الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الاولى من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية للصراع-

الياس المدني

2004 / 9 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


تقديم
بحضور الصحافة – والتي بشكل واضح لا يحبها الاثنان – يسمح احيانا جورج دبليو بوش وابوه لنفسيهما بمزحة من نوع "ساترك الرقم 41 يرد على هذا السؤال"، "لا، ابدا الرقم 43 له اولية الجواب، الصوت له".
ثم يضحك الاثنان حتى الدمع ومعهما يضحك الصحفيون والمشاهدون، الذين يدركون التفاهم الذي يربط الاب، الذي كان الرئيس رقم 41 للولايات المتحدة الامريكية مع ابنه الذي يتبوء الان منصب الرئيس الثالث والاربعين للادارة الامريكية. هذان الانسانان باستراحة مدتها ثمان سنوات (عهد كلينتون) يقيمان في البيت الابيض ويقفان على قمة هرم اقوى دولة في العالم. وهذه المسألة في الحقيقة لم يسبقها مثيل في تاريخ امريكا اذا لم نأخذ بعين الاعتبار جون كوينسي ادامز الذي اصبح الرئيس السادس للولايات المتحدة ولكن بعد 24 عاما بعد حكم والده جون ادامز.
تقول الحكمة الامريكية الى السلطة تصل عبر المال. بعد مقتل جون كندي انتهت احلام اسرته وكذلك احلام اسرة روكفيلير رغم الثراء الكبير والاسطورة المتزايدة عن تأثيره على السلطة في امريكا لم يتمكنوا من الوصول الى اعلى منصب في الدولة. نيلسون روكفيلير عمدة نيويورك السابق ومنظم الصندوق المالي للحزب الجمهوري، كان في الحقيقة نائب الرئيس فقط في عهد جيرالد فورد الذي بدوره كان رئيسا لفترة انتقالية لم يخلف ورائه شيئا محددا.
وبخلاف كندي وكلينتون وحتى ملك الكذب نيكسون – كما وصفه مايكل كروزير – يعمل آل بوش على عدم لفت الانظار ولم يتسببوا باختلاف الرأي حولهم. يعرف عنهم انهم بسيطون بدون علامات مميزة. ولكن هذا غير حقيقي. اذا انهم ينتمون الى عائلة سياسية ومالية قطعت طريقة صعبة واظهرت حباً غير عادي للاسرار. حاليا يحب وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد تريدي عبارة تشرشل التي تقول "ان الحقيقة على قدر كبير من الاهمية كي لا نحميها بواسطة الكذب". وهذا ما تنطبق على آل بوش. ومهما قلنا عن مواهبهم او حتى عن امكانياتهم لتولي اعلى المناصب الا انهم بالتأكيد ليسوا رؤساء عابرين وبدون صفات مميزة. في عهد رئاستهم خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية التي توافقت مع نهاية الالفية الثانية حصلت احداث عظيمة: سقوط الامبراطورية السوفيتية وسقوط المعسكر الشيوعي، حرب الخليج الاولى، احداث 11 سبتمبر، انتشار الارهاب واقتراب حرب جديدة مع العراق (كتب هذا الكتاب قبل بداية الحرب وسقوط نظام صدام حسين أ.م.).
هذا الكتاب يقترح على القارئ العبور الى الطرف الاخر من المرآة ليكتشف بان آل بوش لم يأكلوا فقط مع الشيطان لكنهم غالبا ما قاموا بدعوة انفسهم الى مائدته. ان العلاقات السرية التي تربط آل بوش بعائلة بن لادن والحركات المتهمة بالارهاب والتي يحاولون بكل جهد اخفائها تمكن من توضيح الحزم الغريب لدى جورج بوش الابن ضد صدام حسين، الشخص الذي ساعده وسلحه ابوه وبالتالي جره ايضا الى الاحتلال العراقي للكويت.
خلال القراءة يكتشف الانسان ايضا بان العلاقات الدولية لا تحكمها مبادئ واخلاق وان الاحداث المهمة نادرا ما تتفق مع الرواية الرسمية لها.
في محاولة الوصول الى الحقيقة نجد ان المال والاعمال والسياسة يشكلون خلفية هذه اللوحة التي يبدو فيها اختلاط الشخصيات التي تمثل اكثر من معنى والمليئة بالكذب والخداع …

الفصل الاول
دائما كانت مسألة التعاون مع الانظمة المعادية وايضا مسألة تسليحهم واحدة من اهم الصفات التي تتمتع بها مصالح العالم الرأسمالي واحيانا ايضا قياداته السياسية. في بداية الاربعينات من القرن الماضي كادت نبوءة لينين ان تحقق: "سترث الارض الشركات المتعددة الجنسيات". اذا سيطرت في تلك الفترة شركتا جنرال موتورز وفورد (اللتان استخدمتا في ذلك الحين 900 الف عامل و 500 الف) على السوق العالمية للسيارات وسيارات الجيب. ويقول هنري فورد – مؤسس وصاحب شركة فورد – بوضوح قبل اسابيع من بداية الحرب العالمية الثانية، ويمكن الجزم بان هذه القاعدة متينة ايضا مثل سياراته، "لا نعتبر نفسنا شركة وطنية، ولكننا مؤسسة عالمية". عندما بدأ هتلر دورا جديدا في لعبة المونوبول وارسله الزهر الى المربع الذي اسمه بولندا تحولت الدواوين والبرلمانات الى اقفاص مليئة بالطيور الخائفة. في هذه اللحظات الصعبة يُطمئن الفريد سلوان رئيس شركة جنرال موتورز مساهمي الشركة :"اننا على قدر كبير من العظمة كي تستطيع هذه المشاكل الدولية التافهة ان تؤثر علينا".
في الواقع فقد لعبت اكبر الشركات العالمية هذه دورا اساسيا في التحضير لهذا الاستعراض الذي مر عبر اوروبا والذي حضر له الرسام السابق من فيينا (هتلر). في العام 1929 اصبحت الشركة الامريكية المالك الوحيد شركة اوبل. في العام 1935 وبناء على طلب قيادة الحزب النازي يقوم مكتب الابحاث في هذه الشركة والذي مقره في براندنبرغ بتخطيط واختراع نوع جديد من السيارات الشاحنة، التي تكون اكثر مقاومة لهجمات العدو الجوية. في العام 1938 تدخل الشاحنة اوبل بليتس التي يتم تصنيعها بسرعة عالية في حوزة الجيش الالماني. في العام نفسه يقوم هتلر الذي يحب المظاهر بتقليد مدير عام شركة جنرال موتورز وسام النسر من الدرجة الاولى. في هذا الوقت يقوم فورد بافتتاح مصنع تجميع سياراته في ضواحي برلين، وكما تقول بيانات استخبارات الجيش الامريكي فان هذه الابنية مخصصة لصناعة وسائل النقل الخاصة بالجيش الالماني (فرماخت).
في بداية العام 1939 أي قبل سبعة اشهر من بدأ الحرب تقوم شركة جنرال موتورز بتحويل مصانعها في رسلشايم الالمانية لانتاج الطائرات الحربية. من العام 1939 حتى العام 1945 قامت هذه المصانع بنتاج وتركيب 50 % من انظمة التشغيل المخصصة لطائرات يونكرز88 التي يعتبرها خبراء الطيران افضل القاذفات التي تملكها اللوفتفافا (سلاح الطيران النازي).
وتنتج فروع كل من جنرال موتورز وفورد 80 % من المجنزرات الثقيلة وحوالي 70 % من الشاحنات المتوسطة الحمولة التي تملكها قوات الجيش النازي. وحسب تقارير المخابرات البريطانية تشكل هذه الشاحنات العمود الفقري في نظام النقل العسكري للجيش الهتلري. حتى دخول امريكا الحرب الى جانب الحلفاء لم يغير شيئا من استراتيجية هاتين الشركتين المخططة بشكل مباشر مثل الاتوستراد.
في يوم 25 نوفمبر 1942 تقوم الحكومة الهتلرية بتعيين البرفسور كارل لوير مديرا لمجمع التصنيع في رسلشايم. لكن محكمة النقض الرئيسية في دارمشتاد تحكم بان "سلطة الادارة في الشركة لن تتغير بسبب هذا التعيين ولهذا فان طرق الادارة ومديريها تبقى بدون تغيير". وفعلا يبقى الفرد سلوان ونوابه جيمس موني وجون سميث وجرين هوارد اعضاء في مجلس الرقابة لشركة جنرال موتورز-اوبل طوال فترة الحرب. والمثير في المسألة ايضا انه تم تخطي القوانين السائدة وقت الحرب حيث كانت المعلومات والتقارير والمواد الاخرى تنتقل بكل حرية ما بين المكتب الرئيس للشركة وفروعها الموجودة في دول الحلفاء وبين الفروع الموجودة تحت في الاراضي الواقعة تحت سيطرة دول المحور.
وتظهر التقارير المالية لمصانع رسلشايم انه منذ العام 1942 وحتى العام 1945 ان الشركة وضعت استراتيجيتها لصناعة وبيع انتاجها بتنسيق شديد مع مصانع جنرال موتورز الموزعة في العالم: جنرال موتورز اليابان (اوساكا)، جنرال موتورز – كونتينانتال (انتيويرب) جنرال موتورز الصين (هونغ كونغ وشنغهاي) جنرال موتورز اوروغواي (مونتيفيديو) جنرال موتورز البرازيل (سانباولو) ..الخ.
بينما كانت المصانع الامريكية لهذه الشركة تقوم بالتصنيع لصالح الطيران الامريكي كانت المجموعة الالمانية تدرس وتنتج وتركب محركات لطائرة مسرشميت 262 الطائرة النفاثة الاولى في التاريخ. وبذلك يحقق النازيون تقدما تقنيا كبيرا جدا. اذا ان طائرتهم هذه تصل سرعتها الى حوالي 1000 كم بالساعة متخطية بذلك كثيرا اهم منافسيها الطائرة الامريكية موستانغ ب 510 الابطأ بما يزيد عن 200 كم بالساعة.

مع نهاية الحرب تقوم كل من فورد وجنرال موتورز بمطالبة الحكومة الامريكية بتعويض عن الخسائر التي لحقت بهما نتيجة لقصف مصانعهما في دول المحور. في العام 1967 تقرر المحاكم الامريكية تعويضا لهما: جنرال موتورز تحصل على 33 مليون دولارا على شكل إعفاءات ضريبية عن "الصعوبات والتدمير الذي حل بمصانع الطائرات والناقلات التي تم تدميرها في المانيا والنمسا وبولندا والصين". اما فورد فيحصل على اقل من مليون دولارا عن الخسائر التي لحقت بخطوط انتاج الشاحنات العسكرية في كولونيا.
في عام 1933 يعلن توماس وطسون مؤسس شركة أي بي ام شعار "السلام العالمي من خلال التجارة العالمية" حينما تم انتخابه الى مجلس التجارة العالمي. بعد عدة سنوات يقوم هتلر بتقليده وسام النسر ذي النجمة. وتربط الشخصين علاقات حميمة حيث ان مصالح أي بي ام في المانيا ذات قيمة عالية.
عند انفجار الحرب العالمية الثانية يقوم وطسون بنقل مصالحه الاوروبية الى مجمع شركاته في مدينة جنيف والذي يقوم على ادارته رائد الجيش السويسري فرنر ليير. اما مصالح الشركة في المانيا فيديرها المدير اوتتو كريب. وتعتبر شركة أي بي ام نقطة ارتكاز هامة في قوة الجيش النازي. ويأخذ وطسون موقف الحذر والترقب بانتظار تطور الاحداث. لكنه بعد الهجوم على برلهاربور يقوم بتغيير كامل لنشاط مجموعته في الولايات المتحدة. وبصفته مالك ل 94 % من اسهم شركة Munitions Manufacturing Corporation اصبح ينتج المدافع وقطع لمحركات الطائرات. ويتم انهاء هذا الفعل الوطني الشريف من اجل العالم الحر بربح تفوق قيمته 200 مليون دولارا. في الوقت نفسه يجلب المجمع السويسري ربحا كبيرا من خلال تعاملاته على الاراضي الالمانية. وبذكاء شديد قام فرنر ليير باختراع شبكة غير عادية لتصدير جزءا من الارباح عبر السفارة الامريكية المعتمدة عند المرشال بيتيان في فيشي. من ذلك الوقت بدأ تقاليد أي بي ام المعتمدة على توافق العاملين مع سياسة الشركة والتضامن معها. وخلال احدى الغارات على مدينة سيندلفيغن قد قام احد موظفي الشركة الكنديين والذي كان يخدم في سلاح الطيران الملكي البريطاني بصفة بومباردير (مسؤول عن اسقاط القنابل فوق الهدف في الطائرات القديمة) بالقاء قنابله عشوائيا كي لا تصيب الهدف الرئيسي الا وهو مصانع أي بي ام.
اما مصانع الشركة في فرنسا والتي تقع قريبا من باريس في ضاحية كوربي ايسون فيديرها رائد اس اس فسترهولت. بعد عشرين عاما من انتهاء الحرب استطاع احد اعضاء المجلس التنفيذي للشركة ان يفتخر "بالعدد الكبير من المخلصين لشركة أي بي ام من اعضاء ادارة الشركة في المانيا وحرصهم الشديد على حماية تقاليد هذه الشركة".
توماس وطسون انهى حياته بصفته بطريرك عالم الاعمال وصديق الرئيس ايزنهاور الموثوق. تماما مثل برسكوت بوش، الذي سيصبح سيناتورا جمهوريا محترما عن ولاية كونيكتكت من العام 1952 حتى العام 1962. فجد الرئيس الحالي قبل ان يصبح شريك ايزنهاور بلعبة الغولف عاش حياة عملية ناجحة ومثمرة من كل النواحي بصفته موظف احد البنوك في وول ستريت. وكانت له ايضا بعض الاستثمارات والممتلكات في المانيا النازية والتي كانت مفيدة جدا. كما يقول احد المراقبين "في ذلك الوقت ظهر نوعين من البنكيين والمتظاهرين (المنافقين). بعضهم مثل جو كندي (والد الرئيس جون كندي ا.م.) اظهروا تعاطفا مع النازية لكنهم لم يقوموا باي تعاون اقتصادي مع المانيا النازية، اما النوع الاخر فهم الذين لم يشعروا حقيقية بتعاطف محدد مع هتلر ولكنهم استغلوا الفرصة".
ويصنف برسكوت بوش ضمن القائمة الثانية، الى القطاع الاسود حيث كانت كل القرارات ذات طابع بعيد عن السياسة وبدون قناعات وبعيدة كل البعد عن الاخلاق التي من المفروض ان يتميز بها رجل الاعمال.
كما انه لا ينطبق على هذا الرجل صفة العصامي بكل معناها. فابوه صموئيل كان مالكا لمصنع صهر الحديد وكان ينتج السكك الحديدية. وكان ايضا مديرا افرع بنك المدخرات الفيدرالي في كليفلاند ومستشار الرئيس هربرت هوفر. برسكوت انهى دراسته في جامعة ييل حيث بنى صداقة حميمة مع رولاند هاريمان احد ابناء الملياردير الذي كان ايضا مالكا لاحدى اهم شركات السكك الحديدية في الولايات المتحدة. واستطاع بوش الشاب الرياضي والنشط استغلال فرصتين غيرتا مجرى حياته.
في العام 1921 تزوج من دوروثي ووكر ابنة احد اهم اثرياء وول ستريت وبعد خمس سنوات انضم بصفة نائب رئيس الى البنك الاستثماري W.A.Harrinam &Co. الذي اسسه والد زوجته مع عائلة هاريمان التي تصادق مع ابنها في الجامعة. في العام 1931 قامت هذه المؤسسة بالاتحاد مع الجمعية المالية الامريكية الانجليزية براون براذرز لتصبح بذلك اكبر بنك استثماري واكثرها تأثيرا في الولايات المتحدة هاريمان براون براذرز.

برسكوت بوش وشركاؤه دخلوا السوق الالمانية في اعوام العشرينات من القرن الماضي حيث قاموا بشراء شركة الخطوط البحرية هامبورغ امريكا التي كانت تحتكر عمليا التجارة بين امريكا والمانيا. ولكن كانت هذه الخطوة الاولى فقط. اذ افتتح البنك فرعا اوروبيا له في برلين وقام اصحابه بانشاء علاقات مهمة مع اهم الصناعيين الالمان. من بينهم وبالدرجة الاولى فريتس تيسسن صاحب المجمع الصناعي الذي يحمل اسمه. تيسسن اصدر بعد عدة سنوات كتبا يجلب الانتباه بعنوان يقول الكثير عن المحتوى "مولت هتلر" وكانت هذه المطبوعة عبارة عن اعتراف حقيقي بعقيدة النازية. جاء هذا الكتاب ليؤكد حقيقة كانت معروفة وهي ان تيسسن كان يساعد الحركة النازية منذ العام 1923 حيث اطلق عليه لقب "ممول هتلر الشخصي".
شركة هاريمان بالاشتراك مع تيسسن قررتا عبر بنك Voor Handel الذي يملكه تيسسن انشاء مجموعة جديدة اسموها Union Banking Corporation. ويعتقد الخبراء الذين درسوا نشاطات هذا البنك بان مهمته كانت تسهيل الاستثمارات في الولايات المتحدة و ايضا في مجموعة تيسسن وايضا في المؤسسات الالمانية الاخرى.
بتاريخ 20/10/1942 أي بعد انضمام الولايات المتحدة الى الحرب بقليل قامت الحكومة الفيدرالية بمصادرة هذه الشركة لتعاملها مع العدو. اما مديرها فقد كان برسكوت بوش وكان شركائه بالاضافة الى عائلة هاريمان ثلاثة من كبار المسؤولين النازيين من بينهما اثنان كانا يعملان لتيسسن. في الاسبوع التالي قامت ادارة روزفلت بمصادرة الشركة الامريكية الهولندية للتجارة وايضا شركة Seamless Steel Equipment Corpoation والتي يديرهما ايضا برسكوت بوش وتم اتهام هذه المؤسسات بالتعاون مع الحكومة النازية. بعد عدة ايام ايضا بتاريخ 8/11/1942 حصل الشيء نفسه مع مجموعة الشركة الامريكية السيليزية (نسبة الى منطقة سيليزيا الواقعة جنوب غرب بولندا ا.م.) والتي كان لها اسهم كبيرة في مناجم الفحم والزنك في بولندا المحتلة انذاك وايضا في المانيا والتي كانت تستخدم السجناء من معسكرات الاعتقال. ويقول احد التقارير ان "استخدام المعتقلين ساهم بدرجة كبيرة الى زيادة المجهود الحربي النازي".
وقد كان برسكوت بوش عضوا في مجلس ادارة هذه الشركة التي تعرضت لعملية قانونية معقدة جدا كان الهدف منها اخفاء الشريك الالماني في الظل. والمقصود هنا فريدريخ فليكا الذي كان يساهم ايضا في تمويل الحزب النازي ثم وحدات الاس اس عبر جمعية اصدقاء هملر التي كان عضوا فيها.
وقد تمت هذه العملية القانونية على مرحلتين: في العام 1931 قامت شركة هرمان فيفتين التي كان احد مدرائها بريسكوت بوش بشراء الحصة الكبرى من اسهم مجموعة شركة سيليزيا ثم شكلت منها مؤسسة جديدة تحت اسم شركة سيليزيا المتحدة للحديد في هذه المجموعة الجديدة كان ثلث الاسهم يملكه الامريكيون بينما يملك فريدريخ فليكا الثلثين الباقيين. بعد الحرب تم ادانه فليكا في محكمة نورمبرغ وحكم عليه بالسجن سبع سنوات قضى نصف المدة في السجن ثم خرج ليقضي بقية حياته التي انتهت في منتصف السبعينات كمليونير ومواطن محترم في المانيا التي اصابها النسيان الماضي منذ فترة طويلة. من ناحية ثانية فان شريك بنك هاريمان براون براذرز في المانيا النازية كان كورت فون شريدر من بنك شتاين والذي كان يحمل رتبة جنرال في وحدات الاس اس وكان ايضا يمول هملر.

يحب رجال الاعمال النشاط الاقتصادي ولكنهم لا يحبون تذكر الماضي. بعد حصوله على ثروة عظيمة وبعد ان انطوت صفحة الحرب طمح برسكوت بوش بالحصول على منصب في مجلس الشيوخ. خسر الحملة في العام 1950 ولكن بعد عامين تم انتخابه للمجلس. ابنه جورج هربرت ووكر بوش الرئيس القادم للولايات المتحدة اظهر شجاعة اثناء الحرب العالمية الثانية في سلاح الجو. في العام 1944 اسقط اليابانيون طائرته فوق المحيط الهادئ.
بين دورات الغولف التي كان يلعبها مع الرئيس ايزنهاور حفظ برسكوت بوش بعض الجمل التي كانت تنتقل من جيل الى جيل في العائلة وهي القواعد الحياتية والاخلاقية. كانت هذه العبارات المضحكة شيء مثل مقولة "ستصبح يا بني رجلا". وقد كشف جورج بوش الابن وحدة من هذه المقولات بعد ايام من انتخابه: "كان جدي يكرر لنا دوما لابي ولاخي {قبل ان تأخذوا بالنشاط السياسي يجب ان تحققوا نجاحا اقتصاديا. عندئذ فان الناخبين سيكونون مقتنعين انكم متخصصين وليس لكم مصالح خاصة وان نشاطكم هو نشاط من اجل المصلحة العامة}". وهذه العبارة لذيذة من جهتين حينما نذكر انفسنا باية طريقة كان برسكوت في الماضي يفهم عبارة المصلحة العامة، ايضا حينما نطلع في الحلقات القادمة على الصفة التي التصقت بحفيده قبل الرئاسة وهي التي وصفها احد المراقبين بقوله: "خسر في الاعمال النفطية العدد نفسه من الملايين التي حققها فيها ابوه".
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم