الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس ... كل أصباغ الشعر ومواد التجميل لن تنجح في اخفاء عجز النظام

هفال زاخويي

2011 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لا فرق بالطبع بين طغيان وطغيان ، فكما ان الحرية غير قابلة للتجزئة ، فإن الطغيان أيضاً وحدة واحدة لايمكن تجزئتها ، إذن لافرق بين الطاغية المقبور صدام حسين وبين الطاغية التونسي الآيل للسقوط زين العابدين بن علي ...ولو كان النظام التونسي نظاماً حكيماً عاقلاً وطنياً عادلاً لما وصلت الأمور الى ما هي عليه الآن وخطاب بن علي يوم أمس 13 يناير 2011 كان واضحاً بأنه خطاب مريض بالسرطان لكنه يستخدم الأسبرين كمحاولة يائسة لتسكين الألم .
يقول المثل الكردي في العراق (لقد وصل السكين للعظم)،هذا بالضبط ما يحدث في تونس فقد وصل السكين للعظم وها هو الشعب التونسي يصارع النظام في انتفاضة قل نظيرها في العالمين العربي والإسلامي وهي انتفاضة استعادة الكرامة التونسية التي اهانها النظام النظام الحاكم على مدى أكثر من قرنين من الزمن البائس... فمن تجويع وبطالة وغلاء وفساد ،كانت الأجهزة الأمنية التونسية التي يشرف عليها بن علي مباشرة باعتباره عقلية مخابراتية أمنية منتصرة على الشعب التونسي فقط وخاسرة ومهزومة امام كل التحديات الخارجية الأخرى ، نعم هذه الأجهزة حولت تونس الى سجن كبير شبيه بالسجن العراقي على أيام نظام القمع والتخلف والرجعية التي كان يقودها صدام حسين ... كان كل شيء خاضعاً للمراقبة حتى التنفس ... الآن في تونس كل شيء شبيه بالوضع العراقي ولطالما قلنا لو كان نظام صدام عاقلاً حكيماً لتبنى سياسة الاصلاحات السياسية والديمقراطية والاقتصادية ولأطلق العنان للحريات العامة وبخاصة الإعلامية ، انذاك لم نكن نرى أساطيل أميريكا تتوجه من وراء المحيطات لإزاحة من حموه لمدة ثلاثة عقود بعد ان غدا ابناً ضالاً متمرداً مجنوناً.
هكذا الأمر لزين العابدين بن علي ونظامه المتهريء المتفسخ الفاسد الذي يشبه عصابات المافيا واللصوصية ... لو كان نظاماً عادلاً قبل كل شيء ، ومن ثم عاقلاً وحكيماً ووطنيا لأقدم على سياسة الإصلاحات الكفيلة بتحويل تونس الصغيرة الجميلة الحلوة الى جنة حقيقية ،لكن حماقات هذا النظام وعقليته المتفسخة ومنذ ثلاثة أسابيع يحاول إزاحة اللون الأخضر لتونس الزيتون وصبغتها بالأحمر لون الدم الكريم والطاهر الذي يراق على أيدي قوات أمنه الرعناء المستأسدة على شعب أعزل .
لا يمكن للرئيس بن علي إخفاء حقائق الأمور وتشويهها من خلال الكلام المنمق والوعود الكاذبة بالقدر الذي ينجح في إخفاء شيب شعر رأسه من خلال أرقى الأصباغ التي تأتيه من مناشيء عالمية راقية ، لكن أرقى الأصباغ بل كل الأصباغ لن تجد نفعاً حالياً في تجميل صورة النظام وإخفاء تجاعيده وشيب رأسه.
انه نظام فاسد متهريء آيل للسقوط ، والشعب التونسي يسجل ملحمة عظيمة لاستعادة كرامته التي سرقها النظام الأمني اللصوصي القمعي لبن علي ، وجميل ان يكون التغيير هكذا من الداخل على النمط التونسي لامن الخارج على النمط العراقي.
استدراك:كل الأنظمة العربية تنتظر سقوطاً دراماتيكياً
• رئيس تحرير صحيفة الأهالي الليبرالية العراقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال