الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا حصل في تونس؟

زكرياء الفاضل

2011 / 1 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ماذا حصل في تونس:
ثورة أم انقلاب
سبق وكتبت في مقال سابق أن الإمبريالية الأمريكية تحاول تغيير الأنظمة بشمال إفريقيا مخافة من فقدان زمام الأمور في المنطقة بوصول جني مارد إلى السلطة فتفقد مصالحها الاقتصادية. فالغليان الشعبي بات واضحا واستمرار الأمور على ما هي عليه أصبح من المستحيلات. إذا الحل الوحيد والأحد هو تغيير الرؤوس مع الحفاظ على الأنظمة التي ستظهر بحلل جديدة ووجوه كرنفالية. وكتبت فيما كتبت أنّ مصر معنية بهذه التغييرات وأنّ أمريكا أوجدت المرشح المناسب لدور الدمية، وهو الآن بصدد إقناع المعارضة المصرية بالالتفاف حوله وكاد ينجح في مهمته لو لا تحفظ جماعة الإخوان المسلمين بخصوصه، فلو يقتنع به هذا التنظيم الذي يمثل أكبر قوة معارضة في مصر لسيكون وصول هذا السيد للحكم أمر محسوم. لنترك موضوع مصر إلى حينه ولنعد إلى تونس.
سقط أحد أبناء بلد الزيتونة شهيدا للظلم الاجتماعي وسياسة التفقير والتجويع والاستبداد، فانتفض شعب بكامله وأشهر لاءه في وجه الديكتاتورية والرأسمالية الوحشية والسياسة اللاشعبية. وخرج هذا الشعب كاشفا صدره لرصاص النظام الكومبرادوري، وكان كلما سقط أحد أبنائه في ساحة المعركة، كلما ازداد بسالة وقوة وحزما في مواجهة بيادق الإمبريالية المحليين إلى أن أجبر بنوتشيه التونسي على الفرار كالكلب المفزوع. لكن هل انتصر الشعب التونسي فعلا في انتفاضته هذه؟ الحقيقة المرة هي أنّ الانتفاضة التونسية في خطر والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الباسل والمغوار قد تذهب هباءا منثورا لأنّ بن علي فرّ وبقيت حكومته أي أنّ النظام لازال قائما. فبن علي كان يمثل النظام، ولكنه لم يكن هو النظام بل كان خادمه المطيع فقط وعندما تطلّب الأمر قدّمه كبش فداء للحفاظ على السلطة وبالتالي على المصالح الاقتصادية للإمبريالية الأمريكية وحليفتها الكومبرادورية المحلية. لهذا إن لم تتحرك القوى الوطنية التقدمية والشريفة وعلى طليعتها رفاقنا في حزب العمال الشيوعي التونسي لقيادة الجماهير الشعبية في معركتها المصيرية ضد الانتداب الأمريكي غير المعلن وأعدائها المحليين وتركتها لوحدها في ميدان معركتها الحاسمة، فإن مصير هذه الجماهير المناضلة سيكون هو الهزيمة وستتحمل هذه القوى التونسية وعلى رأسها رفاقنا في حزب العمال مسئوليتها التاريخية عن هذه الهزيمة التي لن تغتفر لهم.
أيها الرفاق، أمامكم فرصة لم تمنح لغيركم في شمال إفريقيا فلا تتركونها تضيع منكم فآمال كل آمال شعوب المنطقة عالقة بما ستؤول إليه الأمور بتونس الخضراء، بتونس الزيتونة رمز الرخاء والازدهار. تعلموا من أخطاء رفاقنا في الحزب الشيوعي العراقي قبل وصول صدام للحكم حيث كانت لهم قوة تمكنهم من الوصول للسلطة، لكنهم أحبوا أن يكونوا ديموقراطيين أكثر من الديموقراطية نفسها فكانت النتيجة أن أذاب صدام جثمان الرفيق الشهيد فهد في صهريج حامضي وألقى بأفراد الحزب في زنازنه وشرد ما تبقى منهم خارج الوطن. يا رفاق لا تدرسوا التاريخ بل تعلموا منه واستفيدوا من دروسه. ولا تنسوا أنكم أبناء شعب الشابي الذي أنشد قصيدته المشهورة والتي أصبحت نشيدا لكل قوى التحرر في عالمنا المشرقي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد للقدر أن يستجيب
إنّ الشعب قد أراد وإنّ القدر قد استجاب فما بقي سوى أن تقوموا بواجبكم التاريخي اتجاه الوطن والشعب الباسل.
فإلى الأمام يا رفاق الحرية، إلى الأمام يا أبناء الجماهير الشعبية، إلى الأمام يا مناهضي الرجعية والإمبريالية، إلى الأمام..إلى الأمام ..إلى الأمام.. وتحياتي النضالية للجماهير التونسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين يساريو إيران
محمد بن عبد الله ( 2011 / 1 / 15 - 19:08 )
قرأنا نفس هذا الكلام عندما تحالف مجاهدو خلق وباقي قوى اليسار ضد شاه إيران ...فأين هؤلاء الأغبياء اليوم؟
ابتلعهم التعصب الديني للخمينيين

أنتظروا مستقبلا أسود للأغبياء الذين قادوا بحسن نية يحسدون عليها هوجة ضد دكتاتور صغير سترجع بلادهم إلى القرن السابع !!


2 - حلمك يا هذا
زكرياء الفاضل ( 2011 / 1 / 16 - 08:48 )
رويدك يا هذا، أولا من السهل الحكم عندما تكون في حوزتك تجربة تاريخية معينة، ثانيا لا أرى سببا للشتم والقذف في حق الرفاق الإيرانيين سوى أنك متحامل على اليسار لأسباب تعلمها لوحدك، ثالثا لو كنت من منطقة المغرب الكبير لفهمت أن شعوبنا لن ترضى بنظام مثل سلطة إيران فنحن نختلف عن المشرق تاريخيا وجغرافيا وثقافيا. إنّ شعوبنا تحق جيدا أن استعربت بحد السيف وهي الآن بصدد إحياء ثراتها وثقافتها الأصلية. للأسف المشارقة لا يعون في جلهم أنهم مستعربون مثل السوريين والمصريين واللبنانيين بل والفلسطينيين أنفسهم علاوة على السودانيين وغيرهم. إننا نحن الشعوب المغاربية نحق من نحن ولن نكرر أخطاء حزب التودة (العمل) الإيراني.
مرة كف عن الشتم والقذف مهما كانت قناعاتك السياسية وتحلى بالروح الرفاقية وإن كنت غير رفيق، تعلم منا.

اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن