الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبناء الفقراء

علي سالم

2011 / 1 / 11
الادب والفن


أبناء الفقراء
قصيدة علي سالم

لأني انا الرب
فسأصيح بصوت عال
لكي تتأكدوأ ياأصحاب المؤخرات السمينة،
يامن تدعون التنبؤ بالغيب
وتعاقبون من تشاؤون
بأن من كان من صلبي
لم يضحك مثلكم
على أسمالي وبؤسي ،
وكان حينما كنت أنا على الصليب
يجفف الدماء النازلة من عيوني
بشفتيه
وعينيه
إنه إنا
وأنا هو
فلماذا كل هذا التعنت وكل هذه السخرية ؟
من كل هولاء الذين تسمونهم
في حفلات مجونكم
بالغجر
أو النور
أو سوكينارية
أو شيوعية
أو هنود حمر
أو مغول
أو أفغان
أو شروكية ملحان
كلهم
كل هولاء المغضوب عليهم
وغيرهم الكثيرون
من المذنبين
دون ذنب !
كل هولاء الذين وضعتموهم في سلة مهملاتكم الطبقية
لكل هولاء
الصامتون
الصائمون
الصائتون
الصائحون
دون جدوى
الثائرون
الخارجون على القانون
الخارجون من عبق الطين ورائحة المجاري ...
هولاء
الذين تكرهون ...
هولاء القبيحون
القذرون
الفائحون بأعفن الروائح
أقول لكم
بأنهم
كلهم عيالي
" لأن المساكين عيال اللة "
تتأففون من رائحتهم وهي نفحة التراب و الطين
والقمح و الطفولة التي أنضجتها أنفاسي في ملامح وجوههم المغيبة في سجلات مراكز التجنيد
وبين تلافيف الارض الحرام ومقابر النسيان التي حفرتها بساطيل جنرالاتكم الزائفون لوجوههم التي تصرخ دون تحفظ
بصوتها العالي جداً
حتى النهاية
التي لن يرجع منها أحد
تصرخ بصوتي
صوت الرب الذي سيقول في النهاية
طوبى لهولاء الذين يُقتلون أكثر من مرة !
طوبى لهم
عندما لن يجدوا
خلف تخوم النهايه
سوى جثتي
ينزلونها من فوق صليب المحبة
لكي يحرثوها ويزرعوا فوق ثراها قمحهم
ليطعموا بخبزه أفواه الكادحين المساكين والمنبوذين
طوبى لعيالي
طوبى
لمن سيجوع منهم في المنافي
ليشتري في غربة الشارع
فرشاة وعلبة ألوان
لكي يرسم على وقع صوت سيد محمد وعبادي العماري
وقع سنابك الطغيان
على وجه أمه الجنوبية
طوبى لكريم كاظم ناصر
طوبى لكريم فصام
طوبى لصلاح نقابة
طوبى لأبو زويط
وكل هولاء الذين يشبهونهم
المزدحمون على بوابات
مكاتب اللجوء
الحالمون بوطن
لم يأت
وقد لايأتي ابداً ؟

لهم جنتي هولاء الذين بلا مأوى على الارض
لهم حبي هولاء الذين بلا حب على الارض
لهم حضني هولاء الذين بلا حضن على الارض
لو كان لإله أن يكره لكرهت هذا الهمس الذي يدعي التحضر
ولفضلت عليه صراخ المجدفين حتى بإسمي
كم يطربني غضب الثوار
حتى أولئك الذين لم يتبق لهم
سوى الهمس بلغة غير مفهومة
أؤلئك الذين يودعونهم دوماً
في مكان إسمه الشماعية
أو في سجن إسمه أبو غريب
أو كوة مسيجة بالقضبان إسمها
مركز للجوء .
كيف لي كإله عاطل ومتشرد
أن أبكي مع هولاء دون أن يحسوا بعناء قلبي ؟
يالي من إله عاطل
لايعرف غير الشكوى والأنين
لكني لازلت
أثق بالمساكين
وبالعاطلين عن العمل
أثق بالنشالة الفقراء
وكل السارقين
الذين
لايجدون ثمن الدواء
لأطفالهم المرضى بالسرطان
في أزقة بغداد الخلفية
أثق بكل من يقول بأن اللون الأحمر
أخضراً
وبأن اللون الأخضر
أحمراً
وبأن اللون الأصفر سيكون
أحمراً وأخضرا
لكن هل تعني الألوان شيئاً للمساكين
عندما يعبروا شارع الحياة الخطر ؟
لكم جنتي
ياابناء الفقراء
ياصانعي الجمال
ياصانعي الإختلاف
ياصانعي القلق الخلاق
ياأبناء الشوارع الخلفية
التي تعلو بين جنباتها
ضربات قلوب الحالمين
أنتم الذين يتهمهم المتنفذون
بالجريمة والإنحلال
أولئك المترفون
المتسربلون بالجريمة والتفاهة ورائحة العطور الثمينة
الذين ينسون عامدين أو غافلين
إني أنا الرب !
ربكم !
رب الفقراء
الذين يخطئون دائماً مرتين
وفي الحالتين هم على صواب !

علي سالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلام
خلود اوراهم ( 2011 / 6 / 7 - 21:48 )
كيف لي ان اعلّق على كلامك
فصراخك مدّوي يصمّ الاذان
بكيت لاءنني لااملك غير البكاء كما تبكيني الاخبار خجلا اقول باءني احاول ان لاارى ولا اسمع الاخبار

خلود

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟