الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس و بداية العدوى

علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

2011 / 1 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كان لأحداث تونس الأخيرة وقع عميق لدى كل المواطنين في العالم العربي ، خصوصا أنها جعلت رئيس الجمهورية التونسية ينزل من عليائه و يستمع لمطالب المتظاهرين ، و بدل أن يروض الحاكم بالقوة الشارع ها نحن نرى الشارع التونسي يروض حاكمه المستبد . و هذا التغيير في الواقع التونسي مؤشر لبداية صحوة عربية عارمة ستحل لعنتها على باقي الحكام و ستشمل كل الدول العربية . لأن المواطن العربي استوعب ، بل تأكد ، أن عرش حاكمه عرش من زجاج .

المميز في الحالة التونسية أنها جاءت تتمة لسلسة من الأحداث التي اكتسحت بعض بلدان المغرب العربي ، لعدة أسباب من بينها : ارتفاع الأسعار ، الفساد الإداري و المالي ، الفقر ، البطالة ، الاستبداد و السلطوية المطلقة. و بينما لم تنجح مظاهرات " سيدي إفني " بالمغرب و الجزائر العاصمة بالجزائر في إرغام السلطة على تفهم مطالبها ، نجح الشارع التونسي في الحصول على مطالب لم تكن متوقعة حتى لأشد المتفائلين . و هذا لا يعني بأن المظاهرات في المغرب و الجزائر لم تؤتي أكلها ، على العكس ، فقد كانت بمثابة الشرارة التي انتظرها الجميع ليتحرك ، بما في ذلك الشارع التونسي .

السؤال الملح في هذه الظرفية هو : كيف نجع التونسيون في استخلاص حقوقهم بينما فشل الآخرون ؟

يبدو الجواب واضحا في الإصرار الذي واجه به التونسيون العنف الذي قابلت به السلطة مطالبهم ، فالتونسيون لم يتفرقوا أو يتوقفوا عندما أطلقت الشرطة الرصاص الحي في وجوههم وسقط الضحايا ، و لم يهربوا حين نزل الجيش إليهم ، و لم يخافوا حين طلع إليهم رئيسهم بن علي متوعدا كل من يتظاهر منهم بالويلات . صحيح أن عدد الضحايا في صفوف المتظاهرين قد فاق الخمسين حسب أحد المنظمات الحقوقية الدولية ، لكن الأكيد أن الملايين الباقية من الشعب التونسي قد استردت كرامتها و ربحت جولة ، بل معركتها مع السلطة .

وهذه الشحنة التي غمر بها الشارع التونسي كافة مكونات الشارع العربي ، كانت قوية لتحمل رسائل جادة لكافة الحكام العرب خصوصا في المغرب و الجزائر ، لأنهما أقرب من حيث الجغرافيا و التكوين الاجتماعي و الفكري للشعب التونسي . و عليه فقد بات أكيدا أن الملك المغربي محمد السادس و الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، يراجعان نفسيهما مخافة الوقوع في المطب نفسه الذي وقع فيه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي .

يبدو أن الأوان قد حان ليفهم الحاكم العربي أن الموت كالحياة بالنسبة للمواطن الذي قهره الاستبداد و الفقر ، و أن معادلة الترهيب و التجويع تساوي الطاعة لم تعد ممكنة مع تفاقم الهوة و الكره . و إذا كان التونسيون قد أرغموا بن علي ، رغم غطرسته و تكبره ،على النزول من برجه العاجي لسماع مطالبهم و السهر على تنفيذها ، فإن المغاربة و التونسيين و الليبيين و المصريين و السعوديين و كل المنتمين لربوع الوطن العربي ، لهم ذات القدرة على تركيع من يشاؤون ، رئيس جمهوية كان أم ملك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - merci
salah ( 2011 / 11 / 7 - 07:19 )
salut cher
concernant votre article il est impressionnable et impressionnant
pour le dépouillement de la psy du peuple et son chef est bien dit .
alors ce qui reste c est de voir valoriser ce qui est réalisé par la révolution d un peuple opprimé durant des années et ouvrir les yeux sur tous les coins pour détecter ceux qui veulent menacer ce qui est réalisé par les mains du peuple et l es martyrs .
ce je propose c est à mon avis c est aller à la construction et avoir un oeuil sur les déstructureurs et la mafia ainsi que les profitillistes /
merci

اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا