الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة تونس في طريقها إلى التتويج .

الطيب آيت حمودة

2011 / 1 / 14
الحركة العمالية والنقابية


الثورات الناجحة هي تلك الثورات التي تأتي نتيجة ظروف طبيعية صادقة ، تستمد وقودها وقوتها وعنفها من الإرادة الشعبية ، وبوادر نجاح انتفاضة تونس التي بدأت حليمة سلمية ثم تحولت إلى سيل جارف من الدمار عم البلاد بعد سنوات من الإستقرار المزيف ، ستصبح بلا شك مثار إعجاب لما ستحققه ، فهي مثيل وصنو لهبة رومانيا على شاوسيسكو في أواخر1979 ،
**ثورة رائدة ...إن استمرت وأثمرت .
أنا معجب بانتفاضة أشقائنا التوانسة ، الذين أبانوا عن جلد وصبر ضد النظام المستبد ، فلم يهنوا لرابع أسبوع من الإنتفاضة ، رغم التهديد والعنف ، وسقوط الأرواح بالرصاص الحي ، لأنهم اقتنعوا بعد لأي وتجربة أن المطالب لا تُمنح بقدر ما تُنتزع ، وأن المكاسب لن ننالها بالتمني ، وإنما نحققها بالجهد والمثابرة .
وإن استمر ت الإنتفاضة وحققت مبتغاها ، فستكون انتفاضة قدوة ، ليس في الشمال الإفريقي فحسب بل في الشرق الأوسط والعالم جميعه ، وإن تمكن نظامنا في الجزائر تدجين انتفاضة الشباب المروعة التي كانت عفوية بجعلها انتفاضة ( زيت وسكر) والحُكم على مقترفيها بالغارامات الجزافية والأحكام بالسجن ، عبرمحاكمات ماراطونية ليلا ونهارا ، فإن ما يقع في تونس ينبيء بأن الخطب جلل ، وأن التوانسة في الطريق قريبا إلى قطف ثمار هبتهم وانتفاضتهم المباركة التي تنبأ عن سؤدد ها شاعرهم الشابي منذ زمان القائل ( إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلا بد أن يستجيب القدر ).
** زين العابدين ... سيجرفه التيار .
النظام في ربع حياته الأخير ..وهو ما أبانه خطاب الرئيس الديكتاتور في خطابه الثالث الشبيه بخطاب ديغول في مقدمته (.. قد فهمتكم ...)، الذي بدت فيه الهزيمة واضحة ، لما أعترف به من أخطاء صريحة وضمنية ، ففسح المجال لحرية التعبير عبر وسائل الإعلام ، وأن لا رئاسة مدى الحياة بعد اليوم ، وإطلاق الحريات السياسية ، وفسح المجال للإحتجاج السلمي ، ورفع الغبن على الشعب هي تطمينات و محاولات لإسكات الشعب بجعل تمرده مطلبي لا مطلب تغيير جذري ، وما ظهور بعض المظاهرات المبتهجة بالخطاب سوى محاولة إجهاض الإنتفاضة قبل بلوغ منتهاها المعقول .
** هل ستصبح انتفاضة تونس صنو للثورة الفرنسية .؟؟ التي أحدثت تبدلات عميقة في المجتمعات الأوربية ، بما أعلنته من حقوق الإنسان ، وتحويل التنظير الفكري لفلاسفة القرن السابع والثامن عشر إلى واقع معيش ، وبقيت بذلك ملهمة لكل الشعوب التواقة للحرية .. فإن انتفاضة تونس إن استكملت قطف ثمرة نجاحها وتسجيل الهدف بامتياز في مرمى النظام الفاسد ستًُحقق معجرة ؟ لسبيبن أولهما أنها شذت عن انتفاضات مشرقية ومغربية مجهضة سابقا ولاحقا ، وثانيهما أنها أبانت أن الأسلوب السلمي مع الحكومة المستبدة لا يجني نفعا إذا لم يواكب بعنف وقوة ! .
** أنظمة الجوار في حالة ذهول ....
الأنظمة المستبدة اللاّديموقراطية ، أو التي تتظاهر بالديموقراطية وما هي كذلك ، أصابتها صعقة خوف ستجبرها على الإنحناء قليلا لشعبوبها قبل فوات الأوان ، وهو ما ستنتبهُ له بلا شك الأنظمة في الجزائر وليبيا ومصر وسوريا واليمن ، وها هي بواكير الخلخلة والخوف تظهر بتزيل أسعار المواد الغذائية في ليبيا و الأردن ، وستتبعها أخرى .. وهو ما يشير إلى أن نجاح انتفاضة تونس مؤشر قوي لحدوث تغييرات جوهرية في طبيعة الأنظمة طوعا أو كرها لوجود متشابهات فيما بينها .
**الأُمتاَن المغاربية والعربية تنتظر بصبر إلى ما ستسفر عنه المصارعة في تونس ، فنجاح النظام في كبح الإنتفاضة وتدجينها وإجهاضها عبر الوعود الكاذبة ، يعني استمرار الحال والمُحال كما كان بلا منتهى ، وفي حالة ثبات النصر واستجابة القدر لإرادة الشعب ، فإن عصرا جديدا من الديموقراطيات الحقيقية سيجرف آل القذافي و آل صالح وأمثالهما في مصر والجزائر وسوريا بلا رجعة وعودة ، وستشرق شمس الحرية على شعوبنا من جديد ، وبذلك يتجدد الأمل في الحياة ، وتصبح بلداننا مراكز استقطاب لأبنائها أكثر منها مناطق طرد لها ولكفاءاتها عبر قوارب الموت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انها ليست مصارعة
احمد موكرياني ( 2011 / 1 / 14 - 10:48 )
استاذي العزيز الطيب
انها ليست مصارعة
انها ثورة الجوع ضد التخمة
انها ثورة المظلوم ضد الظالم
انها ثورة الحق ضد الباطل
انها ثورة شعب ضد حاكم مستبد
انها ثورة الشرف ضد الفساد
عند سقط نظام صدام دعا حاكم عربي زملائه من حكام العرب لحلق رؤوسهم قبل أن تحلق امريكا رؤوسهم ولكنهم نسوا الدعوة بعد فشل امريكا اداريا في العراق
اتمنى أن تنجح الثورة الشعبية في تونس وتنبثق منها ادارة مخلصة لتدير الحكم في تونس. فأنها ستهز العروش في المنطقة وتكون بداية حقيقية لعودة الروح الى الشعوب المنطقة بعد ان سلبت من قبل المستعمرين والعسكر والعشائر والقبائل لقرون عديدة


2 - ما اخشاه..
عمر التمسماني ( 2011 / 1 / 14 - 22:09 )
تحية تقدير للشعب التونسي..ما اخافه هو ان يهيمن الاسلاميون على ويحكمون تونس بما انزل الله .....

اخر الافلام

.. مسؤول أوروبي: -تونس تتعامل بشكل غريب أحيانا- • فرانس 24


.. وزارة العمل: 3162 فرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصةبـ12 مُحافظة




.. وزارة العمل تعلن عن 3162 فرصة عمل جديدة بـ12 مُحافظة


.. نشطاء يعتصمون داخل فندق أمريكي احتجاجا على استضافته غالانت




.. المتحدث باسم الأمم المتحدة: المخاطر التي يتعرض لها عمال الإغ