الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاما لتونس و أهلها

علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

2011 / 1 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


سقط فرعون قرطاج ، و استردت تونس حريتها بعد سنوات طويلة من القهر و الطغيان ، و كانت الكلمة الأخيرة باسم الشعب . وضع كان قبل اليوم محض مجاز ، و أصبح واقعا معاشا بتضحيات الشهداء و كفاح العامة المهضومة ، ما نحييه نحن الجبناء في أوطاننا التي ما زال يحكمها حفنة من المتسلطين .

و مما لا شك فيه أن خبر فرار زين العابدين بن علي من تونس ، قد أثار في نفوس الملايين عبر الوطن العربي الفرحة و السرور ، و أحيا من جديد فيهم نزعة الحرية و النضال التي حاول الطغاة طمسها بمخططات الجهل و الفقر و التهميش و الكثير من الترهيب و القهر . و نحن في هذه اللحظة الخالدة من تاريخ تونس و التونسيين ، إذ نلوح بأيدينا مهنئين و داعمين لصمودهم و رغبتهم الشعبية ، فإننا نلطف القهر الجاثم للآن على صدورنا . فقد كنا كمواطنين عرب ، من الخليج إلى المحيط ، ننظر لأنفسنا على أننا خراف وديعة ، لكننا تأكدنا اليوم بأن الحاكم ، مهما بدا قاهرا و قويا ، أضعف من أن يجاري حتى الخراف .

و للأمانة ، فإن الشعب التونسي رفع رؤوسنا المطرقة من فرط الذل و الهوان ، و جعلنا نتخطى حاجز الخوف الذي رسم خطوطه الواضحة الإعلام الرسمي و خطابات الحاكم و عمليات مخابراته و أتباعه . و أصبحنا على يقين بأن قدرتنا على التغيير هي ذاتها القدرة التي واجه بها الشارع التونسي ، المنظومة المتعفنة التي أوجدها ابن علي .

صحيح أن الشارع التونسي نجح في إزاحة بن علي من السلطة ، لكنه لم ينتهي في الواقع من رسم ملامح الغد الذي ضحى من أجله بعشرات الشهداء و مئات الجرحى . و ما نخشاه هو استغلال بعض السياسيين و المثقفين للوضع الراهن لالتفاف حول الدستور و إقامة نظام شبيه في المضمون بنظام بن علي . لكننا على العموم ، على ثقة بأن التضحيات لن تضيع سدى ، و أن الشارع يقظ لكل محاولات الركوب على الثورة ، ثورة 14 يناير .

و لكي لا ينام الحكام الباقون دقيقة واحدة ، نذكرهم بأن الشارع العربي قد استعد عافيته و قال بوضوح أنه عدو حاكمه في السر و العلن . و ما وقع في تونس لم يكن دون مغزى أو خارجا عن تطورات التاريخ و ضرورات المرحلة ، بل جاء ثمرة نهضة فكرية تسري الآن في جميع فئات المجتمع بضرورة تغيير الأنظمة ، لأنها لا تمثل إلا الشمولية و التكبر و التبعية الغربية .

عاشت تونس و عاش أهلها ، و مرحا لعودتنا بشرا و مرحا لبداية التغيير ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية ووظيفة البرلمان الأوروبي؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. في النصيرات بغزة.. داخل هذا المبنى شنت القوات الإسرائيلية عم




.. الانتقام الشامل.. العقيدة النووية الروسية ..وبوتين يتوعد بتج


.. الحرب في قطاع غزة تدخل شهرها التاسع مع تفاقم للوضع الإنساني




.. ما دلالات سرعة إعلان القسام مقتل 3 محتجزين بعد يوم واحد من ع