الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث تونس رسالة للحكام الآخرين !!

عبد الرزاق السويراوي

2011 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


أكبر كذبة مارسها ويمارسها معنا الساسة العرب ممن يمسكون بزمام الحكم بقبضة الإستبداد السلطوي , هي كذبة إرتداء ثوب الديمقراطية المزيفة , فلعقود خلتْ ولحد الآن , ما زلنا كشعب عربي , نلوك حنظل هذه الديمقراطية المزيفة , فما من حاكم عربي يتربع على كرسي الحكم , إلاّ ويعض على نواجذه وبيده صولجان النار والحديد ليبقى في دفة الحكم ما شاء له تبعا لقوة قبضته الحديدية , يصول ويجول في مصير شعبه ومقدّراته , فيذيقهم سياط ديمقراطيته السمجة , فتُكمُ أفواه, وتمتلؤ دهاليز المعتقلات ,وتنصب , بل هي منصوبة على الدوام أعواد المشانق وتحزّ رقاب كل منْ تسوّل له نفسه ويطالب الحاكم وزبانيته بأبسط الحقوق , والمفارقة الكبرى أنّ هؤلاء الحكام , يصرفون جزءًكبيراً من ثروة شعبهم على شراء أجهزة التعذيب وتدريب الآلاف في الخارج من الكوادر على كيفية إستعمالها , كل ذلك وشعار الديمقراطية علم يرفرف في فضاءاتهم الزائفة و ناهيك عمّا يصادر من ثروة الشعب لتودع في البنوك الأجنبية , وفي قبال مصادرة هذه الأموال ,فهناك مصادرة إخرى يقوم بها هؤلاء الحكام , هي مُصادرة حريته , وما على الشعب , إلاّ أنْ يصفّق لقائده الضرورة , حتى وإنْ لم يطاوعه قلبه على هذا التصفيق لحاكمه , فأن بإمكان سلطة هذا الحاكم أنْ تسْتورد أجهزة خاصة بناء على طلبه ,يمكن شدّها على معاصم الشعب فتصفق آلياًً دون رضا نفوس أصحابها , في حين أن هذه الأموال , وما أحوج الشعب لها , لو صُرفتْ عليهم وبما يوفر لهم بعضاً من ضرورات الحياة , لما إضطر هؤلاء دعاة الديمقراطية الكاذبة لإستعمال العنف ضد شعوبهم .والأعجب من كل ذلك أن المتشدقين بهذه الديمقراطية , أصابتْ معظمهم , عدوى كذبة إنتخابهم رؤساء مدى الحياة , وكأنّ نساء العرب أصابها العقم , منْ أنْ تلِدَ أناساً , وما أكثرهم , لهم المؤهلات التي تمكّنهم من إدارة الحكم بعيداً عن منطق العنف والإستبداد .
والآن هل يمكننا أنْ نتوقع بعد الذي جري في تونس , أنْ يشكّل الشرارة التي قد تعطي الضوء الأخضر في أماكن أخرى , ليس بالضرورة أنْ تقتصر ً في الوطن العربي دون سواه من الشعوب الأخرى ؟؟ لتتهاوى تلك الكراسي التي تهرأتْ بفعل تقادم الزمن عليها .
وأنا أكتب هذه السطور , إسْتحضرتْ ذاكرتي التي أتعبتها شعارات الديمقراطية المزيفة ,موافقة حاكم ليبيا معمر القذافي العاجلة والمفاجئة ,بحسم موضوع قضية لوكربي الشهيرة وقبوله بدفع التعويضات التي فُرضتْ عليه , وكان الدافع الذي جعل القذافي يتخلى كليّاً عن تعنته في هذه القضية , هو بالتأكيد سقوط أعتى حاكم إستبدادي عرفه تاريخنا الحديث في العراق عام 2003 . والآن يطرح هذا التساؤل نفسه بخصوص ما جرى ويجري في تونس : هل سيستيقظ البعض من الحكام من نومة الغافلين , ويستلم تردد إشارات ما حدث في تونس ويفعّلها مع ترددات آلية إدارة حكمه الحديدي ؟؟ نترك الأجابة طبعاً للقابل من الزمن , فهو الكفيل بإيضاح ما هو مبهم علينا في وقتنا الحاضر , ولكن الذي يجب التأكيد عليه كحقيقة حتمية , أنّ إرادة الشعوب , هي الفيصل الذي يضع الأموردائماً في نصابها الصحيح , طال الزمن أمْ قصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا