الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش طلب القنصل الأمريكي

زكرياء الفاضل

2011 / 1 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


على هامش طلب القنصل الأمريكي
لقاء مع النهج الديمقراطي

تلقت قيادة النهج الديمقراطي المغربي مكالمة من القنصل الأمريكي، المكلف بالقضايا السياسية والاجتماعية للقنصلية الأمريكية بالدار البيضاء، طلب فيها عقد لقاء مع قادة الحزب الذين رفضوا المقابلة لعدة اعتبارات أوضحوها في بيان للحزب صدر في 1 – 1 – 2011 ونشر بموقعه الإلكتروني. هذا الحدث في حد ذاته يستوجب الوقوف عنده ووضعه تحت المجهر نظرا لكون ممثل السلطات الأمريكية يتصل بتنظيم سياسي ذو توجه ماركسي واضح لم يخف في يوم من الأيام موقفه العدائي للإمبريالية العالمية وزعيمتها أمريكا، كما يستوجب دراسته بعناية ودقة إذ ليست هذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها الديبلوماسية الأمريكية المعتمدة بالمغرب لقاءا مع جهات سياسية مغربية معارضة. فقد سبق وطلبت السفارة الأمريكية لقاءا مع جماعة العدل والإحسان وتم لها ما أرادت. فما هو سر اهتمام أمريكا بالمعارضة الجذرية في المغرب؟
قد يبقى الأمر لغزا إلى حين إن تناولناه في إطاره القطري الضيق، لكن إن نظرنا له من زاويته الإقليمية فربما قد نتوصل إلى بعض التكهنات الأقرب إلى المنطق السليم. فمن منظور الفضاء الإقليمي تظهر صورة غير واضحة الملامح حاليا منبّئة بحصول هزّات سياسية، بمنطقة شمال إفريقيا، متفاوتة العنف حسب كل قطر وظروفه خلال هذه السنة الجديدة التي استهلها البيت الأبيض بتقسيم السودان، رغم أنّي لا أنفي مسئولية النظام السوداني فيما حصل نتيجة سياسته الشوفينية، وكل اعتقادي أنّ البيت الأبيض سيستمر في ترجمة خططه تجاه المنطقة في المستقبل القريب جدا، والأرجح أنّ أصابعه ستلتف، هذه المرة، حول عنق الجارة الشمالية للسودان وأعني مصر. فهذا البلد مقبل هذه السنة على الانتخابات الرئاسية التي أثارت وتثير اهتمام العوام والخواص على الصعيدين الوطني والدولي. وكل المؤشرات تدل على أنّ أمريكا لم تعد ترغب في القيادة الحالية وتسعى لتغييرها بالدكتور محمد البرادعي وتقدمه كمصلح ديمقراطي لمصر والواقع أنها تخاف من صعود جهات ماردة إلى الحكم فتخسر بلدا له مكانته في منطقة الشرق الأوسط خصوصا في قضية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. من هنا تكون النزعة العقائدية الدامية بمصر مجرد أكسيسوار للزيادة في إضعاف النظام المصري الحالي. فهي لا تريد مصر كدولة مستقلة في قرارها السياسي بل ترغب فيها كجمهورية موز خانعة تابعة لتعليماتها ومحافظة على مصالحها الاقتصادية والسياسية بالمنطقة، وما دام أنّ النظام الحالي فقد شعبيته فالأحسن أن تغيره هي قبل أن يغيّره الشعب المصري، وفي هذه الحالة من سيكون خير سامع مطيع لها أحسن من البرادعي؟!
هذه الأطماع الأمريكية لن تتوقف عند السودان ومصر بالإقليم بل هي ستشمل كل دول المنطقة من ليبيا (والعجينة هناك تختمر، إلى حين، تحت قناعين: أ- الصراع بين المحافظين الممثلين في قيادة جيل الثورة الليبية والمجددين الذين يقودهم نجل القذافي سيف الإسلام، ب- القضية الأمازيغية والتي تستغل بشكل كبير في الجزائر والمغرب وبدأت تظهر، ولو بفتور، بطرابلس) وتونس والجزائر والمغرب. فأمريكا تعي ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في هذه البلدان وتحق غليان البركان الشعبي الذي ظهرت مؤشارات اقترابه من الانفجار بالشارع التونسي والجزائري وقبليهما المغربي (سيدي إيفني على سبيل المثال)، وبات واضحا لواشنطن أنّ هذه الأنظمة وشيكة الدخول في مواجهة مع شعوبها لا يمكنها التنبؤ بنتائجها. لذلك أخذت تعمل بمدأ: إن كنت عاجزا على إيقاف الموج، فاركبه ووجهه في الاتجاه المطلوب.
إنّ التكتيك الأمريكي المعتمد على المعارضة لقلب الأنظمة غير المرغوب فيها ليس سياسة جديدة في البيت الأبيض، فقد سبق ولجأ إليه في قلب النظام بجورجيا وقرغيزيا وحاولت، ولاتزال تحاول، استغلاله لقلب النظام في بيلاروس، كما استخدمته في قلب النظام بالعراق وتقسيم السودان إلى جنوب وشمال في انتظار فصل دارفور عن الخرطوم وبفضله ركبت المعارضة المصرية عبر حصان الثرودة المتمثل في البرادعي وها هي اليوم تحاول مع المعارضة المغربية.
إذا لقاء السفارة الأمريكية بجماعة العدل والإحسان، وطلب القنصل الأمريكي لقاء النهج الديمقراطي ليس بريئا بل يكتنف كثيرا من الغموض ويوحي بأسئلة عدة يمكن طرح أهمها وهو: أي سيناريو تحضّر واشنطن للنظام الملكي بالمغرب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بودكاست تك كاست | شريحة دماغ NeuroPace تفوق نيورالينك و Sync


.. عبر الخريطة التفاعلية.. كتائب القسام تنفذ عملا عسكريا مركبا




.. القناة الـ14 الإسرائيلية: الهجمات الصاروخية على بئر السبع تع


.. برلمانية بريطانية تعارض تسليح بلادها إسرائيل




.. سقوط صواريخ على مستوطنة كريات شمونة أطلقت من جنوب لبنان