الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عالم بالشقلوب- ...أغنياء فقراء....!!!!

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 9 / 30
الحركة العمالية والنقابية


"عالم بالشقلوب":

أغنياء ....فقراء....!!!!

بقلم: جهاد عقل

• "العولمة السعيدة" تسعد فئة قليلة .
• عدد الاغنياء في العالم يرتفع وثروتهم تزيد بمبلغ 45 مليار دولار خلال عام.
• بالمقابل عدد فقراء العالم يزداد ، البطالة ترتفع ومستقبل سوق العمل ..بلا عمل .!
• 74 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر وملايين من العاطلين عن العمل .
• عالم العولمة أغرق عالمنا بالفساد والرشاوى ...والمستقبل بائس جدا.


عالم بالمقلوب


شاءت الصدف أن أقرأ وفي الفترة نفسها خبرين ، الاول يتناول تقرير مجلة "فوربس" بخصوص قائمة أغنياء العالم ، هذه القائمة تشمل أسماء ال 400 شخص الاغنى في العالم . أما الخبر الثاني فقد كان ملخص لدراسة اعدها مدير منظمة العمل العربية د. ابراهيم قويدر بخصوص اوضاع العمل والفقر في العالم العربي ، حيث يعيش 74 مليون عربي تحت خط الفقر ويشكلون جزءا كبيرا من فقراء العالم – عالمنا- عالم " العولمة السعيدة " .

اول ما خطر ببالي المقولة الشعبية " عالم بالشقلوب " وفيها نعبر عن غضبنا أو سخطنا من حدث ما ... نعم عالم مقلوب تماما ...عالم كل شيء يسير فيه بالعكس ، عالم يزداد فيه غنى الاغنياء في سنة واحدة بمبلغ 45 مليار دولار ، وهم 400 شخص فقط ، بينما يرتفع عدد الفقراء بالملايين ، حيث لا يجدون الاكل والمأوى ..نعم جياع ...هذا عدا عن ملايين العاطلين عن العمل ، الذين يزداد عددهم باطراد ودون وضع برامج لحل هذا المرض الاجتماعي – الاقتصادي المزمن والخطير .

هكذا اذن ، كل شيء يسير بالمقلوب ، لكن وللحقيقة نقول أن هذه الحالة التي نعيشها في ظل العولمة الوارفة الظلال ، عالم الرعب الاقتصادي اليومي ، هذا الوضع هو انعكاس لواقعنا المأساوي البائس ، لانه كلما ارتفع غنى الاغنياء وازدادت ارباحهم وثرواتهم ، كلما ارتفع عدد الفقراء وغيرهم ممن يواجهون آلام الفقر والبطالة . لان كمية الاموال التي تنتقل في الاقتصاديات العالمية هي نفس الكمية ، وكلما ارتفعت حصة طرف ممن يملكون هذه الاموال – الكمية - ، تقلصت حصة الطرف الآخر ، وهذا الطرف في حالتنا هو السواد الاعظم من سكان عالمنا أجمع ..... ارتفاع ثروة الاغنياء تعني ارتفاع في عدد الفقراء ....مما يعني اتساع شاسع في الفجوة القائمة ما بين الفقراء والاغنياء ...عالم تسيطر على ثرواته وخيراته قلة قليلة من الافراد يتفردون ويتحكمون في كل ما يتحرك فيه من أجل ضمان مصالحهم وزيادة ثرواتهم .


بيل غيتس الاغنى ...

تقرير مجلة "فوربس" هذا سيصدر كاملا في الحادي عشر من تشرين أول المقبل ، حيث ستنشر المجلة القائمة كاملة مع مبلغ ثروة كل واحد من أغنياء العالم ، ويتضح من المعلومات الاولية التي نشرت عن هذا التقرير ،أن بيل غيتس مؤسس شركة البرمجيات "مايكروسوفت " يقف على رأس قائمة أغنياء العالم للمرة الحادية عشرة على التوالي ، ليحظى بلقب " أغنى أغنياء العالم" مع ثروة تبلغ 48 مليار دولار ، أي بارتفاع 2 مليار دولار عن رأسماله في العام الماضي .، واحتل المكان الثاني الملياردير وارن بافيت بثروة تقدر بنحو 41 مليار دولار ..وبلغت القيمة الصافية لثروة أغنى 400 شخص في العالم تريليون دولار . أي ارتفاع بمبلغ 45 مليار دولار عن العام المقابل-الماضي . مجلة " فوربس" حاولت تفسير هذا الارتفاع في ثروة هؤلاء الاغنياء بانه يعود الى " تحسن اوضاع الاقتصاد العالمي .." . لكن لسان حال مئات الملايين من العمال الذين تتآكل القيمة الحقيقية لاجورهم ، بل تقلص باستمرار ومعهم مئات ملايين العاطلين عن العمل والفقراء يتساءل ويقول وبحق أين هو هذا التحسن يا ترى ؟؟؟ ونحن نعيش في ضائقة لا مثيل لها !!.


ربع العالم العربي تحت خط الفقر

الدراسة التي أعدها د ابراهيم قويدر ، مدير عام منظمة العمل العربية ، بخصوص واقع العمل والانتاج في الوطن العربي ، ومشكلة البطالة والفقر ، جعلته يبدي " قلقه وتشاؤمه " من هذا الواقع ، الذي " بات يهدد المجتمع العربي بكل مقوماته ."

يؤكد د. قويدر في دراسته هذه أن أكثر من ربع سكان العالم العربي يعيشون تحت خط الفقر (وماذا مع من يعيشون بمحاذاة هذا الخط) ، وأن كل مواطن خامس يقل دخله عن دولارين في اليوم . وأن 25% من القوى العاملة (رسميا) عاطلة عن العمل بينما تبلغ نسبة النساء من قوة العمل العربية 25% فقط " وهي أدنى نسبة حسب الاحصاءات العالمية ". والكارثة التي يحذر منها الباحث المسؤول ، والتي تهدد المجتمع العربي عامة عدم ايجاد فرص عمل جديدة ، حيث يحتاج العالم العربي الى توفير 3 ملايين فرصة عمل سنويا ، هذا لطالبي العمل الذين ينضمون الى سوق العمل كل سنة . لكن من أجل توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل اليوم هناك حاجة الى عدد كبير من فرص العمل هذه . خاصة وأن معظم طالبي العمل هم من جيل الشباب . يقترح د. قويدر على أصحاب القرار في العالم العربي أخذ زمام المبادرة فورا ورصد مبلغ 70 مليار دولار للاستثمار في مشاريع من أجل ايجاد فرص عمل وبذلك يتم توفير فرص عمل وتتقلص مساحة البطالة القائمة اليوم ، الى نسبة توازي النسبة القائمة في سوق العمل العالمي .

يقول قويدر أن هذا الاستثمار اذا ما توفر ، ربما يبدو للبعض أنه مبلغا كبيرا ، لكن اذا قارناه بالخسائر التي تعصف بالاقتصاديات العربية جراء انتشار ظاهرة البطالة ، نجد أن مثل هذا الاستثمار سيؤدي الى نهضة اقتصادية هامة . لان الخسائر السنوية لموازين الدول العربية نتيجة البطالة ، تبلغ 115 مليار دولار ، لذلك هناك حاجة ماسة للاسراع في الاستثمار في مشاريع تنتج فرص عمل ، والاستثمار ايضا في رفع مهارات القوى العاملة العربية ، حيث لا يعقل أن تقدر " انتاجية العامل العربي في القطاع الصناعي ب 800 دولار سنويا مقابل 60 الف دولار سنويا في المجتمعات الصناعية الكبرى .." كما أكد قويدر . هل ستجد صرخة مدير عام منظمة العمل العربية هذه آذانا صاغية ، لدى المسؤولين العرب في العالم العربي ، حيث نضم صرختنا – صوتنا له ، أم انها ستبقى مجرد دراسة مهنية – أكاديمية ، اعدها خبير عربي مرموق وضليع في عالم العمل العربي .؟؟؟؟ هذا التشخيص الدقيق لوضعية عالم العمل العربي بحاجة الى علاج فوري ، لان قضايا البطالة والفقر لا تعتبر مشكلة الفرد الذي يعاني منها ، بل هي مشكلة مجتمع كامل لان أبعادها تتعدى الضائقة الاقتصادية بل لها تأثير مباشر على مستقبل الشعوب العربية عامة وشعوب العالم عامة ...فهل من مجيب ؟؟.


تقرير مجلة " فوربس" عن أغنياء العالم ، ودراسة مدير عام منظمة العمل العربية ، يؤكدان لنا جميعا أن سياسة العولمة الاقتصادية ... ما هي الا سياسة نهب خيرات الشعوب ، لصالح فئة قليلة العدد، تسيطر بثرواتها على كل ما يتحرك في عالمنا هذا. وتسخر كل ما فيه من أجل رفع قيمة ثرواتها المالية والعقارية وغيرها ...ومن يدفع ثمن هذا الغنى ، هم شعوب العالم الذين تعيش الاكثرية الساحقه مهنم على دخل لا يتعدى الدولار أو الدولارين في اليوم. مما يؤدي الى تخبطهم في حياة الفقر والضائقة ..حياة المرض وفقدان اولادهم الحق بالتعليم والعيش الكريم ، لهذا علينا أن نتكاتف نحن كادحي هذه المعمورة وعمالها ومثقفيها من أجل مناهضة هذا الاستغلال والظلم ، من أجل توزيع عادل لثروات عالمنا هذا ، ووقف هذا المد العولمي للرأسمالية. الذي لا يتورع عن نبش النزاعات ، وتسخير الحروب ، خدمة لمصالحه التي تعني في المحصلة رفع قيمة ثروات الاغنياء. الذين يتحكمون بلا هواده في الحكام ، وبذلك تتشابك وتتراط مصالح الحكم والمال ليصل الوضع في كثير من الاحيان الى الغوص في عالم الرشاوى والفساد .. خدمة لهذه المصالح ، ومن يدفع الثمن في النهاية ؟؟ شعوب العالم جمعاء .قلنا في البداية "عالم بالشقلوب " ..لكن وحدتنا ونضالنا المتواصل سيعيدان الامور الى طبيعتها ونصابها وفقا لقاعدة الحياة التي تناقض وتنبذ في النهاية كل ما هو شاذ وما يسير " بالشقلوب ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب كلية لندن للاقتصاد يعتصمون لمقاطعة الشركات الإسرائيلية


.. الوزيرة هالة السعيد: 80% من القوى العاملة في مصر بيشغلها الق




.. رسالة تحذير وراء إضراب الأطباء قبل أيام من الانتخابات البريط


.. لماذا ترتفع معدلات البطالة في صفوف الشباب؟




.. فلسطينيون يشيعون ثلاثة من عمال الدفاع المدني قتلوا في غارة إ