الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة العربية القادمة .. أمنيات قد تتحقق !

تاج موسى آل غدير

2011 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


منذ إنعقاد أول مؤتمر قمة عربي عام 1946 في جمهورية مصر العربية وحتى إنعقاد مؤتمر القمة العربية في – سرت – في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى , يكون أصحاب الجلالة والفخامة والسمو , قد أنجزوا عقد – 33 – قمة عربية وعلى مدى أكثر من ستة عقود من الزمن وبالرغم من كل الشعارات التي رفعت لم تستطع أنظمة الحكم العربية من صياغة رؤى مشتركة تحدد من خلالها الأهداف التي تريد الوصول اليها ولم تضع آليات العمل المناسبة لكل مرحلة من المراحل السابقة , وبالعكس من ذلك فقد شهدنا صراعات مريرة بين الدول العربية بعضها كان صراعا مسلحا وصراعات اخرى أيديولوجية وأمنية لا زالت ماثلة لحد الان , ورغم كل هذه الصراعات فقد أقرت بعض القمم العربية إتفاقيات ومعاهدات مثل : معاهدة الدفاع العربي المشترك , التجارة الحرة العربية , مكافحة الارهاب , تنظيم نقل الركاب والتعاون القضائي وفي قمم لاحقة تم تناول قضايا عديدة , كقضية فلسطين , الجولان , التضامن مع لبنان , التضامن مع السودان , الجزر العربية , دعم جمهورية القمر , ملف المياه والعلاقات العربية – الافريقية . ثم توزع العرب الى ثلاث تكتلات بعناوين مختلفة كإتحاد دول مجلس التعاون الخليجي , إتحاد دول المغرب العربي ثم اتحاد التعاون العربي الذي ضم مصر , الاردن , اليمن والعراق , وكانت هذه التكتلات تشير بوضوح الى عجز الأنظمة العربية مجتمعة في التوصل الى وضع اهدافا وآليات مشتركة , وكأنها إعتراف بفشل العمل العربي المشترك . على إن معظم ما إتفق عليه العرب بجميع قممهم لم يتم تنفيذه وإن حالة عدم الثقة بين الدول العربية لازالت قائمة ومستمرة . كما إن المشكلات الموجودة داخل كل بلد عربي على حدى لازالت آخذة بالتفاقم دون أن يحاول أحد حلها أو الإعتراف بها على الأقل . وفي العشر سنوات الماضية لم نعد نسمع شيئا عن الإتحادات العربية وما أنجزته ووجدت الإنظمة العربية نفسها وسط تحديات جديدة , لانغالي إذا وصفناها بالتحديات المصيرية والصعبة , وكما هو معروف فالمشكلات الصعبة تحتاج الى حلول صعبة ايضا لكنها ممكنة التحقيق , إذا ما أجرى العرب مراجعة المراحل السابقة وإعترفوا بإخفاقاتهم الكبيرة ووضعوا رؤيا جديدة تنسجم مع تطور هذا العصر وما يحصل به من تغييرات وقرأوا الواقع الحالي قراءة علمية صحيحة ودقيقة . وعلى ضوء مثل هذه القراءة يمكن للقادة العرب أن يصلحوا أنضمة حكمهم ويصلحوا بالتالي العلاقة بين بعضهم وبينهم وبين دول الإقليم والعالم . ومن المشكلات الكبيرة التي تواجهها أنظمة الحكم العربية هي : مشكلة الفقر , حقوق المواطنة وحقوق المرأة . مما يستلزم وضع التشريعات التي تمنع التمييز بين المواطنين بسبب عرقهم أو دينهم أو طائفتهم , وإعطاء المرأة حقوقا تحميها وتصون كرامتها وإنشاء صندوق للإستثمار ومكافحة الفقر والبطالة , كما أن علاقة الدول العربية ببعضها لابد أن تحترم كل دولة خيارات الدولة الاخرى بما يخص شكل ومضمون النظام فيها وإشاعة مبدأ عدم التدخل في تلك الخيارات كذلك لابد من التعاون على نشر قِيَم التسامح بين شعوب المنطقة والتصدي للإرهاب والقضاء على أسبابه ووقف الحرب الطائفية الجارية حاليا بين بعض القنوات الفضائية , كذلك التعاون ووضع التصورات والإتفاقيات بين الدول العربية مجتمعة ودول الإقليم كإيران و تركيا لما فيه إستقرار ونمو دول المنطقة عموما , أخيرا نتمنى على القادة العرب أن يطوروا – جامعة الدول العربية – من خلال تطوير مؤسساتها ومنح الأمين العام لجامعة الدول العربية صلاحيات فعلية وحقيقية في وضع البرامج المختلفة , وبدون كل هذا أو بعضه لن تكون القمة العربية القادمة سوى رقما جديدا لا معنى له .
تاج موسى آل غدير
2011 / 01 / 14








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر