الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحييك يا شعب تونس.. أعدت لي أملي

أحمد بسمار

2011 / 1 / 16
حقوق الانسان


أحييك يا شعب تـونـس. يا شعب الحياة. يا من أثبت للعالم كله أن الحياة وقفة عــز. ومهما طال الزمن وتقوقعت الديكتاتوريات العربية والإسلامية, ومن أرادوا أن يحكمونا مع أبنائهم وعائلاتهم وحاشياتهم وخصيانهم إلى الأبد, ليعرفوا أن للشعوب إرادة, مهما طغيتم عليها, ومهما هددتها وخوفتها مخابراتكم الرهيبة وعسكركم المجهزة بكل أدوات التعذيب والتخويف وقلع الأظافر وماكينات الكهرباء. لهذه الشعوب ذاكرة وإرادة. لن يحميكم عسكركم, ولم نعد نأبه لمشايخكم ـ شركائكم الذين أمرونا عقودا طويلة أن نطيع أولي الأمر منا. لأنكم مثلهم وهم مثلكم فاسدون..فاسدون حتى العظم. علمنا شعب تونس المناضل كيف نغيركم. علمنا شعب تونس كيف نرحلكم. علمنا شعب تونس كيف نتخلص منكم ومن أنظمتكم أبدا. وفي المرات القادمة, لن نترك لكم المجال أن تريقوا قطرة دم واحدة من شبابنا. لأن الخوف سوف يغير اتجاهه. سوف يغير قوته. وستصبحون أنتم الخائفين. ستصبحون أنتم المهاجرين. ولن تنفعكم الثروات الطائلة التي سرقتوها من عرق جبيننا عبر سنين طويلة. لن تفيدكم لشراء مأوى أو مخبأ في أية زاوية مهجورة من العالم. تصوروا زين العابدين لم يجد أي ملجأ سوى في المملكة الوهابية..تصوروا في المملكة الوهابية.. بعد كل منفخاته ورفاهياته وزعاماته وطغيانه وجبروته وجبروت حرمه المصون..انتهيا في مملكة الحجاب والنقاب والمطاوعين والحرمان.
درس رهيب لكل حكام العرب . درس مشجع لجميع شعوبنا الخانعة, لشعوبنا المنبطحة المخدرة من سنين طويلة حزينة يائسة بالرعب والغيبيات الدينية.
أحييك يا شعب تونس, لأنك أعدت لي الأمل بعد يأس قاتل يدوم من سنين متعبة طويلة. يأس وموت قاتل, ظننت أنه دائم لن يتغير. أعدت لي الأمل. أعدت لي روح الانتفاضة من جديد. أعدت لي شبابي الذي قهره الصمت والذل والخوف, حتى أصبحت كهلا في مستهل الشباب. لأنني عشت بين شعب منبطح نائم جائع خائف. واليوم يا شعب تونس, يا بطل العلمانية الحقيقية والانتفاضة الأصيلة التي أطاحت بأشرس الحكام, اعدت لي الأمل.. نعم أعدت لي الأمل. ومن شدة فرحي وفورتي, أخاف عليك. أخاف أن تنقض عليك الذئاب الجائعة من جديد, فيعود إليك العسكر, ويعود تجار الغيبيات والجهاد المزيف.
أعرف أنك أقوى من القدر. أقوى من الوعود العسلية المسمومة. أقوى من الخطابات الخشبية المملوءة بالآيات والتراتيل المخدرة.
يا شعب تونس. فتحت لنا طريق الحرية. أنت تستحق الأولوية في هذا السباق البطولي المميز. سوف ترى انهيار قطع الدومينو السياسي في كافة البلاد العربية. وسوف تنهار الأصنام التي تحكمنا من يوم ما سميناه استقلال البلد حتى اليوم.
يا شعب تونس... يا أبطال الحرية في تونس أبقوا في الشارع, حتى تثبت جميع مبادئ التحرير. لا في بلدكم وحدها.. ولكن في جميع بلاد المشرق والمغرب, حيث غابت شمس الحرية وحقوق الإنسان من عقود طويلة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله عليك
مكسيم العربي من ليون ( 2011 / 1 / 16 - 09:50 )
الله عليك يا أحمد,,,نتمنى أن تستيقظ جميع الشعوب,,,كلامك جميل يا أحمد,,,أنا متل شعب تونس رجعلي الأمل,,,تابع بالكتابة فالقلم أشد فتكاً من الرصاص


2 - شكرا لك والف شكر
سارة حامد ( 2011 / 1 / 16 - 10:20 )
ولعلمك لقد بدات التراتيل واقراء تصريحات راشد الغنوشي
يطلب ان تعطى الفرصة للاسلاميين
وهكذا نرجع لمربع اخر اشرس
يسود فيه ظلام الدولة الدينية


3 - ضرورة الحفاظ على هذا الانتصار
عبد القادر أنيس ( 2011 / 1 / 16 - 10:51 )
يستحق الشعب التونسي كل الإكبار والإجلال على هذه المأثرة العظيمة النادرة في تاريخ الشعوب. مع ذلك أخي أحمد لا بد أن نقول اليوم إن هناك عقبات كبيرة مازالت تقف في طريقه لتحقيق النصر الحقيقي المتمثل في إقامة دولة وطنية ديمقراطية علمانية حديثة.
هناك النظام القائم الذي مازال يخاتل لكي يلتف على هذا الانتصار ويحوله لصالحه أو على الأقل الحيلولة دون محاسبة حقيقية وديمقراطية لكل الذين استغلوا البلاد للإثراء والقمع والعمل على تقسيم الصفوف.
وهناك الخطر الأصولي المتجذر في أوساط الشعب والذي سوف يعرقل لا محالة المسيرة الديمقراطية وخاصة العلمانية التي لا غنى عنها لأي توجه ديمقراطية.
طبعا، قد نقول إن شعبا تمكن من هزيمة نظام استبدادي قوي هو قادر على الدفاع عن نفسه، ولكن التجارب النضالية الشعبية عبر التاريخ بينت لنا أن إمكانيات الخيانة والانتهازية والتراجع ممكنة. في الجزائر ضحى الشعب بأكثر من مليون من أبنائه للتحرر ومع ذلك فسرعان ما صودر هذا الانتصار لصالح الشطار وأقاموا الاستبداد وأفلسوا البلاد. وهذا ما يجب أن يجري تذكير الشعوب به دائما لإفشال كل المغامرات الوهمية.
خالص تحياتي


4 - أول رد
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 1 / 16 - 11:43 )

إلى السيد مكسيم العربي
السيدة سارة حامد
الأستاذ عبد القادر أنيس
بعد كتاباتي اليائسة, ها أنا أولد من جديد وأبحث عن أمل... الانتفاضة التونسية, رغم صعوبات ولادتها اليوم, تعطينا درسا جديدا لم نكن ننتظره, ألا شيء مستحيل في بلاد المشرق والمغرب. وأننا نستطيع أن نحيا بعزة وكرامة, كبقية شعوب العالم المتحضر...ولكن... حذرا.. حذرا من الحيتان.. ومن الحيتان المحترفين بخطاباتهم الدينية ومن وعودهم أن الأفضل والمطر سوف يأتيان من السماء...
مع كل شكري ومودتي وتحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


5 - مبروك تفاؤلكَ
رعد الحافظ ( 2011 / 1 / 16 - 14:18 )
مبروكَ لكَ عودة الأمل أيّها الصديق الفولتيري المحترم
ومبروك لشعب تونس خلاصهِ من محنتهِ , عسى أن تستقر الأمور على خير البلد والشعب بعيداً عن تسلّط الإسلاميين كراشد الغنوشي وأمثالهِ وعن الماركسيين المؤدلجين أيضاً فهم في الهمّ سواء
أتمنى حصول إنتخابات ديمقراطية شعبية بمراقبة غربية نزيهة
التغيير قادم أخي في عموم المنطقة كما تنبأت إفتتاحية التايمس اللندنية أمس
طوفان الديمقراطية سيكتسح أسوار الغلاة والمتزمتين والدكتاتورية بأنواعها أيضاً
ألم أقل لكَ .. لولا تتفائل قليلاً وتثق بما يفعلهُ النت بإرادة الشعوب ؟


6 - لهذه الشعوب ذاكرة وإرادة
مريم نجمه ( 2011 / 1 / 16 - 16:03 )
تحية للأستاذ أحمد وتهاني مشتركة بهذا النصر التونس الأولي
ما تزال دوائر الفرح ومهرجانات التعبير الشعبي العارم الذي غطّى منطقتنا والعالم بالحدث التاريخي التونسي الثوري الذي كسر وتجاوز جدران الخوف تغمر شبابنا وشاباتنا بالحماس وإرادة التغيير , ما عدا القذافي والأسد والبقية وحاشيتهم قد لبسوا السواد وأرسلوا فرق الموت للدفاع عن رفيق الصف الساقط في الإمتحان الشعبي التونسي ,, فهل يحلموا بإعادة التلميذ الهارب بكل أسلابه أم تخفيفا عن خوفهم لمصير قريب !؟
من يتمسّك بالحق فالحق يحرره يا أخي أحمد.. وشكراً لمقالك القيم وإلى أخبار سارة جديدة كلنا أمل يا صديقنا العزيز ..
محبة وتقدير


7 - تحيه
مؤيد عبدالأئمه سعيد ( 2011 / 1 / 16 - 16:29 )
تحيه للأستاذ أحمد بسمار على هذه المقاله الرائعه التي تبشر بالخير وبمناسبة القضاء على الديكتاتور والطاغيه في تونس يسرني أن أتقدم لأبناء الشعب التونسي
لعظيم بالتهنئه من الأعماق على هذا الأنجاز الوطني الكبير متمنيا أن تحمل الأيام لكم يا أبناء تونس كل ما هو مفرح وجميل وخيير وبما يحقق طموحاتكم الخيره على الأصعده كافه وفي مقدمها استقرار تونس وعيش التونسيون بتفاهم وتلاحم وتآخي وانسجام والوقوف سدا منيعا ضد محاولات قوى الظلام للأنتقاص من هذه الثوره الشعبيه كما حدث لثورة 14 تموز في العراق بقيدة الشهيد عبدالكريم قاسم فتكالبت عليه الأنياب من كل مكان وأرجعت العراق الى عهود الأستبداد والطغيان
كما آمل من بقية الشعوب العربيه أن تقتدي بنضال وبطولات الشعب التونسي الجبار وتنتفض ضد بقية الحكومات الرجعيه الظالمه والحكام الذين يعاملون شعوبهم بأقسى أنواع التعذيب ويتوارثون الحكم وكأن البلدان املاك طابو مسجله بأسمائهم وعوائلهم
ان انتصار الشعب التونسي هو انتصار لكل الشعوب المضطهدة القابعه تحت الديكتاتوريات البغيظة وان غدا لناظره قريب


8 - لا أمل
فادي يوسف الجبلي ( 2011 / 1 / 16 - 17:18 )
لا تتفاؤلوا كثيرا فسيناريو تونس اليوم لا يختلف كثيرا عن مشهد ايران في 1979


9 - انها الفرصة الأخيرة
ميس اومازيــغ ( 2011 / 1 / 16 - 17:27 )
يا استاذ احمد تقبل تحياتي/ان الصياد التونسي السديد التصويب قد اصاب الهدف لكن الطريدة انقضت عليها الوحوش المفترسة منها من الف اكل ما اصطاده غيره ممثلا في زبانية المطرود المطارد ومنها من يقترب محاولا الحصول على نصيب وهو كما تعلم كثير الصياح ولا يتقن سوى الصياح بينما ينتضر اليساري العلماني الدموقراطي ان تطالبه بالأقتراب. فلاهو اطر ابناء الشعب التونسي في ثورته ولا هو وقف لتمثيله لطرد الحيوانات الختلفة التي تريد الأنقظاظ على طريدته.انها الفرصة الأخيرة لوضع قاطرة الديموقراطية على السكة ليس فقط في تونس الشقيقة وانما في باقي اقطار الضباب والظلام.لقد ابان الشعب التونسي على المساواة التامة بين افراده فلينقظ الديموقراطيون العلمانيون لحماية الطريدة وارجاعها لأبناء تونس وتوزيعها بالتساوي.


10 - آخـر رد هذا المساء
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 1 / 16 - 20:12 )
إلى السيدات والسادة
رعد الحافظ
مريم نجمة
مؤيد سعيد
فادي الجبلي
ميس أومازيغ
وجميع المتفائلين والمتشائمين والمنتظرين والمتربصين.
القافلة انطلقت, والانتفاضة التونسية انفجرت, والأيام لا تمشي إلى الخلف. الشعب التونسي شعب واع رغم جراحه التي سـبـبـتـهـا الذئاب الفارة, والذئاب المتربصة. ولن يترك أحرار تونس عودة التاريخ إلى الخلف, كما أنه لن يترك الفرصة لدعاة التعصب والتحجر الطالباني للاستيلاء على انتفاضتهم وتجربتهم الديمقراطية. وشعب تونس لن يقع في مطبات المآسي العراقية.. وتونس لن تتحول أبدا إلى تونغستان!!!...تحيا تونس.. وليحيا شعب تونس.
شكري لكم جميعا, لا حدود له كمحبتي وصداقتي وولائي.
مع أصدف تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة





11 - تذكروا ايران 79 و لتكن درسا للشعب التونسي
رفاه سالم ( 2011 / 1 / 16 - 20:47 )
مبروك للشعب التونسي اسقاطه للصنم و لكن حذار حذار من المؤامرات على الثورة لتحويلها الى نموذج ثاني من الثورة الايرانية
الغرب ليس ضمانة لاقامة انتخابات نزيهة فمن الغرب حملت الطائرة الفرنسية الخميني و اوصلته الى طهران للانقضاض على الثورة و ابتلاعها و بدلا من اخراج ايران من ظلام الشاهنشاهية دخلت ظلام القرون الوسطى و بدلا من ان تتحول من شرطي الامبريالية في الخليج الى عنصر سلام و تآخي بقيت بل صارت العن مما كانت فقد اصبحت مصدر خطر و نزاعات اقليمية مستمرة

اخر الافلام

.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين


.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري




.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين


.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!




.. ”قرار تاريخي“.. القضاء الفرنسي يصادق على مذكرة اعتقال بشار ا