الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب الإليكتروني

يوسف ابو الفوز

2004 / 9 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في العدد 16 من أسبوعية ( فيهريا لانكا ـ الخيط الأخضر ) ، الصادر في 19 نيسان 2002 ، التي تصدر في العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، عن حزب الخضر الفنلندي ، نشرتُ مقالا نُشرت ترجمته في مجلة "رسالة العراق " ، العدد 90 الصادر في حزيران 2002 ، وأيضا ظهر على عدة مواقع عراقية في شبكة الانترنيت ، وكان المقال تحت عنوان (ماذا يفعل رجال صدام حسين في فنلندا) ، وفيه حاولت ان أبين حقيقة سفارات النظام الديكتاتوري المقبور، التي لم تكن إلا أوكار لرجال المخابرات العفلقية التي كانت مهامها الأساسية متابعة وإرهاب أبناء شعبنا من المعارضين للنظام الديكتاتوري المقبور ، ومن كل الطيف السياسي العراقي ، وطالبت السلطات الفنلندية المختصة باتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية أبناء الجالية العراقية والاقتداء بالعديد من دول الشمال الأوربي التي طردت العديد من رجالات سفارات النظام الديكتاتوري بعد ثبوت تورطهم في أعمال مخابراتية لا علاقة لها بالعمل الدبلوماسي . أيامها وعلى اثر معلومات وصلتني من جهات فنلندية صديقة ، فأن رجال سفارة النظام الديكتاتوري المقبور استفزهم المقال ، وتحركوا بطرق مختلفة مما جعل رفاقي وأصدقائي المقربين وأفراد عائلتي ولفترة يخشون ان أتعرض لاعتداء ما ، من تلك الأعمال التي يجيد فيها رجال سفارات صدام إرهاب المناضلين والكتاب لمواقفهم المعارضة لنظامهم الإرهابي الديكتاتوري . ولم يخف هذا القلق إلا بعد ان طردت الحكومة الفنلندية بعد نشر المقال وبعدة شهور ثلاثة من العاملين في السفارة العراقية في فنلندا، لاسباب قال بيان الخارجية الفنلندية تتعلق بكونهم لا يمارسون مهاما دبلوماسية ، مما جعل الأصدقاء يربطون بين الأحداث .
الان وبعد السقوط المريع للنظام الديكتاتوري لم يعد هناك قلق من كاتم صوت ينتظرنا عند زاوية شارع ، ولا من سيارة مسرعة عابرة يمكن ان تدهسك ، ولا من سعي سفارة النظام الديكتاتوري إقناع السلطات المضيفة لك بأنك إرهابي ويجب اعتقالك وتسليمك لها ! ولكن السؤال الذي يرد في البال : هل توقف إرهاب عفالقة البعث ؟
في أرجاء وطننا الجريح ، نلمس كل يوم ومن جثث وأشلاء الأبرياء من أبناء وطننا نوعية الإرهاب الذي يساهم فيه وبنشاط بقايا فلول عفالقة البعث مع حلفائهم من المتطرفين المتأسلمين سواء كانوا عراقيين أو قادمين من خارج الحدود . إرهاب وحشي بالسيارات المفخخة والاغتيالات والاختطاف . اما خارج الوطن ، وإذ لم تعد يدهم "طويلة " كما كان يردد " القائد الضرورة " المجرم الديكتاتور ، فكان عليهم ابتكار أساليب إرهاب جديدة ، وبما انهم أناس عمليون ، يتابعون تطورات العصر ، فان الثورة المعلوماتية ، تتيح لهم ممارسة شيئا من أمجاد ثورات أفكارهم الشوفينية . وهكذا راح الكثير من الكتاب والمثقفين والمناضلين العراقيين ، من أصحاب المواقف الواضحة والثابتة ، المعارضة لنهج الفكر العفلقي الشوفيني الإرهابي ، والعاملين بجد من اجل عراق جديد ، ديمقراطي فيدرالي ، يتعرضون الى إرهاب من نوع خاص : إرهاب الرسائل الإليكترونية .
المرسلون للرسائل الإرهابية الإليكترونية لا يملكون الشجاعة للإفصاح عن أسمائهم الحقيقية ، ويتسترون بأسماء وهمية ، فشبكة الانترنيت تمنحهم فرصة التستر على أسمائهم الحقيقية ، لكن رائحة أفكارهم الإرهابية تفوح عفونتها من بين سطورهم وتفضح هويتهم الفاشية. ومثلما عقد على ارض الوطن تحالف مشبوه بين عدة تيارات إرهابية لإرهاب أبناء شعبنا بأدوات الموت المباشر ، عقد على شبكة الانترنيت تحالف مشبوه بين أنصار كل تلك التيارات الإرهابية ، وفي سطور الرسائل الإرهابية الإليكترونية تجد ما هو مشترك بينهم ، فهناك العفالقة من رجال النظام المقبور المتباكين عل أمجاد نظامهم الديكتاتوري المقبور ، وهناك المتأسلمون الذين يشحذون سكاكين تكفيرهم تحت ستار مقاومة الاحتلال . الرسائل الإليكترونية الإرهابية متنوعة فهناك الرسائل المفخخة بالفيروسات من اجل تخريب جهاز الكاتب المقصود ، ورسائل تحمل شتائم حافلة بالعبارات السوقية التي تعكس وضاعة ورخص شخصية المرسل ، ورسائل تهديد وتكفير بأساليب رخيصة تنتمي الى ذات المدرسة الإرهابية .
لكم يشعر أبناء العراق بالرثاء والاسى لكل إرهابي الانترنيت ، فأبناء العراق المخلصين لوطنهم ومبادئهم ، والعاملين بجد من اجل كنس الفكر الشوفيني الإرهابي من ارض العراق ، لم يرهبهم ويثنيهم عن نضالهم عمل وإرهاب أجهزة النظام الديكتاتوري المقبور ، وهو الذي امتلك احدث وابشع الوسائل للابتزاز والاغتيال والاختطاف ، فهل يمكن ان يخشوا أفعال صبيانية من إرهابيين صار نظامهم جثة تتفسخ ، فما عملهم سوى العفونة التي تتصاعد من هذه الجثة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا يحذر من الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي|#غرفة_الأخ


.. حزب الله يعلن تنفيذ 18 هجوما على أهداف إسرائيلية قبالة الحدو




.. خليل العناني: الرئيس الأمريكي يبحث عن خروج آمن من حرب غزة


.. أم تبكي طفلها الشهيد نتيجة التجويع الممنهج من قوات الاحتلال




.. مراسل الجزيرة: استمرار عمليات القصف الإسرائيلي على وسط مدينة