الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شالوم (7) שלום

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2011 / 1 / 16
الادب والفن


( حانوت يوسف )
يقف يوسف أمام مرسمه ، متأملاً لوحة زيتية لصقر جارح يقف على تلالٍ شاهقة ، يدخل شالوم بثياب المدرسة ، حاملاً بيده اليمنى حقيبته الدراسية وفي اليسرى زجاجة ماء
شالوم ( يخطو باتجاه المرسم ) : عمت مساء .
يوسف ( يلتفت بحركة سريعة تنم عن ارتباك ) : شالوم ( يتنهد ) آه .. هذا أنت .
شالوم ( مستغرباً ) : أجل .. هذا أنا .
يوسف ( باسماً ) : أهلاً بك .. ( يذرع باتجاه شالوم ) .
شالوم ( يجوس ببصره متأملاً الحانوت ) .
يوسف ( يربت على كتف شالوم ) : كيف حالك أيها المشاغب ؟.
شالوم : من أي ناحيةٍ ؟.
يوسف ( يجلس على مقعد خشبي أمام طاولة مستطيلة ) : من جميع النواحي ( يصمت برهة ومن ثم يقهقه ) هه .. هه .. هه وهل هناك ناحية من دون أخرى ؟.
شالوم ( يجلس مستنكراً ) : أجل .. حالي مع أبي وأمي بألف خير ، أما حالي في المدرسة ، فليست على ما يرام .
يوسف ( يسكب الخمر في قدح مذهب ) : ولماذا ؟ ( يرشف ) هذا يعني أنك مقصر في دروسك ، أليس كذلك ؟.
شالوم ( مستنكراً ) : كلا .. كلا لست مقصراً في دروسي على الإطلاق ، تقديري كان ممتازاً بشهادة زملائي في الدراسة .
يوسف : ما المشكلة إذن ؟.
شالوم ( يرشف الماء من الزجاجة ) : المشكلة .. ( يصمت برهة ) المشكلة في مزاج رفاقي الذين يصدقون كل ما يقوله لنا المدرسون عن الحرب ، دون أن يفكروا في عواقب ما يسمعون .
يوسف ( يرشف ) : وماذا يقولون لكم ؟.
شالوم : يقولون أشياء لا تصدق بالعقل ، وفوق ذلك يريدون منا تصديقها دون أن نراها بأعيننا .
يوسف ( بصبر نافد ) : أشياء لا تصدق ، ما هي هذه الأشياء ؟.
شالوم ( بثقة ) : أشياء تخصنا وتخص العرب ، فمرة يقولون لنا إننا أقوى من كل العرب ، ومرة أخرى يقولون إن العرب خطيرون جداً على أمننا ووجودنا .
يوسف ( يشعل سيجاره ) : هذا هو الواقع .
شالوم : واقع .. أي واقع ؟.
يوسف : واقع أننا أقوى من العرب .
شالوم : وما الدليل على ذلك ؟ أبي يقول إن حرب الغفران كانت لصالح العرب ، فكيف نكون الأقوى ؟.
يوسف ( بثقة ) : نحن الأقوى دائماً ، بشرط ألا تقصر أنت ورفاقك في خدمة دولة إسرائيل .
شالوم : وكيف نخدمها ؟.
يوسف ( يضرب على الطاولة بمقبضه ) : في جيش الدفاع .
شالوم : إذا كنا أقوى من العرب ، فلماذا يطلب منا أن نكون في حالة استنفار دائم ؟.
يوسف ( ينفث دخان سيجاره ) : لأن العرب ، ورغم ضعفهم ، فإن طرفهم تجاهنا ليس آمناً ولا مأموناً .
شالوم ( يتنهد ) : هكذا إذن ( يصمت برهة ) لكن أمي تردد دائماً على مسمعي أننا والعرب أبناء عمومة ومن جد واحد ، فلماذا نخاف منهم ويخافون منا ؟.
يوسف ( مغتاظاً ) : والدتك غارقة في أحلام الماضي وأوهام المستقبل .. دعك من كلامها .
شالوم ( يفرك رأسه بكفه ) : أرى أن كلامك هذا يتطابق مع كلام المدرسين .
يوسف ( يومئ برأسه ) : بلى ( مزهواً ) لأنه الكلام الصحيح ولا ينقصه أي دليل أو برهان .
شالوم : حسناً .. دعني أسألك إذن أيهما تحب أكثر ، السلام أم الحرب ؟.
يوسف ( مقهقها ) : هه.. هه.. هه ، كم أنت ولد شقي ؟.
( صمت قصير )
شالوم ( يحدق بعيني يوسف وسط حالة من الذهول )
يوسف ( ممتعضاً ) : الأولاد الذين هم في عمرك لا يجرؤون على طرح أسألتك ، ومع ذلك سأقول في قرارة نفسي ، أسألتك هذه ليست نتاج تربية أمك الافتراضية ، إنها نتاج أصلك .
شالوم ( متعجباً ) : أصلي ! ( يصمت برهة ) لم أفهم شيئاً مما قلت .
يوسف ( يرشف ) : ألم يقل لك والديك الافتراضيين أنك لست يهودي المنبت ؟.
شالوم ( مصعوقاً ) : كلا ..
يوسف : أجل أصلك .
شالوم ( مندهشاً ) : وما هو أصلي ؟.
يوسف : قل لوالديك المفترضين أن يجيبانك عن سؤالك هذا .
شالوم ( متضايقاً ): ولكنهما لا يقولان لي شيئاً مما قلته أنت .
يوسف ( يقف ) : عليك أن تعلم جيداً ( يشهر سبابته في وجه شالوم ) أنك عربي الهوى ( محتداً ) ومَن لم يكن يهودي الهوى لن يكون إسرائيلياً .
شالوم ( يقف مستنكراً ) : ومَن أكون أنا ؟.
يوسف ( يشهر سبابته ) : أنت سليل أسرة عربية قضت في حرب الأيام الستة ، هل فهمت الآن من تكون ؟.
شالوم ( مرتبكاً ) : حسناً .. حسناً ( يحدق بعيني يوسف بنظرة دامعة ومرتعدة ) فهمت .. فهمت ( ينسحب مغادراً الحانوت بخطى مضطربة ) .
يوسف ( يرشف من قدحه ) : دخل الخمر .. فخرج السر ( يخطو نحو المرسم ) .
* * *
إظلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي


.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني




.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم


.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع




.. هام لأولياء الأمور .. لأول مرة تدريس اللغة الثانية بالإعدادي