الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من المفروض ان نصفق الان....؟

كوردة أمين

2002 / 8 / 6
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                                                     

              

 

  يبدو ان تركيا شعرت أخيرا باليأس من تحقيق حلمها الكبير في الانضمام الى الاتحاد الاوربي اذا ما استمرت على نفس الخط الذي تنتهجه فقررت اخيرا رفع الراية البيضاء والاستسلام لشروط  العضوية  واهمها تحسين سجلها الاسود في مجال حقوق الانسان , فقررت صاغرة وعلى مضض تنفيذ هذه الشروط وهي المعروف عنها بانها صاحبة اسوأ صفحة في هذا المجال في العالم بسبب سياساتها القمعية اللاانسانية للقومية الكوردية الكبيرة التي يبلغ تعدادها 17 مليون نسمة على اقل تقدير وتعيش في المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا التي تشكل الجزء الشمالي من خارطة كوردستان .

 

 والكورد هناك يتعرضون ومنذ قرون طويلة الى ابشع عمليات القمع والتطهير العرقي ومحاولات الصهر القومي واستلاب الهوية فتركيا لا تعترف اصلا بوجود القومية الكوردية وتسمي الكورد باتراك الجبال واجهضت بكل قسوة كل الانتفاضات والثورات والحركات التحررية التي قاموا بها ضد هذه السياسات القمعية , ولعل ما جرى في أروقة البرلمان التركي قبل ايام من الاقرار ببعض الحقوق المشروعة لهم التي تعتبر في كل المجتمعات الاخرى من ابسط حقوق البشر بينما في تركيا هي من اكبر المحرمات  يعتبر بلا شك من الامور التي تثير الفضول .

 

فقد جرى تصويت اولي من قبل غالبية النواب وسط اعتراض شديد من القوميين الاتراك على عدة قرارات تؤيد التعليم باللغات واللهجات التي يتداولها المواطنون الاتراك في المدارس الخاصة فقط دون العامة منها وكذلك بث البرامج التلفزيونية والاذاعية المقررة بمختلف اللغات واللهجات التي يتداولونها في حياتهم اليومية . ان اعتراض الاحزاب القومية التركية على هذه الاصلاحات البسيطة واستكثارها على الكورد وصلت الى حد اعتبارها من الامور الماسة بأمن الدولة وسلامتها! كما وان تجنب ذكر كلمة الكورد واستخدام تسمية المواطنين الاتراك بدلا عنها لهو تاكيد اخر على سياسة تركيا المعروفة للجميع في تغييب الهوية عن القومية الكوردية وعلى سوء النية المبيتة لكل ما هو غير تركي . 

 

ومن القرارت الاخرى التي اضطرت تركيا للاعتراف  بها هي الغاء عقوبة الاعدام والتي يعتقد بعض المراقبين بان القصد منها تخليص رقبة اوجلان المعتقل في احدى جزر بحر مرمرة من حبل المشنقة ولكن الحقيقة هي تجنب الاحراجات والانتقادات التي وجهت اليها من قبل دول الاتحاد الاوربي حول الاجراءات التي اكتنفت القاء القبض على الزعيم الكوردي وفرض عقوبة الموت عليه وبالتالي نيل شرف العضوية في الاتحاد ... فهل من المفروض علينا نحن الكورد ان نصفق لهذه المنجزات التاريخية ؟! 

 

ان المتتبع لتاريخ تركيا الاتاتوركية الاسود والمفرط في القسوة في تعاملها مع القوميات من غير الاصول التركية والتي من اهمها واكثرها عددا القومية الكوردية المحرومة من ابسط الحقوق الانسانية ... ليصاب بالذهول للصفاقة التي تتسم بها العقلية الطورانية عندما تعلن تركيا صراحة عن  نيتها التدخل بقواتها العسكرية في حالة حدوث اي ضربة عسكرية ضد العراق لغرض حماية التركمان المتواجدين في كوردستان والذين لا يزيد عددهم عن الثلاثة ارباع المليون في احسن التقديرات , وتتباكى على حقوقهم وهم الذين يتمتعون بالمساواة والاعتراف الكامل بهويتهم القومية وحقوقهم في التعليم بلغتهم وتشكيل احزابهم السياسية واصدارالصحف وتوفر وسائل الاعلام الخاصة بهم , وهي بلاشك تلعب لعبة خطيرة عندما تدس عناصر مخابراتها -من رجال الميت- في المنطقة الكوردية وتدعو الى تسليح التركمان بحجة الدفاع عن النفس والمحافظة على امنهم وسلامتهم في حالة قيام الهجوم الامريكي وهي بذلك تزيد الوضع سوءا وتجر العراق الى حرب اهلية ذات نتائج كارثية على المنطقة برمتها .

 

ان تركيا العجوز المتصابية المستجدية لنظرة حب من دول الاتحاد الاوربي لن تكفيها  هذه الانجازات الديمقراطية المتواضعة - اذا جاز لنا تسميتها بذلك -  لاخفاء عيوبها وقبحها ... بل تحتاج الى طن من مساحيق التجميل وربما الى عمليات شد عديدة لتجميل وجهها امام المجتمع الدولي !  

        








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش