقنا ... سلام


3 - هذه هي البدايه للاندثار
محمد حسين يونس ( 2011 / 1 / 11 - 14:43 )
اتتبع منذ مده ما تقوم به القوى( الترابيه) من تدمير مقصود في السودان واحزن كلما تذكرت تلك الكوادر الرائعه التي اتي عليها النميرى وشريعته الغراء .. وفي الحق بالشكل الذى يحكم به السودان اليوم فان الفكاك منه حتي ولو بالتحالف مع ضوارى الغابه سيكون هدف كل عاقل ..فما بالك لو ان هذا الجزء تفجرت فيه ابار البترول واصبح مطمعا لامريكا تحاول ازاحه الصين وافتراسه وحيده.. عموما اذا تحولت عائدات النفط لتحقيق تنميه الاقليم فمرحبا اما اذا ركبت الموجه قبائل الانتهازيه والمنتفعين( كما هي العاده مع خروج الاستعمار من منطقتنا )فستضاف دوله افريقيه متخلفه لباقي الطابور وان كان تخلفأ اكثر رحمه من كرباج البشير ضد السيدات والمعارضين


4 - العقل العربي والفكر اليساري في الحضيض للاسف
ملحد وافتخر ( 2011 / 1 / 11 - 15:09 )

اقسم انني لم اقرأ المقالة فالمكتوب من عنوانه يدرك.
ما هو تفسيرك ل ان اكثر من 80%( تقدير شخصي, والايام القادمة ستثبت ان كان تقديري على خطأ ام على صواب) من الجنوبيين مع الانفصال?! هل هذه الارقام ايضا مؤامرة صهؤونية امريكية امبريالية ... الخ??!!! غريب عجيب العقل العربي !


5 - السبب الرئيسي هي الشعوب
علي الشمري ( 2011 / 1 / 11 - 19:47 )
الاخ الكاتب محمد نفاع المحترم
أن سبب تخلف ودمار الدول العربية هي حكامها الديكتاتوريين المستبدين ,تلاعبوا بثروات بلدانهم وأجاعوا شعوبهم ,وأغرقوهم في التخلف والجهل والمرض ,
اليوم تشهد الجزائر وتونس والاردن ثورات الجياع,وتسحق وتقمع بكل وحشية تحت عنوان المؤامرة والتدخل الاجنبي والطابور الخامس,
أنظمة كلها عميلة وأستبدادية,وطريق الخلاص منها هو أستمرار الثورات الشعبية الى ان يتم أسقاطها,أن سكوت الشعوب على الذل والطغيان يعطي شرعية البقاء الى الحكام الظلمة ,وبوجودهم سوف ترجع الشعوب العربية الى قبائل متناثرة وليس جتى دويلات صغيرة,لماذا كل شئ يصيبنا من جراء حكامنا السفلة نعزوه الى أمريكا واسرائيل ,؟لماذا تتأمر علينا دوما ,ونحن لم نستطع التأمر عليها ولو لمرة واحدة ؟الخلل اين يقع في قلة مواردنا ,في عقليتنا أم في ثقافتنا أم في حكامنا؟
تقبل تحياتي


6 - عقبال مصر
Red W ( 2011 / 1 / 11 - 22:23 )
في غضون سنين قليله ستصبح دوله السودان الجنوبي مقصد ومرفأ لكل من يرغب في الهرب من التعصب والارهاب الاسلامي في الشرق الاوسط التعس... وما أسماه الكاتب بالخنوع العربي هو الوجه الحقيقي للفشل الدائم لنظم متأسلمه فاشيه في طريقها الي الزوال... مبروك لجنوب السودان وعقبال مصر

اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها