الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسكنات طويلة الأمد

جمال الدين بوزيان

2011 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


مقالي هذا هو رسالة مباشرة إلى أولي الأمر بالجزائر، إلى حكام بلد العزة و الكرامة، الرئيس، وزير التضامن، وزير الصحة، التجارة، الداخلية، التشغيل....
فضلت أن تكون رسالة منشورة على شكل مقال، لأضمن وصولها إليكم، لا أدري لو اتبعت الطرق العادية لإرسال الرسائل هل سيكون من حظها القراءة أو الإهمال؟
هي نصائح بسيطة من مواطن بسيط لديه بعض المعرفة حول الوضع في الجزائر و بعض البرامج المتبعة لتشغيل الشباب و امتصاص البطالة على حد تعبير المسؤول الجزائري.
لست باحثا متخصصا، لكن مجال عملي سمح لي بأن أكون مطلعا قليلا على تلك البرامج و الأجهزة و أحيانا مشاركا في تطبيقها.
منذ ثلاث سنوات تقريبا، و قبل الحملة الانتخابية لبوتفليقة، انطلق برنامج تشغيل جديد قالوا عنه مؤقتا و بأنه مجرد ترويج لعهدة قادمة، و تنبأ البعض بإلغاءه بعد عام من تطبيقه، لكن و الحمد لله، البرنامج لم يلغى، و استخفاف الدولة بالشعب لم يكن لدرجة كبيرة، حيث أن البرنامج لم يلغى، لكن مدة عقود العمل هي التي تجعلني أرى البرنامج ناقصا جدا، رغم أنه استطاع فعلا امتصاص بعض البطالين و انتشالهم مما يعانون منه، لكن بعد عام من إمضاء عقد العمل، يقولون لهم "باي باي"، ليتم إدماج شباب آخرين، و هكذا، كل عام يعود الشاب المسكين إلى البطالة التي كان فيها.
أتحدث هنا بالتحديد عن برنامج (CFI) الخاص بالشباب دون الـ 35 سنة من عديمي المستوى التعليمي، و عن برنامج (CIP) الخاص بالشباب دون الـ 35 سنة من ذوي المستوى النهائي أو من الحاملين لشهادات تكوين صغيرة، و عن برنامج (CID) الخاص بالشباب دون الـ 35 سنة من ذوي المستوى الجامعي و ما فوق، و هي برامج خاصة بوزارة التشغيل و تسهر على تطبيقها وكالات التشغيل بكل ولاية و دائرة.
و دون أن أنسى برنامج (PID) الخاص بالشباب الجامعي و برنامج (DAIS) الخاص بغير الجامعيين، و هما برنامجين خاصين بوزارة التضامن و تسهر على تطبيقهما مديريات النشاط الاجتماعي بكل ولاية.
العيب الأول في كل تلك البرامج الجميلة الناقصة هو أن مدة عقد العمل تكون محدودة بعام واحد و على الأكثر عامين فقط.
العيب الثاني هو الراتب المنخفض جدا الذي تمنحه تلك البرامج للشباب العامل في إطارها، حيث أن الرواتب تترواح بين 12000دج إلى 6000دج.
العيب الثالث هو التناقض الموجود بين رواتب كل فئة من تلك البرامج، و كأن من أنجزها هو غبي أو شخص يتظاهر بالغباء، حيث أن 12000دج هو راتب العامل في البرنامج الخاص بعديمي المستوى، بينما 6000 هو راتب العامل في إطار البرنامج الخاص بالمستوى النهائي، و كأنهم يكافئون عديم المستوى على جهله و يلومون من أكمل دراسته لغاية الثانوي على استمراره في الدراسة، مع احترامي الكبير لكل مواطن جزائري، حتى لو كان أميا، و من حق أي شاب أن يتقاضى على عمله راتبا محترما يكفل له كرامته بغض النظر عن مستواه التعليمي.
العيب الرابع و هو خطير جدا و سأخصص له مقالا لوحده، و هو تطبيق كل هذه البرامج مع وجود برنامج الشبكة الاجتماعية المعروف منذ أواسط التسعينات و دون إحداث أي تغيير على المنح الخاصة بعمال الشبكة الاجتماعية و المعروفة بـ (IAIG)، حيث تقدر المنحة بـ 3000دج، و هناك من يعمل بها لمدة 16 سنة، أي منذ إنشاء هذا البرنامج.
إلى حكام الجزائر: في مجال التشغيل، و في حدود معرفتي، هذه هي نصائحي، برامجكم فعالة قليلا لكن فعاليتها غير مستمرة، شباب كثير تغيرت حياتهم قليلا باندماجهم في تلك البرامج، و كان التغيير سيكون أكبر لو عدلت تلك البرامج.
تريدون مسكنات طويلة الأمد لغضب الشارع و ثورة الشباب؟ ركزوا على التشغيل أيضا و برامجه الجديدة، و لا تكتفوا فقط بالزيت و السكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل