الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معانات شعب أثر كارثة من صنع البشر

شمخي الجابري

2011 / 1 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


مناطق مختلفة في العالم تعاني من تعقيد الأزمات لأنها مهددة بالكوارث الطبيعية وأعداد هائلة تقع ضحايا وخسائر فادحة عندما تغزو الكوارث المناطق والشعوب إلا إن الأسرة البشرية وتتويج للضمير العالمي بدأت في صياغة الدراسات لتضع الحلول لتوقي الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها . . . لكن مصائب الشعب العراق ليس اثر كارثة طبيعية بل من صواعق جنايات الزمر الإرهابية سيئة الصيت المتمثلة في فصائل القاعدة والعناصر التكفيرية وفلول البعث المهزومة التي مارست العنف ونشر الوباء منذ 30 من تموز عام 1968 كنموذج لحكومة واجهات كارتونية استمرت لحقبة بشعة فرشت البؤس والفقر والفساد والظلم على مساحة العراق وإيذاء المنطقة حين أساءت إلى كل القوانين الدولية وتجاهلت احترام الشرائع وأصول الأديان وقوانين حقوق الإنسان في العراق عندما تسلطت بالحديد لمذلة الناس وتشريد أبنائه وأهانه مقدساته حتى أفتعل الصراع لإبادة الناس تحت شعارات طائفية وعرقية مختلفة دفعها إلى استيراد الآلات واستأجرت البشر من عدة دول كوسيلة لممارسة تعذيب وقتل أبناء الوطن وإثارة القلق والحزن من خلال السياسة الإستراتيجية المؤذية التي تنبثق للتأمر والانقلابات في تجسيد العنف وأعمال التخريب للبنية التحتية والإرهاب المبرمج والقتل العشوائي وتشريد وترحيل العائلات الرافضة للانصياع لتصرفات البعث والتهجير بعد مصادرة كل ممتلكاتها وقتل أبناءها وحالات الاغتصاب في السجون وخارجه ونشر ثقافة التسيب بشكل فادح في المجتمع وجعل الترهيب يتنقل في محطات مختلفة كلما اتسعت مساحة المقابر الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وبقيت مخلفاته كامنة لسنوات وتميز النظام السابق في ابتكار وسائل القتل الجماعي كي يتصدر المراتب المتقدمة لاضطهاد وإبادة النسل البشري في استخدام المواد الجرثومية لمعاقبة القوى الوطنية والديمقراطية وحبس كل متنفس أنساني وطني كما عمل النظام كمتعهد ومروج للأفكار الهدامة ولغة الكراهية في ثقافة الإرهاب الفكري والتخلف ورسم سياسة الحصار والتجويع والتقشف وتأثيراتها على تفكك النسيج الاجتماعي وما ابتغاه من جرائم ضد الإنسانية خلال أربعة عقود للحكم الخائب . . إن قراءة تضحيات الشعب ومعاناته تؤشر لمحصلة حديثة حول هضم الأزمات والمحن بعد صمود الجماهير أمام سندان الإرهاب ومطرقة المصالح الحزبية والفئوية الضيقة واللدغات الإجرامية لحزب البعث المتمثل بجناح عزة إبراهيم وجناح محمد يونس الأحمد في التعاون مع القاعدة لنسف المدن العراقية لجعل بغداد تعيش الأيام الدامية من خلال الإستراتيجية الإرهابية وطريقة العمل اليومية في ممارسة التفجيرات ونصب العبوات الناسفة واللاصقة بمختلف أنواعها . . إلا إن مفارقات الوضع توحي بجديد من خلال التحرك الأمريكي ومسعى بعض الدول العربية لإقناع بعض أجنحة حزب البعث المتردية التي تعيش الاحتقان للتخلي عن الجريمة وقتل الأبرياء والتأكيد لها بأن سياسة العنف لم تغيير الحكومة في العراق التي تخطت الأزمات وناشدتها بجمع فلولها وإنهاء حالة التشرذم لهيكلت تنظيماتها لدخول العملية السياسية من بوابة التحالفات والعمل على تغيير المسار لاستلام السلطة ويتضح أن هذه الأجنحة وهي تحتضر قد اتعظت من تجارب الماضي وتفهمت أن العراق لا زال كبير وهم الأقزام وعقدت اجتماع لخمسة أغصان من شجرة البعث الخبيثة في 28 كانون الأول 2010 للإعلان عن توحيدها في ( تيار الانبعاث والتجديد ) ((وبحسب صحيفة الوطن السورية تضمنت الوثيقة الجديدة «المرتكزات الإستراتيجية» للتيار الجديد و«مقاومة الاحتلال الأميركي» و«رفض أي عملية عسكرية تستهدف أي عراقي سواء أكان مدنياً أم عسكرياً و«العمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية». والتيارات الخمسة هي «تيار الانبعاث القومي» بقيادة خالد السامرائي السكرتير العام للتيار الجديد، و«تيار المراجعة والتوحد» بقيادة اللواء عبد الخالق الشاهر الذي كلف مهام الناطق الرسمي باسم التيار الجديد، و«تيار التجديد» بقيادة شهاب أحمد لافي، و«حركة التحرر الوطني» بقيادة آلام السامرائي، وتيار «مناضلون» بقيادة نبيل الدليمي )) كما أعلن خالد السامرائي السكرتير العام للتيار الجديد من خلال المؤتمر الصحفي في 29 - كانون الأول - 2010 عن أخطاء النظام الدكتاتوري السابق والتركة الكبيرة من المآسي ومخلفات الحروب وتأثيرها على الشعب العراقي ، كما أن ضغوط بعض الدول التي تسعى لترسيخ علاقاتها الاقتصادية مع العراق جعلت هذا التيار الجديد يعلن استعداده لقبول العملية السياسية في العراق وواعدت بعض الإطراف بتهيئة البيئة المناسبة لهذا التيار حين حاول أن يلبس رداء الوطنية المزيفة من خلال القوى التي تختفي خلف الحكومة وتواجد المواليين لها في الحكومة العراقية الجديدة للسعي لرفع قانون الاجتثاث . . وفي حالة تثبيت فكرة تهميش قانون المسائلة والعدالة في ملحمة خداع جديدة فكيف تقدم الحكومة القناعات لدى عامة الناس إن المشمولين بهذا القانون هم مواطنين لم يقترفوا فضائح جنايات بحق الشعب الصابر والتورية في برهنت الحقائق لدى ذوي الشهداء والمتضررين لتبين لهم أن الشهداء قد ماتوا أثر كوارث طبيعية وليست جنايات البعث كي نرفع الاجتثاث عن قياداته ، ورفع الاجتثاث يعني خيبة أمل تعقبها عاصفة جماهيرية تصحيحية نابعة من تأصل ثقافة الانتماء الوطني والوجداني لنبذ التوجهات الضيقة والمصالح الفئوية في مسلسل حلقات أرضاء رموز سياسية والهرولة للمصالح الشخصية حين تكون المناصب بورصات مكاسب وسمعة بقبول كل مفارقات الوضع المختلفة رغم الانحدار لغاية الشعب في تهدئة الوضع وتوثيق حالة التسامح التي يجب أن لا تشمل كوادر النظام البائد من عبثيين صدامين وقيادات فدائيو صدام المتلوثين في الجريمة وعملاء الاستخبارات الملطخة أيديهم بقتل الأبرياء وتبقى جادة الصواب والمصالحة الحقيقية بين أبناء الشعب مع تحريم مساواة الجاني والضحية وأهل الحق والباطل والوطنية والإرهاب . . وأعتقد إن القوى السياسية الوطنية التي قدمت التضحيات من اجل الشعب تطالب الشعب بالوفاء لمحاربة الإرهاب وأهل العنف والتجهيل وعدم قبول توبة البعث بعد الحملات الهمجية والتدمير وان تسعى القوى الوطنية لمتابعة الغاية الثابتة لكل فرد عراقي حول أصلاح ما خربته السياسات الخاطئة السابقة وتشريع قوانين تضمن عدم عودة البعث للسلطة ، وإصلاح عملية تأمين متطلبات الحياة العامة للمجتمع فأن ملايين البراميل من النفط العراقي التي تحترق كل يوم في مناطق مختلفة من العالم لم تستطيع إيصال الدفيء إلى فقراء ومستضعفين العراق .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل