الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خوف العسس من سمير قصير في قبره

مسعود محمد

2011 / 1 / 11
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


نشرت احدى الصحف الالكترونية الصفراء والتي تدار من قبل ما تسمي نفسها قوى ممانعة ومواجهة لاسرائيل، بادارة وزير سابق لبناني قام بأدوار مخابراتية عديده، وباشراف وزيرة من وراء الحدود، وبقلم خسيس يختبىء خلف اسماء صحفية لا علاقة لهم بها، مقالا الهدف منه المس بمقام الشهيد سمير قصير. طرح في المقال سؤالا "هل سمير قصير سوى جاسوس فرنسي كان يعطي تقاريرا معلوماتيه لمشغليه في فرنسا واسرائيل؟" كعادتهم وبعكس ما يظهر القائمون على هذه الصفحة هم ليسوا سوى عسسا يعيشون برعبهم في الظلام ويخافون من المواجهة المباشرة لذلك يختبؤن خلف اسماء صحفية لا علاقة لهم بها. من صفات من يختبىء خلف الآخرين للتعبير عن رأيه الخسه، وهي تعني حسب معجم منجد الطلاب النقص في القدر، أنا لقاتل خسيس القدر والمقام؟ خاصة وأن من صفات الخسيس الغدر. سأسرد لكم بعض من بطولات هذه القوى التي تحاول لبس قناع العفة، من أهم انجازات هذه القوى وانجازات الدول التي تحميها قتل المعرفة والرغبة بالتغيير لدى العالم العربي. بسياق المقال لم يتوانى العسس عن كشف رغبتهم بقتل المعرفة وقتل رغبة الناس بالتغيير فيقول كاتب المقال المتلطي خلف اسماء وهمية " كيف فهمت تلك المخابرات الغربية يا ترى تفاصيل الصراع السني الشيعي ؟؟ هل بالتبصير ام بالدراسات؟" وكأن المطلوب الاستناد الى الجهل... ويقول في مكان آخر من المقال" لم يخف سمير في المرحلة الاخيرة من عمره دوره الهام في خدمة المخابرات الفرنسية , فعمل مع الجواسيس السوريين على محاولة قلب النظام في دمشق. " لتفسير هذه الرغبة الملحة بقتل الحالة المعرفية سألجأ لمقاطع من التقرير الثاني من سلسلة خمسة تقارير للتنمية الإنسانية العربية التي صدرت بين عامي 2002 و 2009. تفسيرا للأهمية الاستثنائية التي تمثلها المعرفة، لكل زمان ومكان، في تنمية الشعوب وتقدمها عبر العصور، ونظراً إلى اتساع " الفجوة المعرفية " بين العرب وسواهم من أمم العالم، حتى في الدول النامية، أتى التقرير الثاني، وعنوانه " نحو إقامة مجتمع المعرفة في البلدان العربية "، بمثابة علامة فارقة في عالم عربي يستشري فيه الجهل والأمية ويستبد فيه الطغاة والمتعصبون وتُنتهك فيه أبسط حقوق الإنسان وتنتشر فيه الأمية." ويقول التقرير في فقرة أخرى" أما الكتب المنتجة في العالم العربي فلم يتجاوز عددها 1.1 % من الإنتاج العالمي، رغم أنّ العرب يشكلون نحو 5 % من سكان العالم. وبشكل عام، يتسم إنتاج الكتب في البلدان العربية بغزارة في المجال الديني، وشح نسبي في المجالات الأخرى. إذ تمثل الكتب الدينية نحو 17 % من عدد الكتب الصادرة في البلدان العربية، بينما لا تتجاوز هذه النسبة أكثر من 5 % من الكتب الصادرة في مناطق العالم الأخرى." كأن المطلوب من هذه القوى خلق حالة من الجهل بالاستناد الى غطاء ديني والعمل على تغيير صورة المنطقة كما قال بيان الأمانة العامة لاعلان دمشق " تستمر القوى الإرهابية بمنهجها الذي يستهدف ضرب أهم ما تمتاز به هذه المنطقة عبر تاريخها الطويل، ألا وهو التنوع القومي والديني والثقافي. فبعد جريمة كنيسة سيدة النجاة في بغداد، دخلت شعوبنا العام الميلادي الجديد، بجريمة لا تقل بشاعة وقبحا، عندما استهدف تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية، فقتل وجرح العشرات وخلف اضطرابا وقلقا في نفوس الأقباط المصريين ما زال مستمرا.
لا يشك أحد أن استبداد النظم الحاكمة، الذي يخيم على المنطقة منذ نصف قرن وفشلها في إدارة الدول وفي التنمية وإعاقتها للتحول الديمقراطي واعتمادها المعالجات الأمنية سبيلا وحيدا، كل هذا يهيئ المناخ لانتشار ونمو قوى الإرهاب والتطرف. بالمقابل فإن القوى المتطرفة الداخلية في صراع دموي مع نظمها كافة، لا تدخر وسيلة ولا تترك مدخلا إلا وتنفذ منه غير عابئة بأرواح الناس وأمنهم، تريد أن تضرب أهم ما تفاخر به النظم الاستبدادية التي كثيرا ما ادعت أنها استطاعت أن تفرض "الاستقرار" اعتمادا على قواها الأمنية، أما المتطرفون فيريدون القول: أن هذه النظم أصبحت عاجزة عن حماية مواطنيها وأقلياتها وأيضا تريد أن تدفع الناس نحو الفوضى والاضطراب الأهلي لأسباب طائفية أو عرقية، ذلك أن الإرهاب مقياس على الفوضى. أما شعوب المنطقة المفقرة والتائهة والمطحونة بين شقي رحى الاستبداد والتطرف، فإنها أنهكت إلى الدرجة التي أصبحت معها عاجزة عن التحكم بوجودها ومستقبل أجيالها..... إن التجربة التاريخية لمجتمعنا المعاصر يثبت أكثر من أي وقت مضى أهمية الديمقراطية والدولة المدنية التي تحترم كل مواطنيها وتضمن استمرار تعايشهم وتنوعهم الديني والقومي والثقافي باعتبار التنوع سمة الشرق التي يجب الحفاظ عليها. ما يزعجهم من سمير حتى في قبره قدرته على قراءة الأزمات من سوريا الى فلسطين مرورا بلبنان فهو العالم بطبيعة النظام الواقف خلف هذه القوى الظلامية، الراغبة بكم الأفواه وقتل المعرفة ففي مقال له تحت عنوان فعل بيروت في دمشق يقول " قلة من اللبنانيين الذين صنعوا "انتفاضة الاستقلال" يدركون انهم لم ينهوا عهد الوصاية السورية والنظام الامني – المافيوي اللبناني المتظلل بها فحسب، بل خلخلوا في طريقهم النظام الوصي نفسه. ولعل معظمهم إن ادركوا فإنهم لا يأبهون، وهذا الخطأ بعينه.
فالى الاهمية التي تكتسبها عودة السياسة الى الداخل السوري في سياق اي مشروع نهضوي عربي، قد يكون استقرار لبنان على الامد المتوسط مقروناً باستقرار سوريا نفسها، ولا استقرار بالديكتاتورية. فادعاء الفرادة اللبنانية لم يعد ينفع، ولا يفيد التعويل على الفوائد التي يجنيها قوم من مصائب قوم آخرين. على العكس، يفترض ان يكون قد تعلم اللبنانيون، ولا سيما اولئك الذين لا ينفكون يتحدثون عن حروب الآخرين، ان بلادهم لا تستطيع ان تكون في منأى عن مصائب الآخرين، وانه قد يكون من الافضل السعي الى تعميم الفوائد على الجميع. ولا بداية افضل من "انتفاضة الاستقلال"، فتعميم الفائدة المتأتية منها يمثل اجمل تحية لها." تحية لك في قبرك يا سمير افرح انهم خائفون يرتعدون من ربيعك الذي أزهر حرية واستقلالا في بيروت وامتدت عدواه الى دمشق والمحكمة جاثمة على أعناقهم لكشف استبدادهم ولمن نسي اذكرهم بمقالك الذي عنونته " الاستبداد لحظة انكشافه" قلت حينها في المقال " سنفترض ان الحكم البعثي في دمشق بريء من دم رفيق الحريري. سنفترض لحظة ان "الخبراء السويسريين" الذين سيستعين بهم النظام الامني اللبناني سيتمكنون من اثبات تورّط ابو مصعب الزرقاوي بنفسه في عملية الاغتيال. سنفترض لحظة ان عباقرة المخابرات في سوريا ولبنان سينجحون، مثلما نجحوا عام 1994 بعد تفجير كنيسة سيدة النجاة، في فرض رواية قابلة للتحوّل قراراً ظنياً، وإن سقطت لاحقاً خلال المحاكمة (اذا كان هناك من محاكمة). هل يكفي كل ذلك لوقف المسار الانحداري للحكم السوري في لبنان وخارجه؟ هل يكفي كل ذلك لستر ما كشفه حدث بيروت اول من امس عن الخلل المستجد في الهيمنة البعثية؟
اول من امس، سقط في بيروت الخط الاحمر الاخير الذي كان يحمي منذ مطلع التسعينات اكذوبة "وحدة المسار والمصير" ويغطي منذ انهزام كمال جنبلاط واغتياله عام 1977 ادعاء الحكم السوري النطق باسم قسم من اللبنانيين." أما موضوع العمالة لاسرائيل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هي لماذا الركض وراء المفاوضات المباشرة وغير المباشرة برعاية تركية؟ هل هذا جزىء من الحلم الوطني. سؤال أخير هل يمكنكم اخبارنا عن من قتل الشهداء زايد عبدالله عضو جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، الذي استشهد في شقرا العام 1993 والشهيد سامي شحود (الكسي) عضو جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، الذي استشهد في وادي الليطاني زوطر الغربية العام 1999. ابتسم يا سمير لقد زرعت الرعب في قلوبهم نم بقبرك سعيدا سنحفظ الوصية " اما اليوم، فقد اصبحت القضية القومية تكمن في التخلص من انظمة الارهاب والانقلاب واستعادة حرية الشعوب كمدخل الى نهضة عربية جديدة".










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ


.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية




.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi