الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سدنة هياكل الوهم ......... طريق الشعب نموذجاً

محي الدين عيسو

2004 / 9 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يبقى لحرية الإنسان وكرامته أهمية خاصة في المجتمع الذي يعيش فيه فهما الركيزة الأساسية التي يبنى عليها مستقبل أي دولة في مواجهة المخاطر التي قد تواجهها ، فالدولة التي تحترم ماضيها وتقدر الجهود والدماء التي أهدرت في سبيلها تحترم وتقدر مواطنيها وتحاول بالوسائل المستطاع بها أن تؤمن الرفاهية والحياة الكريمة لمواطنيها ، فالشعب الذي يختار ممثليه في الحكومة أو يختار حكومته ليكون هو في أمان ويكون مشاركاً في بناء مستقبل دولته .
فمن الأمور التي ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني في الشرق الأوسط عامة والوطن العربي بشكل أخص ، ولكن ديكتاتورية الحكومات العربية تمنع عن شعوبها حتى الماء والهواء لتبقى هي في مواقعها متسلطة دون إفساح المجال للآخر في إبداء رأيه بخصوص الموضوعات التي تهم المجتمع بشكل عام ( إلا نادراً من خلال أبواقها الإعلامية )، وما يهمنا من هذه المقدمة البسيطة هو الحديث عن طريقة تعامل السلطة السورية في تحريض بعض المتثاقفين وبعض الأحزاب التي تعتبر ذيلاً لحزب البعث الحاكم وعن الإنسان السوري المسكين الذي لا يملك الحق في بناء وطنه بأبسط حقوقه وهو التعبير عن رأيه والمشاركة الفعالة في بناء وطنه ، فالسلطة السورية التي تحمل في طياتها أطناناً من الفيروسات الخبيثة وتقوم بزرعها في جسد الإنسان السوري تتحمل المسؤولية الأولى في الفساد الذي يحيط بالمجتمع من كافة الجوانب وتتعامل مع القضايا الوطنية التي تجعل من المجتمع بتماسكه قوة متينة ، وما أحداث القامشلي إلا أكبر دليل على أن الأجهزة الأمنية السورية تقوم بزراعة الفتن بين القوميات المتعايشة في نسيج المجتمع السوري حتى تبقى هي المرجع الأساسي للمواطن الذي لا يملك أدنى مقومات الحياة الكريمة والتمتع بإنسانيته كإنسان ، فنحن لا نستطيع بشعبنا المحاط بالظلم والفاسد حتى النخاع أن نواجه الأعداء لا إفرادياً ولا جماعياً لأننا لا نملك خيار المبادرة فالسلطة السورية تحاول أن توزع شهادات حسن السلوك على المواطنين دون إعطائهم الحق في إبداء الرأي في الأمور السلبية والتي تتعارض مع مصلحة الوطن والمواطن في نقد سياسات الحكومة في كافة جوانب المجتمع ، ولكن عند الحديث عن سلبيات السطة السورية لا يجب الحديث بالشكل المطلق حيث هناك أطراف في السلطة تحاول الإبقاء على مناصبها بوسائل قمعية وتعتقد بأنها وسائل مجدية مع مواطن لم يعرف الحرية والكرامة أبداً وأطراف أخرى - مع قلتها - تعمل بضمير لصالح المواطن وتحاول الإرتقاء بالمجتمع في حدود قدرتها .
يبدو أن السلطة السورية لا تعلم بأن تمتين العلاقة بينها وبين المعارضة تمنع الأجنبي المتربص بالوطن من الدخول بينهما فما زال حزب البعث يلزم الصمت تجاه القضايا التي تطرحها المعارضة حول إدخال أفكار جديدة في سياساتها وطريقة التعامل مع المواطن ومع الأحزاب المعارضة وتقوم بتحريض أبواقها في سبيل تشويه سمعة المثقفين الذين يحاولون بشتى الوسائل الوقوف في وجه الاستبداد لصالح المواطن طبعاً كما حصل مع جريدة طريق الشعب الناطقة بأسم الحزب الشوعي السوري والتي شنت هجوما خالياً من اللباقة والأدب على المثقف الماجد أبن مدينة حلب الدكتور عبد الرزاق عيد تحت عنوان سدنة هياكل الوهم ( عبد الرزاق عيد نموذجاً ) ، فالإفلاس السياسي والتقوقع والتجمد الفكري من ميزات هذا الحزب وجريدته ( طريق الشعب ) والتي لا تملك لا طريقاً ولا شعباً وخاصة بعد سقوط الإتحاد السوفياتي وظهور القطب الواحد على العالم ، فهذا الحزب يعتمد في سياساتها على صرف الأنظار عن مشاكل البيت الوطني والإعتماد على منظومة من الشتائم والنعوت البذيئة بحق بعض المثقفين والتي لا تليق بحزب هو أقدم من سادته الحكام بالإضافة إلى غياب برنامج سياسي للتواصل مع أي إتجاه فكري إصلاحي وطني ،وكذلك فإن أن هذا الحزب يفتقد إلى آلية أو منظومة فكرية مناسبة يتم من خلالها تقييم الأفكار والقيم والسياسات الراهنة ولا يملك أدنى مقومات الحديث عن معانات الجماهير وذلك نظراَ لحالة الإنهاك والترهل الذي تعانيه مفردات ومصطلحات المعجم السياسي لهذا التيار بعد مرحلة الحرب الباردة وسقوط نظام ثنائية القطب ، وهو ما يعتبر إحدى أوضح صور الديماغوجية العقائدية التي يعانيها الحزب على مجمل المستويات والأصعدة بما في ذلك مستوى الخطاب الإعلامي الرسمي ، فسياسة التدجين المتبعة من قبل أجهزة النظام والتي حولت الحزب أسوة ببقية أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية إلى مجرد منابر لتسويق سياساتها وممارساتها والتي تستهدف كل من يحاول مجرد المساس بهياكل وهمها وسدنتهم والتي أصبح هذا الحزب مع ما يحمله من نهج وتوجه فكري وسياسي إلى إحدى أبرز هؤلاء السدنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة