الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيبة اكاذيب الجيش الاسرائيلي

جدعون ليفي

2011 / 1 / 13
القضية الفلسطينية


جواهر ابو رحمة ماتت في ميعة صباها ، وقفت قبالة متظاهري الجدار في قريتها . استنشقت اكثر كميات الغاز التي اطلقها الجيش الاسرائيلي ذلك اليوم . انهارت وماتت بعد بضع ساعات في مستشفى رام الله . هذه حقائق دامغة ، كان من واجب الجيش فورا ان يصدر بيان أسف ، بعد موت المتظاهرة ، والتحقيق في الاستعمال المبالغ فيه للغاز ، حين تفريق المظاهرات في بلعين ، التي سقط ضحيتها عبثا باسم اخو جواهر ، لقد اصيب بقنبلة غازية صُوّبت رأسا الى صدره قبل سنتين ونصف ، ازاء ذلك اخذ الجيش بنشر قناع : اكاذيب ، تلفيقات ، وفِرى على لسان ضباط لم يجرؤوا بالكشف عن هوياتهم . بعد التحقيق في موت جواهر يجب التحقيق في كيفية جرأة الجيش في ايهام الناس . ربما كان هذا يقلق المجتمع الاسرائيلي اكثر من موت متظاهرة . بدأ الامر في البلاغ الاول للناطق العسكري الذي اخبر عن مظاهرة غير / قانونية / . غير قانونية يا افي بنياهو !! سلب الاراضي لبناء المستوطنات !! منح ووهب عقارات مشكوك بها -قانوني- ! استهتار مستمر لجهاز الامن ، لقرارات محكمة العدل العليا التي اقرت : يجب نقل مسار الجدار – هذا قانوني -! مقتل باسم -قانوني- ! فقط المظاهرة غير قانونية ! . لماذا غير قانونية ! الا يوجد للفلسطينيين وللناشطين ضد الاحتلال حق في التظاهر ، اية مظاهرات يمكن ان تكون شرعية اكثر من مظاهرات الفلاحين المحتجين على سلب اراضيهم ، مظاهرات ادت الى اقرار محكمة العدل العليا بها كيف يمكن ان يتظاهروا قانونيا ؟ ولماذا الجيش والشرطة يجيدان تفريق مظاهرات مستوطنين مخالفين عُنف دون قتلى ، وفقط حين تفرق مظاهرات الفلسطينيين يسقط قتلى ، وليس لاول مرة فقط ، لكن هذا لا يكفي ، بعيد مقتل جواهر بدأ الجيش بنشر الاكاذيب ، الامر غير مفهوم ، لماذا تجنّد لهذه المعركة بالذات ، لانه بعد موتها بيوم واحد قتل جنود الجيش عمدا شابا يحمل زجاجة في حاجز /بكعوت/ . عندها لم تقم اية احتجاجات ! ما الذي لم ينشره الجيش ضد جواهر المسكينة ! قيل انها ماتت في بيتها موتا طبيعيا ، وليس في المستشفى ، – المعذرة- ثبت انها ماتت في المستشفى !. حين تأكد الجيش بان هذه الفرية لم تنجح اوجد فرى اخرى . حقيبة مليئة بالاكاذيب : جواهر لم تكن في المظاهرة. لا توجد لها صور . نعم كانت مراقبة عن بعد حوالي مئة متر واختنقت من الدخان.
ومن حقيبة الجيش كذلك : جواهر كانت مريضة بالسرطان . ليس اي سرطان . انما سرطان الدم . وقفت في المظاهرة ، خرّت ميتة فجأة من جراء سرطان الدم . – من اين اخذوا هذا ! ربما لان اباها مات بهذا المرض قبل خمس سنوات ، د م ! بواسطة مروّجيه في وسائل الاعلام .قال الجيش : بان جنازتها كانت* غريبة * وجهها كان *مغطى* جسدها ملفوف بالاكفان *المليئة بالدم* - لعلها بدعة اوردتها- .لا احد عرض الكفن ولا الوجه المغطى.الله وحده يعرف مدى اهمية ذلك . يكفي ان الجيش يقول : سرطان دم واكفان دم ، فيأتي جيش مُعلّقي اليمين ليهجم على وسائل الاعلام كي ينشر فراه.
جواهر شاهدت المظاهرة . استنشقت الغاز . انهارت. نقلت في سيارة اسعاف في حالة صعبة . ماتت في اليوم التالي في المستشفى . ولم تكن مصابة باي سرطان دم ، كما يبدو .
في الآونة الاخيرة شكتْ من فقدان التوازن ، الطبيب اقر بانها مصابة بالتهاب في الاذن الوسطى . لم يجر تشريح . الابتكارات عن ماضيها الطبي مست بسمعة الميتة وعائلتها فقط. حتى لو تعاطت الادوية كما نشر الجيش ، الم تمت بعد الغاز الذي استنشقته.!
من المهم معرفته بان موت جواهر يجثم على ضمير الجيش . هذا ما يجب ان يكون . كل الواحد والعشرين متظاهرا ضد الجدار الذين قُتلوا خلال سنوات ومعهم عشرات الجرحى بما في ذلك طالبة جامعية امريكية فقدت عينها في فصل الصيف . كل هؤلاء يجب ان يجثموا على ضمير الجيش ، الا ان طريقة التعامل مع ضمير غير مرتاح يجب ان تكون بواسطة الكشف عن الحقيقة .ليس بالكذب. ولمعلومية الناطق العسكري الجديد، الجيش ليس وزارة دعاية لحكم مظلم.



ترجمة نمر نمر


(صحيفة هآرتس 9/1/2011 )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ