الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولىّ وقت الصمت .. وعلت الاصوات المطالبة بالحرية

اكرام الراوي

2011 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


في سابقة فريدة من نوعها , انطلقت الاصوات بعد خرس دام لاكثر من عقدين في تونس على الظلم والاستبداد والدكتاتورية , فاذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر , ولكن هذه المرة ليس القدر من اطاح بدكتاتور عربي جديد ورفع قبضة الظلم والاستبداد عن مجموعة من الشعب العربي , فما قام به الشعب التونسي يستحق الفخر والاحترام , وبالرغم من ان الامر استغرق طويلا" للتصدي للاستبداد والظلم والقمع , الا انه حدث , وبالرغم من سقوط ضحايا , وللاسف ولكن حقق الشعب التونسي مبتغاه وازاح صخرة الظلم وقال لا وبكل شجاعة للمستبد , وكما في كل ثورات التحرر في العالم فلابد من ثمن للحرية وضحايا تقدم من اجل الحرية.
المدهش والمثير للغرابة , هو انطلاق مسيرات احتجاجية ضد موجة ارتفاع الاسعار وسوء الاوضاع الاقتصادية في الاردن , انه لامر مثير ومضحك في نفس الوقت , فهل كان الشعب الاردني الذي عاش لسنوات طويلة من الفقر والحرمان وسوء الاوضاع الاقتصادية , هل كان بحاجة لتشجيع من شعب اخر ليحتج ويستنكر ويقول لا ويخرج من دائرة الصمت الجبان والمخيف الذي يعيشه الشعب العربي في كل مكان ؟ ولماذا الان ينطق ويحتج؟
الشعب التونسي هو نموذج واضح وحي للانسان العربي الذي يولد وينمو ويكبر تحت سلطة الظلم والقمع والاستبداد والحرمان, وبالرغم من الطاقات الهائلة التي يتمتع بها هذا الشعب الا انه وللاسف واقع تحت رحمة ليس من خلقه بل تحت رحمة اوغاد من الحكام الذين يمثلون جميعهم حتى من يبدو انه جيدا" وملاكا" يمثلون صورة لعملة واحدة , تشترك في القمع والاستبداد واذلال الشعب العربي.
لقد كان ومازال الشعب التونسي واحدا" من اكثر شعوب العرب رقيا" ثقافيا" واجتماعيا" واخلاقيا" , ظل لعقود طويلة ينعم بحرية التعبير والديمقراطية ويمثل نموذجا" رائعا لمجتمع متحضر بكل المقاييس بالرغم من نسبة الفقر الكبيرة في هذا البلد وقلة موارده الاقتصادية , كما يتمتع بروح قومية وعربية عالية وراقية جدا" , روح لا تعرف التعصب او الانغلاق روح منفتحة على العالم وثقافات الاخر . لكن المثير لما حدث في تونس انه لم يكن بالحسبان ان تظاهرة سلمية احتجاجية على اجراءات رفع اسعار السلع الضرورية والتي تمثل ظاهرة عالمية الان بسبب الازمة الاقتصادية العالمية , لم يكن بالحسبان ان تكون تلك التظاهرة هي بداية لثورة شعبية ضد الظلم والدكتاتورية .
ترى هل كان الشعب التونسي او الاردني او اي مجموعة اخرى من الشعب العربي في اية بقعة في بلاد العرب بحاجة الى ما حدث في العراق بالرغم من ان العراقيين لم يثوروا ضد الدكتاتورية ولم يجرأو ان يفعلوا, ان يكون دافعا لانطلاق الاصوات المطالبة بالحرية والديمقراطية ؟ بلا شك ان هرب رئيس تونس بالرغم من انه سلوك جبان الا انه كان سلوكا" ذكيا" فهو لايريد ان يعلق بحبل مشنقة او يرمى بالرصاص من قبل جندي امريكي او فرنسي او بريطاني , وتسجل الحادثة ضد الشعب التونسي , تحت بند الدفاع عن الحرية ومن اجل الحصول على الديمقراطية كما حصل في العراق .
ان ما حدث في تونس بالرغم من انه سيسجله التاريخ بحروف من ذهب بحق هذا الشعب الرائع الذي لم يرضى ان يعيش الى الابد تحت وطأة الاستبداد والقهر , يمثل اشارة انذار لكل الحكام العرب المستبدين الذين لايرغبون بالتخلي عن مناصبهم وكراسيهم التي تعفنت لطول جلوسهم عليها وقادوا ومازلوا يقودون الشعب العربي الى اليأس والضياع.
تحية للشعب التونسي الرائع , وقلوبنا معه ودعوتنا له ان يتحلى بالسيطرة والصبر وحسن التصرف والتماسك من اجل اجتياز هذه المرحلة والحصول على حياة كريمة مزدهرة و ينعم بالديمقراطية والنمو والازدهار.
لاهاي/هولنده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت التعبير
نادية الراوي ( 2011 / 1 / 17 - 18:14 )
ان ماحدث في تونس هو شجاعة شعبه لتحديه الصعاب دون خسارة الارواح او دخول اي محتل لبلدهم لوحصل في العراق هكذا لما نحن عليه اليوم من سلب ونهب بثروات العراق وخياراتها هناك من امتلاء حتى التخمة وهناك من جاع حتى الموت فهنيا لهم الرئيس الجديد ولشعب بطل قالة بصوت عالي لالالالالا

اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا