الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية للشعب التونسي

جورج حزبون

2011 / 1 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



قياسا بالتخوم ، فان تونس منذ الاستقلال تملك ميزات مختلفة ، سواء بالدين أو التعبير أو المرأة- أو الحراك الديمقراطي ،دون إن يعني هذا ضعف قبضة الأمن على البلد ومؤسساته الشعبية ، وان الرئيس الحالي قادم من جهاز المخابرات التونسية ، كما إن ظاهرة ( البورقيبية ) التي نشئت في تونس أوجد لها امتدادات عربية كبيرة ، بالمحصلة النهائية فان التنفس الحر النسبي كان مطلوبا بحكم إطلالة تونس الأوربية ، ولأهمية السياحة في ها البلد الذي يعتبرها إحدى مصادره الرئيسة .
ومع توارد إنباء احتدام الأزمة الممتدة في لبنان ، ومخاطر تدخلات خارجية ، ومع قرب إعلان دولة عربية جديدة في جنوب السودان ، والحراك اليمني الجنوبي الداعي الى فك الوحدة والعودة إلى اليمن الديمقراطي، مما يعيد شبح احتمالات الانقسامات في البلدان العربية ، دينيا واثنيا وقوميا ( دارفور ) (وجنوب السودان ) فان الأمن القومي العربي معرض أكثر فأكثر للتدخلات الخارجية ، كما بدا واضحا في العراق وقادما في لبنان ومكرسا في فلسطين وغيرها .
إزاء هذه اللوحة القاتمة والآمال الكثيرة المحبطة ، تنطلق من تونس شرارة انتفاضة شعبية ديمقراطية تطالب بالخبز والسلم والحرية ، وهي شعارات رفعناها في الخمسينيات من القرن الماضي، وأيضا وهو الأهم فهي حركة شعبية يغلب عليها اليسار ، وان كانت لا تزال لا تملك قيادة منظمة ، مما يضعف استمراريتها ، وهي مطالبة بإقامة جبهة وطنية من كافة القوى المشاركة لضمان وصول الثورة إلي غايتها .
لقد بدأت القيادة السياسية تترنح وتحاول امتصاص غضب المنتفضين ، وتقدم وعوداً ، ولكنها ستتراجع عنها إذا ما قمعت الانتفاضة ، فلم يعد مجال للمساومة عندما تنطلق الشرارة ، وإيه مساومة خطرة ، وأي تراجع ضعف ، فالوصول إلى السلطة وإقامة جمهورية ديمقراطية تعددية أصبح قاب قوسين ، كما قال الشاعر الفلسطيني :
سنفهم الصخر إن لم يفهم البشرُ إن الشعوب إن هبت ستنتصرُ
لا مجال للتفاوض او التراجع فقد سالت دماء في الطريق وثمنها النصر والتجارب كلها تؤكد ان اية محاولة للمساومة ، ضعف ، وتراجع ، وفرصة للسلطة لان تقمع ، فان لم تستمر الثورة حتى غايتها ، فإنها ستلاقي إمامها قمعا لا مثيل له وتراجعا حتى عن نسمات الحرية الموجودة .
لتجعل الثورة شعاراتها واقعية ولتنظم صفوفها ولتضم إليها أوسع الجماهير لتكون ردة على الهجمة التي يتعرض لها الوطن العربي ، وما انتصار ثورة الكادحين التوانسة الا رسالة إنهاض للشعوب العربية على طريق حريتها التي هي فقط طريق الاستمرار في انجاز الاستقلال الوطني وتحرير الشعب والوطن ودحر الاستعمار والعولمة ومخططين الشرق الأوسط الجديد . إنكم تحررون معكم شعوبا وتسقطون أنظمة ، وتعلمون أحزابا وقوى غابت عن الوعي الثوري ، عبر غيابها عن نبض الجماهير، معكم كل كادحي الأمة العربية وانتم شحنة الانفجار فاثبتوا والى الإمام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يــحــيــا شعب تونس
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 1 / 14 - 19:58 )
آخـر خبر... غادر زين بن علي وزوجته ومحيطه العائلي الذين كانوا يديرون كل خيرات البلد, غادروا تـونـس إلى جهة مجهولة وحتى الساعة 20.45 بتوقيت فرنسا لم يظهروا في أية عاصمة عربية أو غربية. رئيس الوزراء استلم الرئاسة بالوكالة.
آلاف التهاني والقبلات للشعب التونسي الأبي المناضل...بانتظار بقية الأحداث...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


2 - الغنوشي يتواطئ مع القتلة ضد الشعب التونسي
محمود الفرج ( 2011 / 1 / 15 - 10:30 )
حذاري ايها الشعب التونسي دماء الشهداء غالية محمد الغنوشي قاتل وسارق ووزير الداخلية والدفاع لهم لعبتهم مع فرنسا وامريكا للقضاء على الوطنيين والمنتفضين من الشعب التونسي العزيز وما حدث في الشوارع من تعذيب واعلان حالة الطوارئ يدل على قذارة الغنوشي ووزارة الداخلية والدفاع

اخر الافلام

.. إيفانكا ترمب ترد على إدانة والدها بصورة واحدة عمرها عشرات ال


.. مشاهد أولية من موقع استهداف طائرات الجيش الإسرائيلي بلدة صدي




.. ترمب بأياد صغيرة.. رسوم كاريكاتورية تجتاح الصحف الأميركية بع


.. شاهد: فيضانات مفاجئة تجتاح شمال شرق بنغلاديش وتشرد مئات الآل




.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا