الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة التونسية و آفاق المستقبل

وصفي احمد

2011 / 1 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الثورة التونسية و آفاق المستقبل
كما هو الحال مع العديد من التجارب الثورية التي قامت بها الجماهير في عدد من دول العالم في العصر الحديث , كالثورة الفرنسية و ثورة اكتوبر الروسية و الثورة الإيرانية , و التي حصلت نتيجة تلاقي مصالح الطبقاة المستغلة , بفتح الغين , و الطبقات البرجوازية التي تريد المشاركة في الحكم لتحقيق أهدافها في بناء المجتمع كما تريد .
و بمجرد نجاح الثورة تبدأ العناصر التوفيقة المحسوبة على الصف الطبقي الأول على إحداث نوع من المساومة مع الصنف الثاني و بذلك يتم التراجع عن اهداف الطبقاة المسحوقة في تحقيق أهدافها في بناء دولة المساوات .
فالثورة التي فجرتها الجماهير المحرومة من عاطلين و مسحوقين و مهمشين بمجرد تمكنها من إزاحة زين العابدين بن علي من سدة الحكم , حتى بدأت الأصوات تتعالى بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية و هذا يعني مشاركة القوى السياسية البرجوازية في الحكم أو بمعنى أصح قيادة المشهد السياسي الجديد الذي نشأ بعد نجاح الثورة التونسية و هذا يعني بالضرورة غجهاض الثورة من محتواها الطبقي الحقيق و حرفها لصالح الأحزاب البرجوازية .
و لهذا أسبابه العدية منها ضعف التيار اليساري التونسي , كما هو الحال مع كل التيارات اليسارية في عموم المنطقة , و لأسباب لا تخفى على أحد . فاليسار التقليدي التونسي ما زال يعاني من أخطاء المرحلة السابقة كما أنه لا زال يأن من الضربات الموجعة التي وجهت له على مدة عقود عديدة , بينما ما زالت التيارات اليسارية الجذرية حديثة التشكل و غير قادرة على تمييز هويتها الطبقية عن التيار الأول نتيجة لضعف وسائل إعلامها من جهة و لعدم قدرة الجماهير على التمييز بين الإثنين .
و في المحصلة سيتم إحتواء الثورة التونسية من خلال الدعوة إلى إنتخابات مبكرة ستمكن الأحزاب البرجوازية من إعادة سيطرتها على المشهد السياسي بسبب خبرتها الطويلة في هذا المجال و إمتلاكها للوسائل الضرورية لتحقيق هدفها هذا من مال سياسي و قدرة على تزوير الإنتخابات و الدعم اللا محدود الذي ستتلقاه من قبل الرأسمالية العالمية و بشكل خاص الفرنسية منها .
و في المقابل فإن التيارات اليسارية سوف لن تتمكن من الحصول على موقع مؤثر في السلطة الجديد للأسباب التي ذكرناها , مما يعني عدم حصول تغييرات جذرية لصالح الجماهير المسحوقة التونسية , إلا اذا وعت الجماهير لهذا الواقع – و هذا إحتمال ضعيف جدا – للواقع الجديد و قامت بانتخاب القوى السياسية التي تمثل مصالحها و الضغط باتجاه منع حرف الثورة , و هذا ما ستوضحه الأيام المقبلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق وصفي
فؤاد محمد ( 2011 / 1 / 19 - 14:17 )
تحية رفاقية
ان انشاء حكومه وسلطه سياسيه وانتخابات شيئ اكل الدهر عليه وشرب
وسوف يتكرركل شيئ وليس هناك جديد
في المرحله المشاعيه لم يكن هناك دوله او طبقات اوعما ماجور
الى ترى ان البشريه غير محتاجه للدوله وجهازها البيروقراطيوالطقيلي
الحل هو الكومونة اي التسير الذاتي والمجالس الشعبيه
وشكرا

اخر الافلام

.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع


.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم




.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية