الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يرحل الشّعب ليبقى اللّواء بن عليّ

السموأل راجي

2011 / 1 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



عندما يحتلّ القنّاصة من القوّات الأمنيّة المفترض فيها حماية المواطن أسطح المنازل ليستعمل توابعها مكبّرات الصّوت في الشّوار محذّرين من التّجمهر في الشّارع فإنّ ذلك يدعى إرهابًا منظّمًا.هذا ما يحدث في هذه اللّحظات في مدينة تالة الشّهيدة التي يعجز أهاليها عن دفن شهدائهم ويعيشون حالةً من الرّعب لا تقود إلاّ لإنفجارهم في وجه قنّاصة لن يستطيعوا إفناء البلد وإغتيال شعب بأسره!عندما تتحوّل مهمّات الأمن للقتل لا قتال أعداء المواطن فهذا إجرام ممنهج إذا ما إقترن بأوامر صادرة من "أعلى هرم السّلطة" التي تعبّر عن حالة من التشنّج المنفلت في قتلها من نهض للمطالبة بأموال نهبتها مافيا،عندما تقرّر وزارة التّعليم تعليق الدّروس لأجل غير مسمّى كإجراء وقائي فهذا رعب لا محدود تعيشه بطانة الحكم النّهبويّ:يحدث كلّ هذا في تونس التي تحوّلت بعض مدنها لمدنٍ شهيدةٍ يخيّم على شتائها برود قاتم مليء متشبّعٍ بروائح دماء ضحايا القتل مع سابقيّة الإضمار.


في صباح يوم الحادي عشر من يناير/كانون الثّاني 2011 يتمّ إطلاق الرّصاص الحيّ على مشيّعي جنازة أحد الشّهداء وما أكثرهم في حيّ الزّهور من مدينة القصرين ورمي قنابل مسيّلة للدّموع مخصّصة في أصلها للحيوانات صنعت في الولايات المتّحدة التي بدت وزيرة خارجيّتها متنصّلة من مسؤوليّة بلادها قائلة أنّها لا دخل لها بما يحصل في تونس!!لهذه الدّرجة اللّواء بن عليّ قادر على إثارة الرّعب؟؟


تروج أخبار عن إطلاق الرّصاص في الشّمال الغربيّ تحديدًا مدينة باجة حيث واجهت قوّات الأمن مسيرة سلميّة في وضح النّهار بقمع لا متناهٍ وأنباء عن سقوط طفل في الرّابعة عشر من عمره ولن أستغرب إن تمّ تأكيد الخبر،وتتداول وكالات مختلفة أخبار إقالة رئيس أركان الجيش التّونسي الفريق أوّل رشيد عمّار بعد أن عبّر هذا الأخير عن تحفّظه إزاء القبضة الأمنيّة الشّرسة التي عالج بها الرّئيس إحتجاجات إجتماعيّة على معظلة سياساته كانت السّبب فيها،وحسب وكالات معيّنة فلقد رفض الفريق أوّل رشيد إعطاء أوامر بإستخدام الرّصاص الحيّ وتتداول بعض المواقع صورًا يحتمي فيها المتظاهرون بالجيش من إرهاب البوليس!!!!!ما خفي أكيد أنّه أعظم والوضع لا يزال محتقنًا فحالة من الإنفلات الأمنيّ في الشّمال ومحاصرة العاصمة التي تتحرّك بعض القطعات العسكريّة فيها وتحوّلت الشّوارع الكبرى فيها لدلالة حيّةٍ على طرق ووسائل الإرهاب حيث تنتشر قوّات الأمن بكثافة تحاصر مقرّاتٍ وتعتدي على أفواج محتجّةٍ في أحياء وتدور في هذه اللّحظات وفق مصادر تونسيّة مواجهات في أحياء ذات كثافة سكّانيّة كبيرة وتحديدًا في أجزاء من حيّ التّضامن الرثّ،أمّا عن المستشفيات فحالة من الإحتياج للدّم شديدة تحكمها والأطبّاء يطلقون الإستغاثة تلو الأخرى أمام تفاقم أعداد الجرحى والمصابين جرّاء المواجهات ولا تزال الملحمة قائمة تدور رحى معركتها بين لواءٍ يرى تهجير الشّعب بأسره لو كان قادرًا مقابل ضمان كرسيِّه لم يستثني لا أطفالاً ولا عاطلين ولا فنّانين ولا محامين ولا حتّى الذّباب:قطاعات واسعة من المجتمع التّونسي تنتفض كاسرة بذلك مقولات الفردانيّة تتضامن في وحدةٍ كأروع ما تكون الوحدة تتكاتف فيما بينها فالشّهيد ملكًا لمدنٍ بأسرها لا لعائلته فقط والمصاب تتدافع الجماهير لنجدته والعدوّ واحد قالوا فيه كلمتهم فكانت العليا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟