الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجرد رأي.. حول انتفاضة تونس المشرفة

ليلى أحمد الهوني
(Laila Ahmed Elhoni)

2011 / 1 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


"ما تقولوش احميدة جى لين نسمعوا الباب زوى"، مثل شعبي ليبي قدير عادة ما يضرب في مواقف كموقف الشعب الليبي اتجاه انتفاضة "سيدي بوزيد" التونسية.
فإذا قيمنا وضع الشارع الليبي من الأحداث المذكورة بحسب ما يكتب على مواقع الانترنت هذه الأيام، وحالة التأهب القسوة التي يعيشها المواطن الليبي، فأننا سنتفاجئ بأن المقصود بالأمر هو نفسه القابع خلف جهاز الكمبيوتر، ينتظر بفارغ الصبر، بشرى أنتفاضة الشعب في شوارع مدن ليبيا وقراها، ضد نظام الحكم القعمي في ليبيا.
إن حالة السعادة التي انتابت الشعب الليبي عند خروج الشعب التونسي، وثورته على حاكمه وعلى الفساد المستشرى في البلاد، وشعور الأول بالفخر والإعتزاز بل والإنتصار على الديكتاتورية، وعلى القهر والقمع وشعوره العارم بنصرة المظلومين والمغبونين من أبناء الشعب التونسي، تذكرنا هذه الفرحة وتشعرنا بأن لها ارتباط وطيد بالقول المأثور والمعروف "هي هنا وصياحها في الوادي"، اقدم اعتذاري للجميع بأن ذاكرتي قد خابت الآن، في المقدرة على تصنيف هذا القول في ما اذا كان مثل أو لغز، ولكن هذا غير مهم، وأن ما يهمني هو فهم القارئ للمعنى والقصد من ورائه، وهو – كما ترون - واضح وضوح شمس مدينة سبها "المجاهدة"، أذ لا يكفى للناس في ليبيا أن تسعد وتفرح فقط بما وقع فى تونس الشقيقة، بل عليهم واجب أهم وأكبر، ألا وهو استعادة دورهم الحقيقي المغيب والمسلوب وحقوقهم الضائعة في وطنهم ليبيا.
اليوم، الآن على الشعب الليبي أن يخرج للشوراع، ويطالب باسترداد ما سلب منه بأسم كل الشعارات الفارغة، والاكاذيب والدعايات الزائفة التي يروج لها نظام القذافي وأزلامه، وعلى بعض هؤلاء الناس أن ينتبهوا ولا ينخدعوا بما قاله وأمرهم به القذافي يوم أمس، وهو فقط قيامهم بالاستيلاء على المساكن، فهذه ليست وحدها هي المطالب الحقيقية للشعب الليبي، فمطالبهم الحقيقية والكاملة متمثله في الحرية وفي اقامة نظام ديمقراطي دستوري، وفي تنحي وإنهاء حكم القذافي وعائلته، و في تصفية هيمنة عصابة اللجان الثورية والمفسدين الذين جاء بهم.
أنني وكل الليبيين الأحرار لا نريد المزايدة على الشعب الليبي بداخل الوطن، فنحن جزء لا يتجزأ منه، بل ربما يكونوا هم أفضل حال منا، لانهم يعيشون في داخل سجن ليبيا الكبير ويتصدون للمواقف بكل شجاعة، ولكن هناك فرص عظيمة على الشعب الليبي أن يغتنمها، من أجل تحقيق اهدافه ومطالبه واسترداد حقوقه الطبيعية، وهي أكبر من مجرد الحصول على مساكن لبعض الفئات مع الاعتراف بحقهم فى ذلك.
علينا ألا ننسى أن الدافع الاساسي لأنتفاضة "سيدي بوزيد" فى تونس الشقيقة، ليس فقط بسبب شعور المواطن التونسي بالجوع والبطالة والفقر، بل أيضا لشعوره بالمهانة وسلب حقوقه وكبت وسجن حريته، ولو قارنا بين وضع الشعب الليبي فى داخل وطنه تحت نظام القذافي القمعي والفاسد، وكل ما قام به القذافي خلال 41 سنة من قتل وتشريد وسرقة اموال وثروة الشعب الليبي واهدارها هو وابنائه وزمرته الفاسدة، وبين ما وقع على الشعب التونسي تحت حكم بن علي فاننا بالتاكيد سنجد فارق كبير.
أبناء شعبنا الليبي الحر الكريم، إن المطلب الحقيقي الآن هو في نقل أصواتكم ومطالبكم – سابقة الذكر- إلى الشارع، وعندها سيسمع ديكتاتور ليبيا كما سمع غيره هذه المطالب، فأما أن يستجيب لها طواعية، أو سيفر هارباً كما هرب اليوم* "بلا رجعة" الديكتاتور التونسي زين العابدين بن علي.
وفي الختام، يجب أن لا أنسى أن أقدم باسمي وبأسم كل أحرار ليبيا، بأسمى وأحر التهاني والتبريكات للشعب التونسي الشقيق على هذا الانتصار المشرف والعظيم، عاشت شعوب العالم حرة كريمة، والموت والفناء لكل حكامها الطغاة والفاسدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كتبت هذه المقالة فور سماعي لخبر هروب "زين العابدين بن علي" وقمت بأرساله للنشر قبل تأكدي من صحة الخبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لايدوم الفساد
صادق بو منجل ( 2011 / 1 / 15 - 15:15 )
سيدتي العزيزة
قرأت لكي سابقا واعجبت بأسلوبك الهادئ الرصين وكنت قد وعدتك بان الثورة قادمة في الشمال الافريقي وأخصصت بالذات نظام القذافي اللعين وهاهو اول الطريق في تونس وغدا الجزائر او ربما ليبيا الذي يتمثل بهذا النظام الدكتاتوري القبيح الذي سوف يحتاج الى ايام وليس شهورا الى زواله فقلبي مع الشعب الليبي الطيب
ودمت


2 - رياح التغيير
سرحان الركابي ( 2011 / 1 / 15 - 20:43 )
تحياتي لاختي العزيزة ليلى
اعتقد ان لزاما علينا ان نهنيْ جميع اخوتنا القابعين خلف اسوار الدكتاتوريات العربية بثورة الشعب التونسي والتخلص من نظامه القمعي , كما اننا متفائلون ان تونس هي مجرد البداية وان زلزال التغيير قادم لا محاله كي يطيح بهذه الانظمة البالية التي ما عادت تتناسب والعصر الحديث وخاصة نظام العقيد الكذافي ملك الملوك وسلطان السلاطين
كم نحن سعداء بان تزول هذه الاصنام وتتحطم امام ارادة التغيير ومنطق التاريخ الذي يقف بجانب الشعوب المكبوتة
التغيير قادم لا محالة شاءت هذه الاصنام ام ابت والتاريخ يقول هكذا ان لا رجوع الى الخلف فكل ما هو ماضي لابد ان يجرفه الحاضر ويطيح به ويرسله الى سلة المهملات او يركنه في زوايا التاريخ المنصرم
تحياتي مرة اخرى


3 - شكرا لكما.. والنصر قادم لا محالة بإذن الله
ليلى أحمد الهوني ( 2011 / 1 / 16 - 13:40 )
الدكتور الفاضل صادق بو منجل ..نعم صدقت فيما ذكرت سيدي وكما ذكر أخي وصديقي الغالي سرحان الركابي.. ان الثورة الشعبية قادمة لا محالة وستنتصر فيها - بقوة الإرادة والعزيمة - شعوبنا المقموعة والمظلومة على حكامها الطغاة الفاسدين سينتصرون لحريتهم وكرامتهم أعظم نصر كالنصر الذي تحقق لها في العراق الديمقراطي والحر وفي تونس الثائرة وكل ما نتمناه الآن أن يكون هذا النصر قريب وقريب جدا

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس