الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لانه كان محايدا .. الجيش التونسي احدث الفارق

جمال الخرسان

2011 / 1 / 16
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بين السابع عشر من كانون الاول من عام 2010 وهو اليوم الذي احرق فيه الشاب التونسي نفسه في مدينة بوزيد وبين الرابع عشر من كانون الثاني من العام الحالي وهو ذات اليوم الذي نفذ فيه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بجلده.. بين هذين التأريخين ليس الا ثمة مساحة زمنية لاتتجاوز شهرا واحدا لكنها كانت كفيلة في مفاجئة الجميع بالاصرار على التظاهر ورفع سقف المطالب للمتظاهرين من المطالبة بفرص عمل وعيش كريم الى المطالبة باستقالة زين العابدين بن علي رغم ان ذلك المطلب قد لا يبدو منطقيا في تصور الكثيرين نتيجة لما يعرف عن بطش الانظمة العربية تجاه العدو والصديق.
ان ثورات الجياع وافواج العاطلين عن العمل والمودعين في مدن الحرمان يمثل اخطر انواع الثورات في العالم، لانه يضعك في مواجهة مع جماعات بشرية ليس لديها ما تخسره على الاطلاق! ولهذا تفاعلت الجماعات والمدن واحدة مع الاخرى مما اعطى ايضا متنفسا من الحراك للمكبوتين سياسيا الذين وجدوا ضالتهم في هذا التحرك الشعبي المؤثر ذلك ما عقد الامور بالنسبة للنظام التونسي واجبره على اتخاذ قرارات فيما يتعلق بقوى وزارة الداخلية واقالة وزيرها، ثم تعطيل التعليم، وكذلك دعوة الجيش التونسي لحسم الامور لكن هذا الاخير اكتفى بحماية دوائر الدولة السيادية والسفارات وما شابه ذلك ولم يضع نفسه في مواجهة ابناء شعبه وهذا ما يمثل الانعطافة ونقطة التحول في نجاح هذه الثورة الجماهيرية وبث روح الامل فيها، بعكس ما حصل في ثورات اخرى مشابهة في المنطقة ومنها على سبيل المثال ما حصل في مرات كثيرة في العراق وخصوصا ثورة اذار عام 1991 حينما بطش الجيش وفتك بالمتظاهرين العراقيين بقسوة منقطعة النظير فقط من اجل عيون الحاكم المستبد!
كان الجيش التونسي لايقمع المحتجين ليس ذلك فقط بل يحميهم في بعض المرات من قمع الاجهزة الامنية وهناك تقارير تحدثت عن اقالات في هرم المؤسسة العسكرية وكذلك غضب الرئيس التونسي من قيادات الجيش نتيجة لاكتفائها بدور المتفرج تجاه المتظاهرين! الجيش لم يقم بانقلاب عسكري ولكنه بحياديته احدث الفارق المهم جدا في الثورة التونسية وهذه واحدة من الدروس النموذجية بالنسبة للجيوش العربية فيما يتعلق بالشرف العسكري الذي سمعنا عنه كثيرا دون ان نلمسه في يوم من الايام.
الجيوش تؤهل وتجهز وتعد من اجل حماية البلدان من الاخطار الخارجية كما انها الى جنب ذلك تتحسب لتطورات اخرى غير متوقعة خصوصا بالنسبة للكوارث الطبيعية هنا ايضا يأتي دور الجيش في عمليات الانقاذ،
وبالاضافة الى جميع ما تقدم تقوم بعض الجيوش بدور حفظ السلام من خلال المشاركة ضمن الفرق الدولية التابعة للامم المتحدة.
نتوق كثيرا الى ذلك اليوم الذي تصبح فيه مهمة الجيش في منطقتنا هي القيام بحماية البلاد من أي عدوان خارجي والمشاركة في عمليات الإنقاذ عند وقوع الكوارث بعيدا عن الانشغال بهموم السياسة واحلام الانقلابات العسكرية التي تراود بعض الجنرالات .. حينذاك يعرف الدكتاتور انه اضعف مما يتصور! وتونس شاهد على ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جورجيا: آلاف المحتجين في تبليسي ضد مشروع قانون -التأثير الأج


.. اشتباكات قوية بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في مخ




.. كلمات عبد الرحمن بلكادة ويوسف الريسوني وعبد الله مسداد في ا


.. كلمات مصطفى البراهمي و فؤاد هراجا وبوكرين عبد النبي في المهر




.. بعد نحو عقد من حكم الانفصالين للإقليم.. الاشتراكيون يفوزون ف