الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زين العابدين بن علي : دكتاتور آخر يتهاوى

شاكر الناصري

2011 / 1 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


(أنا فهمتكم وفهمت المجتمع...) هذا ما قاله الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وهو يعيش واحدة من أخطر مراحل حياته السياسية على وقع مواجهة حاسمة ودامية مع الشعب التونسي ، يخوضها نظامه بكل أجهزته القمعية ومؤسساته التي تحولت الى اداة لأذلال الشعب التونسي وسحق كرامته . لم يكتف بن علي بثلاثة وعشرين عاما هي فترة حكمه ليتمكن من فهم الشعب التونسي وفهم مطالبه وآماله ولكنه ادعى الفهم والشعور بالمسؤولية بعد أن وجد ان ما يحدث هو مجزرة بحق الشعب الذي فهمه أخيرا صاغرا ومذعورا من ردة الفعل السياسي والأجتماعي المذهل التي أطلقها الشعب التونسي بكل قواه المطالبة بالحرية والمساواة وإتحاداته العمالية الفاعلة من أجل العمل ومحاربة الفساد والحريات السياسية والأعلامية . ردة الفعل هذه ارغمت بن علي لأعلان عدم ترشحه للأنتخابات الرئاسية القادمة في عام 2014 ( لارئاسة مدى الحياة ) وأعلن عن أطلاق الحريات السياسية وحرية التظاهر وحرية الصحافة ووقف كل أشكال الرقابة وتشكيل لجان مستقلة للتحقيق في قضايا الفساد والتحقيق في الاحداث الاخيرة وتحديد الجهات المسؤولة عن أطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين .......

يا للهول يا بن علي او شاوشيسكو تونس كما وصفه احد الكتاب . يا لهذه الصحوة المـتأخرة ويا لهذا الفهم الذي تأخر كثيرا ولم تتوصل اليه الا على أصوات الرصاص الحي التي تزهق أرواح العشرات من التونسيين .

طوال تاريخ الأنظمة الدكتاتورية فأن كل وعودها لاتعدو ان تكون وسيلة للتخلص من سقوط محتم أو لأمتصاص نقمة الأحتجاجات والحركات المطلبية . وليس بخاف على أحد حجم الوعود التي أطلقها نظام القمع والارهاب البعثي في العراق بعد نهاية حرب الخليج الثانية في عام 1991 وأنطلاق الأنتفاضة التي أسقطت 14 محافظة عراقية وطردت السلطة وأجهزتها القمعية منها . فكل من شاهد وأستمع الى خطاب بن علي هذه الليلة سيكتشف مدى الرعب الذي يعيشه كدكتاتور يواجه موتا محتما على يد جموع تنهشها البطالة والفقر وتسحق كرامتها على يد الأجهزة البوليسية المختلفة وتسرق مقدرات بلادها من قبل الرئيس والمقربون منه والحزب الحاكم . لقد تحرك الشعب بعد ان تلمس ان النار التي أحرق بها شاب تونسي نفسه أحتجاجا على البطالة التي يعيشها وتجعله فاقدا لأبسط مقومات الحياة في بلد تمارس سلطته خداعا باسم الحريات الثقافية والأجتماعية ، سوف تحرقه وتحيله الى رماد وتجعله أداة بيد السلطة ورموزها وحزبها الحاكم وأجهزتها البوليسية .

مهما كان خطاب زين العابدين بن علي ومهما كانت الوعود التي حملها ومهما كانت محاولاته للتنصل عن المسؤولية وألقاء اللوم على المسؤولين في حكومته الذي يمدونه بمعلومات خاطئة كما يدعي الا أنه جاء أنتصارا للشعب التونسي بكل قواه الحية والفاعلة التي يتوجب عليها الأنتباه الى أمكانيات السلطة الحاكمة في تونس على المراوغة والخداع من أجل أفراغ الوعود التي أطلقها بن علي من محتواها والتنصل عنها. وأن أطلاق سراح المعتقلين السياسين وفي مقدمتهم المناضل حمه الهمامي واقالة كل رموز الفساد ومحاسبتهم ستكون مطالبا عاجلة وأساسية للشعب التونسي ..فتحية لهذا الشعب وتحية لحمه الهمامي وحزب العمال الشيوعي التونسي وكل القوى المناضلة من أجل الحرية والمساواة في تونس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - درس بليغ
حامد شريف الحمداني ( 2011 / 1 / 14 - 09:31 )
عزيزي الاستاذ شاكر الناصري المحترم:أن انتفاضة الشعب التونسي ضد دكتاتورية بن علي درس بليغ لكل الحكام الدكتاتوريين الذين يحكمون شعوبهم بالحديد والنار، وعليهم ان يتعلموا هذا الدرس قبل أن يأتي الطوفان، فيتخلوا عن الاستئثار بالسلطة ، ويشيعوا الديمقراطية في بلدانهم، ويعملون بجد وصدقية من أجل ترسيخ مفاهيم الحرية والعدالة الاجدتماعية، والعمل بجد على مكافحة الفساد في اجهزة الدولة، واتاحة فرص العمل ، للعاطلين، ومكافحة الفقر والمرض، وتقديم الخدمات الأساسية الضرورية للشعب،وتحديد الاسعار، ورفع الأجور بما يتناسب والتضخم التواصل الذي بات لا يفي بابسط متطلبات الحياة . لقد بدأت الشعوب تنهض من سباتها ، ولم تعد كالاغنام في
مزارع اللئام، فهل يتعلم الحاكمون الدرس قبل فوات الآوان؟
إذا تعانقت الشعوب ومزقت حجب الظلام فإي درب يسلكون؟
وإذا تشابكت الأكف فإي كف يقطعون؟


2 - سنة مباركة يا شعوب الأرض المضطهدة
مريم نجمه ( 2011 / 1 / 14 - 13:45 )
الرفيق والزميل العزيز الأستاذ شاكر الناصري ... شكر وتحية لكم على المقال وعنوان المقال المناسب جداً , عقبال ما يتهاوى الديكتاتور السوري عندنا قريباً . قد فتحت تونس الباب ولن يغلق قبل تحرر شعوبنا من الخليج للمحيط ....التمرّد ضد الظلم والديكتاتورية حق مقدس , هذه نهاية الظالمين أيها الحكام العرب , .
تحية إكبار للشعب التونسي الشقيق وقياداته المناضلة العمالية والسياسية المخلصة والنصر للشعوب دوماً
محبتي وتقديري


3 - رد من الكاتب 1
شاكر الناصري ( 2011 / 1 / 14 - 16:27 )
الفاضل حامد شريف الحمداني ..تحية أعتزاز وتقدير ..اوافقك تماما انه درس بليغ ودرس قاس للدكتاتورية المستبدة . درس قاس تتلقاه بذعر وفزع كبير فسطوتها وهيبتها الاجرامية سرعان ما تتلاشى اما هذا الحراك العظيم ..الاخبار المتواترة من تونس تؤكد حجم المأزق الذي يعيشه نظام بن علي هناك ..بعضهم يحاول الهروب لعله ينجو بجلده من عواقب الغضي العارم ..تحية كبيرة للشعب التونسي وقواه المناضلة من اجل الحرية والمساواة ..


4 - رد من الكاتب 2
شاكر الناصري ( 2011 / 1 / 14 - 16:30 )
الرفيقة مريم ..تحية محبة واعتزاز كبير..شكرا لأهتمامك ..هاهو الدكتاتور يتخبط في وحل جرائمه بحق الأبرياء ..هاهو بن علي يقيل الحكومة ويحل مجلس النواب ويعلن حالة الطوارئ..انها نهايته المحتومة والتي ستكون درسا مذهلا لمن يريدون العيش بحرية ودون تسلط واستبداد وفساد ..


5 - يــحــيــا شعب تونس
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 1 / 14 - 19:59 )
آخـر خبر... غادر زين بن علي وزوجته ومحيطه العائلي الذين كانوا يديرون كل خيرات البلد, غادروا تـونـس إلى جهة مجهولة وحتى الساعة 20.45 بتوقيت فرنسا لم يظهروا في أية عاصمة عربية أو غربية. رئيس الوزراء استلم الرئاسة بالوكالة.
آلاف التهاني والقبلات للشعب التونسي الأبي المناضل...بانتظار بقية الأحداث...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


6 - حان الان ان تباركو الشعب العراقب
صباح محمدامين ( 2011 / 1 / 14 - 21:02 )
تحية نضالية لشعب التونسي على انتصار انتفاضته بوجهة الدكتاور
اليوم بادر الى ذهني اين كانت الدول العربية وصحافتها وشعوبها تجاه الشعب العراقي يوم سقوط الصنم وفرحة العراقيين التي ردت برود عكسية من قبلهم حيث تباكوا على قائد العروبة المزيفة غير مهنئين شعبنا واصفين اينا بالعمالة لامريكا حتى وصلت البغيض الى ارسال جحافل من الارهابين المتسخة اجسادهم ليفجروها بين ابناء شعبنا والتي ادت الى خسائر البشرية وخلفت الالف من الارامل والايتام غير ابهين بما عمله صدام المقبور واجهزته القمعية بحق الشعب العراقي الذي لم يمتلك الحيلة بأنيهاره سوى اللجوء والترحيب بامريكا لخلاص منه ومن اجهزته القمعية الان أذقتم طعم الحرية والخلاص من الدكتاورية ....فعليكم اليوم الاعتذار من شعبنا بكلمة مبروك يوم ان تخلصتم من الدكتاور العتيد صدام


7 - وماذا عنك يا مصر
حسنى عرفى ( 2011 / 1 / 15 - 04:51 )
وماذا عنك يا مصر؟
ارئيتى كيف تثور الشعوب الحيه؟كيف تثأر لكرامتها؟كيف تخلع من يمتهنها وتجعله يفر فى انصاص اليالى كما الفأر المذعور .كمااللص قبل ان يقع فى يديها ومن ثم قبل ان يسحل فى شوارع تونس الخضراء.تونس الحيه
ارئيتى كم هم جبناء وضعفاء جدا؟هؤلاء الحكام العابدين للكراسى ولأنفسهم
لقد وضعتى اليوم يا مصر فى موقف لا تحسدين عليه.موقف فى غاية الحرج. الن تقومى؟الن تفعلى شئ؟.
اقول لك يا مصر انك ان لم تثورى وان لم تلفظى السرطان من جسدك الذى كان جميلا جدا فسوف يصح كلام الاعداء والشامتين فيك بانك ميته ميته ميته . 1.

اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه