الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة الشباب في الجزائر من وجهة نظر لبرالية ويساري

عبد القادر أنيس

2011 / 1 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


وجهة النظر اللبرالية عبرت عنها السيدة زينب رشيد، (لاعتقادي أنها لبرالية علمانية، إن لم تخطّئني هي طبعا)، ووجهة النظر الاشتراكية اليسارية عبر عنها السيد شوقي صالحي الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي، في الجزائر.
أعبر في هذه المقالة عن اختلافي معهما، رغم أني أثمن عاليا ما تكتبه زينب رشيد وأتلقف بشوق مقالاتها في هذا الموقع، كما أحترم نضال السيد شوقي صالحي في الجزائر منذ عشرات السنين، ويشرفه أنه لم ينزلق مع الانتهازية والمغامرة وركوب موجة الشعبوية الإسلامية مثلما فعلت رفيقته في النضال السيد لويزة حنون، التي سأتعرض إلى موقفها من حركات الشباب الأخيرة في مقالة تالية.
مقال السيدة زينب تجدونه في :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=241231
ومقال السيد صالحي تجدونه في:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=241425
كتبت السيدة زينب رشيد: ((النظام الجزائري الذي لم يمتلك يوما أي نوع من الشرعية إلا الشرعية الثورية التي لم تقدم لشعوبها بعد دحر المستعمر ونيل الاستقلال إلا الحكم الشمولي وعبادة الفرد القائد وسيطرة الحزب الواحد بما يترتب على ذلك من استبداد وفساد ونهب للوطن والمواطن حتى يبقى القائد على عرشه يحيط به ثلة من اللصوص والآفاقين الذين لا هم لهم إلا التسبيح والشكر بحمد قائدهم الأوحد، بينما يعيش المجتمع كله في سجن كبير ونخبته المثقفة في زنازين الأقبية المتعفنة، من يدخل اليها على كثرتهم يعتبر مفقودا ومن يخرج منها على قلتهم يعتبر مولودا)).
رأيي أن الكاتبة تقع هنا في مبالغات لا تعكسها حقائق التاريخ والواقع كما عشتهما أنا في الجزائر المستقلة. صحيح أن النظام الحاكم في الجزائر استغل الشرعية الثورية ليتربع على السلطة وليمنع أي منافسة أو مشاركة له فيها وبهذا المنظور فقد استقلت الجزائر لكنها فقدت القدر المتواضع من التعددية الحزبية وحريات التعبير التي كانت موجودة في العهد الاستعماري والتي ساهمت في بث الوعي الوطني والسياسي في أوساط الشعب. أما القول ((بينما يعيش المجتمع كله في سجن كبير ونخبته المثقفة في زنازين الأقبية المتعفنة، من يدخل اليها على كثرتهم يعتبر مفقودا ومن يخرج منها على قلتهم يعتبر مولودا)). فهو ما أشرت إليه بالمبالغة. النظام في الجزائر كان فعلا مستبدا بالسلطة ولكنه لم يكن يتعامل مع معارضيه، عموما، عدا بعض الحالات، بالقمع الذي عهدناه مع حكم البعث في العراق وسوريا مثلا أو الحكم الوهابي في السعودية. ورغم هذا الاستبداد لم يحدث أن زج بـ ((نخبته المثقفة في زنازين الأقبية المتعفنة، من يدخل اليها على كثرتهم يعتبر مفقودا ومن يخرج منها على قلتهم يعتبر مولودا)). كان كاتب ياسين وكان الطاهر وطار وكان آخرون يكتبون ما لا يرضي النظام، ولم يتعرضوا للحالة التي وصفتها الكاتبة. حتى التعامل مع الانقلابيين ضد بومدين لم يكن يتم بالقمع الوحشي الذي كان سائدا في العراق وسوريا مثلا. بومدين، لم يعدمهم وأطلق سراحهم في الأخير. طبعا تم سجنهم بدون محاكمات، وهذا في حد ذاته ليس هينا. ولكنه أبعد ما يكون عن وصف الكاتبة ((من يدخل إليها على كثرتهم يعتبر مفقودا ومن يخرج منها على قلتهم يعتبر مولودا)). العنف الدموي مطلق العنان عندنا بدأ مع الإسلاميين، إذا استثنينا طبعا، العنف الذي ساد حرب التحرير.
من جهة أخرى سيدتي، فرأيي أنه ليست الثورة الجزائرية وحدها هي التي وصلت إلى هذا النفق المسدود. جميع الثورات في العصر الحديث انقلبت على عقبيها وتراجعت عن وعودها. لهذا أستغرب استماتة مثقفينا وخاصة اليساريين والإسلاميين منهم إلى الدعوة إلى الثورة مرة ومرة بلا كلل ولا ملل أو التهليل لكل انتفاضة شعبية بوصفها ثورة وتحميلها ما لا تطيق من الآمال والمقاصد والأهداف. ومن هنا أرى أن الكاتبة لم توفق أيضا في اختيار عنوان مقالتها ((هي أكثر من ثورة خبز فلا تهينوها)). فلا انتفاضات الشباب عندنا ثورة، بالمفهوم الذي كنا نفهم به الثورة باعتبارها أداة التغيير الجذري للأوضاع نحو الأحسن، ولا الثورات السابقة حققت هذا الهدف كونها سرعان ما انتهز الشطار فيها الفرصة وقفزوا إلى سدة الحكم وأقاموا أنظمة استبدادية لا تختلف عن غيرها. فكفانا ثورات.
وحدها التحولات التي جاءت نتيجة حراك اجتماعي سلمي طويل النفس بمشروع مجتمعي ديمقراطي علماني، قد أعطت نتائج إيجابية. حدث هذا في التحولات التي تمت في بلدان المعسكر الاشتراكي سابقا، وخاصة النموذج البولوني في التغيير بقيادة النقابي ليش فاليسا وفي بلدان أمريكا اللاتينية، وأبلغ درس يقدمه لنا اليوم شعب ميانمار ضد الاستبداد العسكري هناك. أما حركات التغيير المسلح اليسارية في أمريكا اللاتينية أو تلك الإسلامية الإرهابية الرجعية عندنا فشرها مستطير.
ومادامت شعوبنا لا تضع المطالب الديمقراطية ضمن أولوية الأولويات ومادامت لا تتحرك إلا عندما يتهدد خبزها اليومي ومادامت لم تتبن أساليب النضال العصرية الصبورة البعيدة النظر والبعيدة عن التدمير الذاتي فلا يجب أن ننتظر منها شيئا. وهذا هو واقع الحال عندنا. فنسبة الانخراط في الحياة الحزبية والنقابية والجمعوية ضعيف جدا بسبب اقتناع الناس بعدم جدواه. الجميع يتفرجون ويتذمرون وعندما يبادر الشباب بطريقتهم الفوضوية في إلقاء حجرة في البركة الآسنة ينتهز البعض الفرصة فيركب الموجة ويسميها ثورة بينما يتذمر البعض الآخر من انعكاسات تصرفات الشباب الهوجاء على حياتهم الرتيبة والبعض الآخر خوفا من تهديد الأموال التي جمعها بالغش والتهريب والفساد ولا ينتبه هؤلاء جميعا أن الرسالة الوحيدة التي يمكن أن نستخلصها من هذه الانتفاضات هي كالتالي: يقول لنا هؤلاء الشباب: أنتم مسئولون عنا وعما جنت أيادينا، أنجبتمونا بأعداد هائلة وأنتم غير قادرين على توفير العيش اللائق بنا وأسأتم تربيتنا وتعليمنا وعجزتم عن توفير التكوين والعمل لنا وألقيتم بنا في الشوارع، فماذا تتوقعون منا؟ يمكن أن تتوقعوا كل شيء عدا أن نترككم تهنئون بحياتهم في هذه البلاد؛ سنسرق، سنخطف، سنتعاطى المخدرات، سنرتكب الجرائم، سنؤيد كل المغامرين، سنرهبكم حتى تهتموا بمصيرنا الذي هو مصير البلاد.
لا أعتقد أن "ثورة" الشباب وغيرهم من فئات الشعب، بهذه الطريقة يمكن أن تغير من الأوضاع شيئا. في ثمانينات القرن الماضي عرفت الجزائر انتفاضات كثيرة قام بها الشباب آخرها سنة 1988، واضطر النظام الحاكم تحت ضغط التحولات العالمية إلى الاعتراف بالتعددية السياسية. فماذا وقع؟ انحاز الشعب بأغلبيته نحو برامج وأحزاب رجعية عزفت على أوتار الهويات القاتلة، وخاصة الإسلاميين الذين كانوا يكفرون الديمقراطية ويقبّحون كل الحريات. وهنا مرة أخرى يتحمل النظام السياسي والمثقفين كامل المسئولية عن انحطاط مستوى الوعي عند الناس، ما جعلهم ينساقون كالأنعام وراء أعدائهم، أعداء الحرية والديمقراطية.

ثم تكتب زينب: ((لم يحد "ثوار" الجزائر عن هذه القاعدة، فكان نظام الحزب الواحد القائد "جبهة التحرير الوطني" الذي فرض القبضة الحديدية على شعب الجزائر منذ اللحظة الاولى للاستقلال، فقمع الحريات وجعل الاعلام بوقا يُصبح بحمد القائد ويُمسي بشكر القائد، وتم تشييد السجون بعد أن ارتفعت أعداد سجناء الرأي والحرية، وغاب تكافؤ الفرص تماما ليحل محله المحسوبية والرشوة فلا وظيفة إلا لمتنفذ أو ابنه أو أقاربه أو راش، وتم إغراق الوطن في نزاع جبهة البوليساريو مع المغرب، حيث لا ناقة ولا جمل للشعب الجزائري في مثل هذا الصراع سوى مليارات الدولارات التي تم تبذيرها على شكل دعم للبوليساريو وما يرافق هذا الدعم من عمليات فساد كان أبطالها الثوار الجنرالات، ولم يكن هدف النظام من ذلك سوى إشغال شعب الجزائر عما يجري داخل البلد من عمليات نهب منظم لبلد غني عائم على ثروة طائلة من النفط والغاز لم يظهر شيئا منها على أبناء الجزائر)).
ولقد سبق لي أن علقت في مقالها حول قضية البوليزاريو. وأضيف هنا أن الجزائر، بهذا الوقوف إلى جانب شعب الصحراء الغربية، إنما ترد دينا على عاتقها مقابل ما تلقته من دعم سياسي ومساعدات كثيرة وكبيرة من بلدان كثيرة في العالم وعلى رأسها أغلب البلدان العربية وبلدان الكتلة الاشتراكية ومختلف منظمات حقوق الإنسان. وبعد الاستقلال واصلت التمسك بهذا الموقف مع حركات التحرر في العالم بما فيها حركة تحرير فلسطين، ومن المؤسف أن الجزائر اليوم تميل ميلا واضحا سياسيا وإعلاميا إلى حركة حماس وحزب الله وإيران بدل تأييد المساعي السلمية للحكومة الفلسطينية التي أراها المخرج الوحيد لأي حل.
وتكتب زينب: ((اليوم ينتفض الشعب التونسي والجزائري على السواء وان كانت شرارة الانتفاضة قد ارتبطت مباشرة بسوء الحالة المعيشية والتضييق على الشعب في لقمة عيشه كما حصل في تونس، والغلاء الجنوني للبضائع الاستهلاكية الأساسية في الجزائر التي يحتكرها الجنرالات وان كان عبر أشخاص آخرين ليسوا أكثر من موزعي بضائع في خدمة هؤلاء الجنرالات، فان الأسباب الحقيقة لما يحدث اليوم في تونس والجزائر قد تجلت في الشعارات التي رفعها الشعب، وهي شعارات تدل على ان الهدف ليس مجرد رغيف خبز مجبول بالذل والقهر والهوان، وانما العمل على ازالة الاسباب الرئيسية التي أدت الى وصول الوضع المعيشي والاقتصادي الى ما وصل اليه في تونس والجزائر)).
لا يجب، سيدتي، المبالغة في حكاية هؤلاء الجنرالات. صحيح العسكر لعبوا أدوارا كبيرة في بلدان العالم الثالث، الكثير منها سيئة وحتى رجعية، نظرا لغياب حراك اجتماعي حقيقي بل وضده أيضا، ولكن الجنرالات في الجزائر ليسوا بهذه القوة الخرافية كما أن النظام الر يعي البيروقراطي في الجزائر القائم على استغلال الثروات الطبيعية، استفادت منه شرائح واسعة من المجتمع وظهر آلاف الأثرياء لا علاقة لهم بالجنرالات. في الجزائر هناك لوبيات مؤثرة كثيرة أشهرها العسكر طبعا، ولكن هناك لوبي ما يسمى بالأسرة الثورية متمثلة في منظمة قدماء المجاهدين وأبناء الشهداء وأبناء الجاهدين واتحاد العمال والفلاحين والنساء والشبيبة وغيرهم. وهم جميعا يشاركون في امتصاص ضرع البقرة الحلوب واستغلال نفوذهم للإثراء الفاحش. أما أن تقولي: ((ان الأسباب الحقيقة لما يحدث اليوم في تونس والجزائر قد تجلت في الشعارات التي رفعها الشعب، وهي شعارات تدل على ان الهدف ليس مجرد رغيف خبز مجبول بالذل والقهر والهوان، وانما العمل على ازالة الاسباب الرئيسية التي أدت الى وصول الوضع المعيشي والاقتصادي الى ما وصل اليه في تونس والجزائر)). فما هذه الشعارات التي هي (أكثر من ثورة) والتي رفعها (المتظاهرون)؟ أضع كلمة "المتظاهرون" بين قوسين لأنني، على الأقل بالنسبة للجزائر، أتحفظ على تسمية هذه الهجمات التخريبية على كل ما يرمز إلى الدولة بالمظاهرات كأسلوب حديث في الاحتجاج والتعبير. شبابنا، وحتى الكثير من كبارنا، لا يفرقون بين الدولة والحكومة. طبعا، هذه الانتفاضات، هي في نهاية المطاف تعبير وحشي عن فشل ذريع في إدارة شؤون البلاد بطرق عصرية تحفظ للناس كرامتهم في العيش والتعبير والحرية، ولكن شعارات الشباب لم تكن بهذه الكيفية. لنلاحظ تصريح أحد الشباب الذي يتهجم على حقوق النساء ولعلي لا أخطئ إن قلت أن موقفه عام عندنا:
http://www.youtube.com/watch?v=5-0tdNbqGrI
فهل يجب حل مشاكل الشباب على حساب النساء، وهل فعلا كانت مشاكل بلداننا بخير عندما كانت أغلب نسائنا في البيوت؟ هل هذا (أكثر من ثورة). هذا هو الخطاب الذي كان يروجه الإسلاميون تجاه الشباب. ونسمع أيضا صيحات مشئومة من بعض (المتظاهرين): "دولة إسلامية"!!!.. تعود بنا إلى جنون تسعينات القرن الماضي.
http://www.youtube.com/watch?v=AgSiWvtcpaQ
أمام هذه الحقائق عن هذه (المظاهرات) لا أتفق مع قول الكاتبة: ((انتفاضة الشعب من جديد في الجزائر بعد انتفاضته الكبرى عام 1988 دليل قاطع على ان الاجراءات الاصلاحية الشكلية المتعلقة باصدار قانون الاحزاب وتخفيف سيطرة الحزب القائد على الاعلام ومنح هامش بسيط من حرية الرأي كانت ذرا للرماد في العيون ليس أكثر، حيث عادت الامور الى ماهو اسوأ من ذلك بعد انقلاب الجيش على نتائج الانتخابات التي فازت بها جبهة الانقاذ الاسلامية مع اختلافي الكلي مع افكار هذه الجبهة الاقصائية وبرامجها السماوية، وقد رأى العالم كيف أمعن الجنرالات والجيش وطيور الظلام من أتباع جبهة الإنقاذ بالشعب الجزائري نحرا وذبحا وقتلا، وإذ يعود اليوم الشعب الى الانتفاض فانه لن يقبل بأقل من نتائج انتفاضة 1988 ولكن هذه المرة بشكل حقيقي وليس شكليا كما حصل في المرة الاولى)).
رأيي أن قانون الأحزاب لم يكن إجراء إصلاحيا شكليا كما تفضلت الكاتبة بالقول. كان قانونا حقيقيا للتعددية الحزبية والسياسية. لكن الانقلاب الحقيقي على هذا القانون تمثل في السماح بتكوين أحزاب دينية تكفر الديمقراطية بغرض الالتفاف على هذه الديمقراطية الفتية وتحريف مسارها. أقدم لك هنا موقفا لأكبر قائد إسلامي في الجبهة الإسلامية التي ترين أنه كان من الحكمة تسليمها السلطة: ((اعلموا إخوة الإسلام أننا نحن معشر المسلمين نرفض عقيدة الديمقراطية الكافرة رفضا جازما لا تردد فيه ولا تلعثم... لأنها تسوي بين الإيمان والكفر ولأن الديمقراطية تعني الحريات المطلقة والحرية من شعارات الماسونية لإفساد العالم... ولأن السيادة في الإسلام للشرع وفي الديمقراطية للشعب وللغوغاء وكل ناعق... ولأن الديمقراطية معناها حاكمية الجماهير ... ولأن الأغلبية خرافة ... بينما الديمقراطية هي حكم الأقلية لا الأغلبية كما يشاع ولأن مخالفة اليهود والنصارى من أصول ديننا كون الديمقراطية بدعة يهودية نصرانية- (مقتطفات من مقال مطول لعلي بلحاج صدر في كتيب بالمملكة العربية السعودية، نشر أول مرة بجريدة المنقذ للجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر بتاريخ 23/24/25/ 1990)).
هل يعقل سيدتي أن تسلم السلطة إلى صاحب هذا الكلام الفاشي بناء على انتخابات سادتها كل أنواع الخداع والخروقات. هل هذا عندك ((أكثر من ثورة)).
وعليه فلا أتفق معك أيضا في تعقيبك على تساؤل السيدة سناء، حين أجبت: ((عزيزتي سناء: علينا أن نتحمل نتائج واستحقاقات صندوق الانتخاب الحر والحقيقي كما هي، لأنها تعبر عن إرادة الشعب، وأخطاء الديمقراطية لا يمكن حلها إلا بمزيد من الديمقراطية وليس بالانقلاب على مستحقاتها، صحيح أن جبهة الإنقاذ كأي حزب إسلامي لا تعنيه الديمقراطية إلا كطريق باتجاه واحد يوصله إلى السلطة، لكن هذه هي نقطة انكشاف هذه الأحزاب على حقيقتها بعيدا عن شعاراتها الإيمانية والتقوية البراقة التي لا يملك مجتمع متدين من رأسه حتى قدميه إلا أن يصدقها حتى يثبت له العكس، باعتقادي المتواضع أنه لا يمكن لنا تجاوز حالتنا البائسة إلا بالانكشاف الكامل لهمجية التيار الإسلامي وهو الذي لن يتحقق إلا عندما يكون هؤلاء في السلطة مع ما يعني ذلك من دماء قد تسيل في طريق إعادة العمل بالحياة الديمقراطية بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة وتشبثهم بها)).
رأيي أنه إذا كان لا بد من أن تسيل الدماء فلتسل دماء الإسلاميين أولا، لأنهم البادئ بالشر، والبادئ أظلم. طبعا الذي يتحمل مسؤولية أكبر هم حكام الاستبداد عندنا ثم الطبقة السياسية والمثقفة التي سايرت هذه الأوهام وشاركت في لعبة الديمقراطية مع إسلاميين جعلوا الديمقراطية مطية للوصول إلى السلطة والاستفراد بها، وهي تعتقد أنها تخوض صراعا ديمقراطيا متحضرا. ولا يجب أن نلقي باللائمة كلها على الشعب عندما يسيء الاختيار ولكن هذه الحقيقة لا يجب أن تمنعنا من مواجهة الناس بما نراه حقيقة أثبتتها التجربة الإنسانية الحديثة. وقد أساءت الشعوب فعلا الاختيار طوال التاريخ. انتخبت موسوليني وهتلر وصفقت لستالين وبكت دما لموته ومازال حزينة لإعدام صدام (عندنا على الأقل) وانتخبت حماس وهي تكفر الاتفاقيات التي وافقت عليها السلطة الوطنية الفلسطينية مع إسرائيل وكان ما كان. ولكن ذاكرة الناس ضعيفة إذا لم تجد من مثقفيها من يعيد إحياءها بصورة مستمرة.
عندنا أيضا كاتب كبير يساري صاحب فكرة ((التقهقر المخصب))، نادى أيضا بتسليم السلطة للإسلاميين وترك الشعب يتحمل مسؤوليته ليرفضهم بعد أن يرى فشل أفكارهم في الميدان وكأن هؤلاء لا علاقة لهم بالحكم الإسلامي المعروف أم أنهم سيخرجون لنا، مثلما يخرج الجاوي من جرابه، حلولا سحرية؟ فكيف يعمى المثقف اليوم عن رؤية فشلهم وينتظر من الشعب، الذي أغلبيته عامة دهماء، رؤية صحيحة بعد أن يكون قد استسلم نهائيا للإسلاميين وخضع لغسيل المخ مختلف المؤسسات التربوية التي سوف يحتكرون الإشراف عليها؟ المثال تقدمه لنا إيران الإسلامية التي تحالف معها اليسار الإيراني وكان أول المنكّل به بعد أنصار الشاه طبعا.
شخصيا أيدت تدخل الجيش لمنع الإسلاميين من الوصول إلى السلطة، وحمى هذا الجيش البلاد من كارثة الدولة الإسلامية رغم أنه لم يجنبها حربا ضارية خطط لها الإسلاميون حتى قبل توقيف المسار الانتخابي سيء الصيت، ولكن الطبقة السياسية والشعب عموما لم يكونوا في مستوى هذا الإنجاز العسكري وأيد الكثير الإرهاب.
أما صاحب مقولة ((التقهقر المخصب)) أو ((la régression féconde )) كما قالها بالفرنسية فقد انتقل بعدها إلى فرنسا ليدرس كجامعي في إحدى جامعاتنا وفعل مثله الآلاف من الكفاءات الجزائرية خسرتهم البلاد إلى الأبد. كذلك رأى الحسن الثاني نفس الرؤية عندما اقترح تمكين الإسلاميين في الجزائر من الحكم ليفشلوا وننتهي من شرهم.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الي الاستاذ عبدالقادر انيس
إقبال قاسم حسين ( 2011 / 1 / 12 - 17:54 )
يااستاذ عبدالقادر هؤلاء الاسلاميين ورطة كبيرة،تجاربكم تشبه تجاربنا،عندما جاء انقلاب النميري كان انقاذ للسودان من دستور اسلامي يصوّت له في البرلمان بواسطة الاسلاميين،اعتبر السودانيون هذا انقاذ لهم ،ولكن انقلب نميري واتي بدستور اسؤا منه و طبق الشريعة،يجب ان يغير الحاكم مناهج التعليم اذا كان فعلا حريصا علي دولته من الهوس الديني،لكن الديكتاتور لن يفعل ذلك،ليصبح الخيار ام الاسلاميون اوهو


2 - هذه الآيدلوجية التي ما دخلت مكاناً إلا خربتهُ
الحكيم البابلي ( 2011 / 1 / 13 - 03:37 )
الأخ العزيز عبد القادر أنيس
مقال متمكن من مادته كعادتك ، وفيه الكثير من تجارب وعِبَر الماضي والتي ممكن أن تكون دروساً للحاضر والمستقبل فيما لو دُرِسَتْ ودُرِسَتْ بصورة دقيقة مُخلصة ، فالأوضاع في البلدان العربية الإسلامية لا تختلف من واحدة لإخرى كبير إختلاف ، ويُضحكني المثل القائل : حسن كجل ..كجل حسن . وتعني التشابه الكامل في الأمور
وربما ينحصر الإختلاف الكبير بين الشعوب العربية الإسلامية في طريقة اللبس ونطق اللغة العربية
إستوقفتني طويلاً فكرة ( التقهقر المُخصب ) ، وأعتقد أنك عالجتها أو أعطيت رأيك عنها بصورة حكيمة ، وخاصة بعد التمعن في تجربة إيران
لستُ متشائماً ، لكنني أعتقد بأن العراق الأن يمر ببداية هذه التجربة المدمرة ، ولا أرى مصر بعيدة عن الوقوع في نفس الحفرة ، وهي أن ندع الإسلام يتسلم الحكم وننتظر أن ينهار من الداخل لأن من طبع الإسلام أن يتآكل ويفسد من داخله
ولكن ... كما ذكرتَ أنت ، وكما أثبتت تجربة إيران ، فإن الغمامة لن تنقشع إلا -بعد خراب البصرة- ، كما يقول المثل
عندنا مثل شعبي آخر يقول : لا تسلم البزون شحمة
البزون هو القط
تحياتي


3 - ليست إنتفاضة
سناء نعيم ( 2011 / 1 / 13 - 05:59 )
زينب رشيد لا تعرف الوضع في الجزائر،فهي تعتمد على الفضائيات التي تستضيف معارضين غالبا ما يبثون أكاذيب ليشوهوا الصورة القاتمة ولن ليست بالقتامة التي يذكرون .هؤلاء المعارضون لو وصلوا للحكم لكانوا اكثر ديكتاتورية وفسادا من غيرهم وانظر لحالنا الكل ينتقد ويتذمر والكل يدمر.فمن المتضرر من اعمال التخريب والتكسير التي حدثت مؤخرا ؟وكما ذكرت-الكل يشاركون في إمتصاص ضرع البقرة الحلوب-هذه حقيقة فالإنتقاد ليس حرصا على المواطن كما يدعي الوطنيون الجدد.لكن لا احد يشير لكثرة الإنجاب التي يتميز بها الإنسان الجزائري،والتي أراها احد أسباب الأزمة
قبل يومين بثت فضائية عربية برنامجا جمع تونسيا ومعارضا جزائريا يعيش في لندن.التونسي،من وجهة نظري كان عقلانيا إلى أبعد الحدود،بينما الجزائري إتهم التونسي بالإلحاد والعمالة.هذه هي العقلية العربيةوهذا هو تفكير المعارض والديبلوماسي السابق
قدرنا ان لا ننعم بالديمقراطية ،فإما إستبداد سياسي وإما حكم ديني رجعي فاشي .تحياتي لك وللحكيم البابلي


4 - إلى إقبال
عبد القادر أنيس ( 2011 / 1 / 13 - 11:10 )
ملاحظتك سليمة: الأنظمة الحاكمة في بلداننا تستفيد من الدعاية الإسلامية ومن التخويف من خطرها والإسلاميون يعيشون من الجراثيم على واقع فاسد متعفن أفرزته هذه الأنظمة.
لا بديل عن جماهير واعية تتظاهر من أجل الحريات والديمقراطية لأنها السبيل الوحيد لتحقيق الأداء السياسي والاقتصادي الناجع وحل مشاكل التنمية. الحل يبدو بعيدا ولكن لا حل غيره.
تحياتي


5 - إلى الحكيم
عبد القادر أنيس ( 2011 / 1 / 13 - 11:17 )
الدعوة إلى قبول الإسلاميين كشركاء سياسيين، أخي الحكيم، دعوة ساذجة، مادام الإسلاميون لا يعترفون بضرورة الديمقراطية والعلمانية والمواطنة التامة للجميع. ليس من السهل زحزحة الإسلاميين عندما يحكمون والأمثلة كثيرة عندنا. الخصم السياسي بالنسبة إليهم هو عدو الإسلام وعدو الإسلام أنت تعرف مصيره.
في أوربا يتحالف اليمين واليسار ضد التطرف اليميني وكل تطرف بينما عندنا يتغافل المثقفون عن خطر الإسلاميين تحت حجج واهية مثل محاربة البرجوازية والرأسمالية والإمبريالية وغيرها. ثم يضعوننا أمام منطق الثالث المرفوع، أمام خيارين: إما الاسبداد الحاكم أو الإسلاميين.
تحياتي


6 - إلى سناء
عبد القادر أنيس ( 2011 / 1 / 13 - 11:34 )
يجب أن نرفض هذا القدر الذي يخيرنا بين أمرين أحلاهما مر: إما الاستبداد شبه العلماني وإما الدولة الدينية الأكثر استبدادا وفاشية. كلاهما مرفوض ومن يرى أن الإسلاميين يخلصوننا من العسكر فهو ينطبق عليه المثل الشعبي عندنا: هرب من سلال القلوب فوقع في يد قباض الأرواح.
خالص تحياتي


7 - كلاهما مرفوض ولكن؟
سناء نعيم ( 2011 / 1 / 13 - 12:56 )
من الذي يرفض هذا القدر يا سيد انيس ؟ هل البسطاء من الشعب والسذج أم المثقفون المتواطؤون إما مع السلطة او التيارات الدينية أم المنافقون الإنتهازيون؟ وسائل الإعلام، وخلال الفوضى الاخيرة ،طالبت من أئمة المساجد تهدئة الشارع أي إقحام الدين ورجاله في كل شيء ذلك اننا لم نتعلم من اخطاء الماضي وتلك مصيبة.كم من فرد في المجتمع يؤمن بقيم الديمقراطية والحداثة والعصر؟ كم من إنسان يرى في الدين نظاما باليا لا يبني بل يفرق؟كم من شخص يطالب بتحييد الدين وإبقاءه شأنا فرديا؟ كم من فرد يؤمن بالتداول السلمي على السلطة ؟ وكم وكم...مازالت الاكثرية تؤمن بالإسلام وترى فيه الحل السحري لأزماتنا رغم تجارب عصرية تظهر همجيته وعنصريته.نعم الكثيرون يرون في حكم الإسلاميين خلاص من العسكر ومن الإستبداد.وهؤلاء،كما ذكرت،إما أغبياء أو إنتهازيون مضللون مخادعون وما أكثرهم


8 - الوضع مؤلم..مؤلم..
الطيب طهوري ( 2011 / 1 / 13 - 14:41 )
لا بديل عن جماهير واعية تتظاهر من أجل الحريات والديمقراطية لأنها السبيل الوحيد لتحقيق الأداء السياسي والاقتصادي الناجع وحل مشاكل التنمية. الحل يبدو بعيدا ولكن لا حل غيره
السؤال الذي يفرض نفسه:كيف يمكن لهذه الجماهير أن تكون واعية تتظاهر من اجل الحريات...إلخ..خاصة إذا أدركنا ان من يتحكم في تكوين عقل الشارع الاجتماعي هو الأصولية التي يبدو ان الأنطمة المستبدة في عالمنا العربي قد عرفت اهميتها الكبيرة بالنسبة لها في بقاء أوضاع السيطرة على المجتمع والتحكم المتواصل فيه..
لا مجال امامنا إذن إلا العمل على فضح هذه العلاقة المتينة بين أنظمةالاستبداد وقوى الأصولية..
فكيف نحقق ذلك والإمكانيات كلها بيدي هاتين القوتين..؟
كيف ننجح وهاجس القراءة لا وجود له في اذهان ونفسيات الناس عندنا..
كيف ننجح وريع البترول تتحكم فيه عصابات السلطة وتوظفه لشراء الذمم وإسكات الأصوات المعارضة لمارساتها المضرة بمصالح مجتمعاتنا..
أسئلة كثيرة تدور في الذهن..لكن..
أشعر أحيانا بأن الطريق مسدود..مسدود..
تحياتي عبد القادر أنيس
....


9 - إلى سناء
عبد القادر أنيس ( 2011 / 1 / 13 - 15:57 )
من غير المعقول أن ننتظر حلولا سريعة تخرجنا من هذا الانسداد ونحن على هذا القدر من التخلف الفكري والعقلي والثقافي. يجب أن نعترف أن الوضع الذي نحياه أفضل مما نستحق لأننا فقط نعيش عالة على العالم المتقدم. يجب على المثقفين أن يقولوا هذه الحقائق للناس. في قصة الكاتب السوداني الطيب صالح - دومة ود حامد-، ثار الناس في إحدى القرى ضد الدولة لأنها قررت إقامة محطة في مقام ولي من أوليائهم الصالحين بوصفه المكان المناسب. فأدى القرار إلى -ث ورة- القرويين وإلى سقوط الحكومة ومجيء حكومة جديدة ألغت المشروع وظل الولي في مقامه وظل الناس بدون محطة، أي بدون تقدم. علق الكاتب قائلا: يستحيل بناء المحطة مادام الناس يتمسكون بوليهم في يقظتهم وأحلامهم.
منذ الاستقلال والناس يتراجعون مع التعريب والأسلمة والاقتصاد الريعي. لاحظي مثلا أن الصحافة الجزائر المكتوبة بالفرنسية متقدمة جدا مقارنة بالعربية. اقرئي ما كتب عابد شارف حول ماحدث
http://www.lequotidien-oran.com/index.php?news=5147967
بينما الصحافة العربية تساهم في الظلامية.
تحياتي


10 - تجربة لمعرفة هل انتهت عقوبة الحجب؟؟
توما خوري (تي خوري) ( 2011 / 1 / 13 - 16:13 )
كل الشكر للكاتب على جهوده في هذا المقال
نعم يا سيد ي انا كنت بالسابق انادي بوصول الاسلاميين الى السلطة عن طريق الديمقراطية , وليرى الشعب فشلهم , ومن ثم يمتنع عن اعادة انتخابهم ثانية, ولكن تجربة ايران وحماس اظهرت بان ديمقراطيتهم باتجاه واحد للدخول الى السلطة وبعد ذلك يستخدمون ديكتاتورية الاسلام للبقاء للابد. اي ان الديمقراطية بالنسبة لهم وسيلة وليست غاية.
اعتقد بان الاخوان المسلمين بمصر , لا يريدون السلطة وهم مرتاحين بالمعارضة, فالمعارضة اسهل لهم من تحمل المسؤوليات وتجلب لهم الكثير من الاتباع والمريدين .
الشكر للانترنت والانفتاح حيث اظهر الحكومات الاسلامية على حقيقتها وفشلت الاحزاب الاسلامية بالانتخابات الاخيرة
تحياتي


11 - إلى الطيب
عبد القادر أنيس ( 2011 / 1 / 13 - 16:19 )
نعم هناك تحالف بين حكام الاستبداد والأصولية على اقتسام النفوذ على الشعب واقتسام الأرباح . أنت لمست كبد الحقيقة (كيف ننجح وهاجس القراءة لا وجود له في اذهان ونفسيات الناس عندنا).. هل يعقل مع هذا التدني الفكري انتظار معجزات؟
المثقف يا أخي ليس وصيا على الناس ولا عليه أن يلعب دور عنترة أو زورو لأنه سيتحول إلى دونكيشوت يعيش على الأوهام. عليه أن يفهم ما يدور حوله، وهذه مسألة هامة جدا لأن أغلب المثقفين يعتقدون أن بيدهم الحل بينما هو وهم وأنت تعرف مستوى جامعاتنا. عليهم أن يفهموا ويساعدوا غيرهم على الفهم وسوف تتغير الأوضاع. عليهم أن يتعاملوا مع الشعب كراشد يتحمل مسؤوليته وليس كمريض ينبغي إخفاء مرضه عليه. رأيي مثلا، كما أشارت سناء آنفا، أن الانفجار الديمغرافي يتحمل وحده نسبة عالية من أسباب التخلف، فهل عمل المثقفون على تنبيه الناس ولو تعارض ذلك مع قناعاتهم الدينية.
أرجو قراءة هذا الحوار مع المفكرة التونسية آمال قرامي لمعرفة الوضع في تونس
http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-471/_nr-831/_cmt-cd61ed331e5cd10e3bf3c3ad517fb844/i.html
تحياتي


12 - إلى طلال
عبد القادر أنيس ( 2011 / 1 / 13 - 16:32 )
أهلا بك أخي طلال وهنيئا على إطلاق سراح كلمتك.
الأفكار التي ادعت الحقيقة المطلقة كلها مارست القمع على معارضيها. حدث هذا مع كل الأنظمة القومية والاشتراكية والإسلامية لأنها زعمت أنها أفضل من يعرف مصلحة الوطن والناس وخنقت الحريات وفشلت. خطر الاستبداد الديني أفدح لأنه يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياة الناس إلى حد الاختناق وهذه هي الفاشية التي لن تسقط إلا بإسقاط الوطن كله معها في الهاوية.

تحياتي


13 - تجربة العراق
حامد حمودي عباس ( 2011 / 1 / 14 - 08:34 )
في العراق الان تتحرك اطراف العملية السياسية وفق شروط حددتها معادلة تبدو اكثر استقامة من سواها ، رغم سيطرة الاسلاميين على الحكم كما يبدو في الظاهر الأعم .. فهناك قوى افرزتها حالة يختص بها واقع العراق السياسي والثقافي جعلت من الصعب جدا في الوقت الحاضر التفرد في السلطه ، الامر الذي بدا واضحا امام الاحزاب والتيارات الاسلاميه ، واقرت به ولو عنوة .. التدافع السياسي والثقافي في العراق اليوم حجم من قدرة الاسلاميين على المضي الى آخر مشوارهم في بناء دولة دينية وبالطريقة التي يريدون ، وبدأت فعلا عملية التناحر السلمي بين الجبهتين العلمانية والاسلامية عبر العشرات من الفضائيات والصحف المرخصه ، ومارست الجماهير حقها في التظاهر بعيدا عن عمليات التخريب غير المنظمه ، ونشطت العديد من المجاميع المثقفة والمنظمات المدنية في بث روح استعادة التحكم والسيطرة على اطراف المعادلة وعدم رهن كامل الامور في يد الاسلاميين .. لقد حوصرت قرارات الاحزاب الدينية في البرلمان وذهب الاتجاه العام الى اعادة النظر في جميع مواد الدستور لصالح الفكر التقدمي والعلماني ، وبهذه الطريقه ، ستفلح ، باعتقادي ، حركة التغيير


14 - في نقد المقال
Tijani ( 2011 / 8 / 27 - 07:58 )
عندما تقول (تسليم السلطة للإسلاميين) يجب أن تكون دقيقاً, ذلك كان يعني تسليمهم السلطة التشريعية, و إن كان ذلك يعني تشكيلهم للحكومة فالجهاز التنفيذي يرأسه رئيس الجمهوريه بصلاحياته الشمولية (الشاذلي بن جديد أنذاك), دون اغفال السلطة القضائية من مجلس دستوري و محاكم, و التي كانت تستطيع سد الطريق في و جه كل القوانين المتطرفة بحجة تناقضها مع مفهوم الجمهورية.... من الصعب معرفة ما كان سيحدث -ارجح إنشقاق الصف الإسلامي الذي لم يكن متجانساً اصلاً- لكن ما حدث كان امراً مرعباً لا إنسانيا أضاع اجيال عدة. لا اتفهم ما قلته عن رجاح احتمالية اراقة الدماء و احقية دماء الإسلاميين بذلك. لا اجد مبرراً لإراقة الدماء اختياراً تحت أي ظرف, و خاصة للرد عن جرائم لم تقترف بعد, اجد ذلك منافيا لأبسط القيم الأخلاقية.

اخر الافلام

.. جمعية -مالوف تونس- تقيم حفلا في باريس


.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو




.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف


.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد




.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي