الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زقورة

سمرقند الجابري

2011 / 1 / 13
الادب والفن


سأكون أكثر رحمة بيومي ؛ لذا دفنت وجهي في شاشة الحاسوب ، وجعلت المواقع تصحبني خارج تعبي ، لم يكن الأمر أسهل من التظاهر بالهدوء ، وبعد أيام حققت نوعاً من المصالحة مع نفسي ...
كنت أعرف أن الهاتف سيرن بعد قليل ، وسأسمع مساومة أخرى من رجل أكبر مني بأعوام يعتقد أنها كفيلة بأن تجبرني على احترامه.. عملت في هذا المكان سنوات طويلة ، ورأيت كيف يتغير المدراء والموظفون بحسب الأمزجة السوداء ؛ لأننا بلد لا يفصل انفعاله عن تصرفه مع الآخرين .
تغيرالحكم في وطني ... وأغريت ذهني بأن القادم أفضل، بل كان من البشاعة ما هدد سكوني ، ثلاثة رجال في مكان واحد يحومون كأذرع المروحة ، كل واحد منهم يريد الإطاحة بالآخر عن طريق إيهامي بأنه الأفضل؛ لكي أكون إلى جانبه في الحرب العفنة ، ولكني زقورة لا تفشي أسرار زائريها .
كلما عرفت عن أحدهم سرا أخفيته ، وجمعت أخطاءهم والكذب في خانة مغلقة من عقلي، ولكنه العمل الذي يفرض علي التفاوض مع شياطين بشرية ، هل كان علي أن آتي إلى هنا لأعرف أن الأنوثة أحد أعبائي ، فالمدير الأول يعزز فكرة أننا كنساء قد لا يكون لنا غير باب واحد لا غير ؛ ليمروا منه إلينا ، والثاني يؤسس عالم الآخرين على أساس فكر منقرض لا يرضيني أنا الفراشة، والثالث الأكثر ثقلا اعتبر الحياة قوة عسكرية ، والكل عليهم أن لا يكونوا بشرا؛ لأنه غير راض عنهم ، وأنا ذات المكتب المحايد لكل واحد منهم كان له على منضدتي كوب شاي ورأي يريد بيعي إياه ؛ ليشتري تأييدي، يجتمعون على كره بعضهم الآخر على منضدتي ، وماذا بعد ، يكرهون عالمهم ويتظاهرون بفهم أنفسهم ، وما دمت أنثى شبه غبية سيكون اللقاء عندي كل صباح ليقرروا لي بماذا أفكر!
قد أكون لا زلت في بيضتي لم أرَ أمي الدجاجة، وقد أكون بدائية لأني لم أسافر مثلهم في إيفاد الدائرة إلى دول تكرهنا ، وقد أكون أيضا ربع وسيلة للتسلية ونصف حمار يعمل وكلي آذان صاغية لثرثرة رجال ثلاثة ، بل تعدى الأمر أن يرن الهاتف ، ولا عجب أن يكون أحد المتصابين الثلاثة ؛ كي يذكرني بأني من الممكن أن أكون رهن تعب مساءاته ؛ لأن زوجته نائمة ، أو في سفرة ما ، أو قد تكون بعد مشوار طويل مملة ولا تفهم ما يريده ..إذن أنا هنا أقدّم الخدمات بصمتي ، والإصغاء لهم ليل نهار .
تقدم لخطبتي شاب بسيط من نفس دائرتي ، فكان عليهم أن يشنوا حربا شعواء عليه ؛ لأنه سيحرمهم من زقورة الإصغاء ، نقلوه إلى دائرة أخرى، وعقوبة نعرف كلّنا أنها ليست غريبة لكل من يتجرأ كموظف أن يتحدث عن الحق الوظيفي . قدمت طلب نقل كاحتجاج ، فرفضوه، تغيبت عن العمل ، فكانت باقات الورد وعلب الحلوى تعرف طريق البيت أكثر مني ، والهاتف أخلص في إزعاجي والنقال يؤيد قولي، بأن لا رحمة عند المدراء .
زقورة كنت تجيد الإصغاء ، وتخفق في الاختباء من عنائها ؛ كي يكون للمدراء، أمر المثول لإرادتهم.. لماذا لا تكفيهم التسلية بكره الآخرين، والهروب من زوجاتهم ، يا لهذه الأعباء الملقاة علي كــزقورة.

سمرقند 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-