الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس: هُبُّوا إلى السماء، هُبُّوا إلى المجالس!

أنور نجم الدين

2011 / 1 / 15
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


هُبُّوا إلى السماء! هُبُّوا إلى الإدارة المجالسية! فقد أصبحت الدولة الآن عاجزة كليًّا عن فرض سلطتها على المجتمع، فالسلطة لا شيء إزاء الكفاح البطولي والقوى المجتمع المتحدة، والآن آن الأوان للانتقال إلى توحيد السكان في المدن والأرياف في إدارة مجالسية، فحسب كل التجارب السابقة والحاضرة، لا يمكن تحقيق الانتصارات دون إنشاء إدارة مجالسية في كل مكان، وفي كل المجالات المختلفة اعتبارًا من مجالس الجامعات والمدارس، ومرورًا بمجالس المؤسسات والمعامل والمزارع، وانتهاءً بمجالس الجنود.
فالسلطة ليست سوى ماكينة الإرهاب، والاضطهاد، أما المجتمع بحاجة إلى إدارة اجتماعية للسهر على مصالحه المشتركة، وإنه ليس بحاجة إلى الأسياد بل إلى خادم له، فساسة السياسيين وأحزابهم يكونون منعزلين عن المجتمع، ويحاولون السيطرة على السلطة بالتناوب، ويكافئون قاداتهم الحزبية وكوادرهم المتقدمة بالمناصب الرابحة واللصوصية إزاء حرمان أكثرية المجتمع من الثروات الوطنية، فالسياسيون يقومون دائمًا باستغلال سلطة الدولة لتحقيق غاياتهم الفاسدة، ونهب المجتمع، وسلب طبقة الفقراء.

فهبوا إلى السماء! هبوا إلى توحيد المجتمع في إدارات مجالسية، فيجب أن يقوم المجتمع بنفسه بانتخاب كل الوظائف الإدارية، والتعليمية، والقضائية، والبلدية، والإنتاجية الخاضعة للنقض في أي وقت كان.
هكذا يقيم المجتمع حاجزًا أمينًا أمام تسابق السياسيين إلى مناصبهم الرابحة، هكذا يقوم المجتمع بأخذ زمام الأمور في يَدَيْه، فالمصالح المشتركة العائدة إلى كل فرد من أفراد المجتمع لا يمكن تحقيقها دون مشاركة كل فرد في إدارة المجتمع.

هبوا إلى السماء! فلا داعي الآن لمجابهة خاتمة محزنة، إن أصواتكم لها صدى بعيد في عمق العالم، حيث إنها تتشبث بجذور عميقة للفقر في تونس والعالم أجمع. فكل محاولة تقوم بها السلطة الآن لا تعبر إلا عن حرب انتحارية تستهدف إنقاذ جلد الحكام، وإنها لا يمكنها أن تقاوم روحكم الثورية.

وانتقلت الآن ثورتكم من شرارة إلى بؤرة ثورية في المنطقة كلها، وبفضل هذه الروح الثورية سوف تهب رياح الثورة في كل مكان.

هبوا إلى السماء! هبوا إلى إقامة إدارات مجالسية على مستوى المجتمع كله، فالإدارة المجالسية تعني أخذ زمام الأمور في أيدي المجتمع، تعني تنظيم حركة الجماهير وتوجيهها في مجرى واحد، وحماية هذه الحركة العظيمة من كل صبغة حزبية وسياسية وأيديولوجية.

نعيش معكم كل ساعة، كل دقيقة، وكل لحظة من اللحظات التي تجابهون فيها قوى الدولة الوحشية الهدامة.

فلتعش حركة التونس!
لتعش الإدارة المجالسية!
Email: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا