الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سقوط بن علي ... دروس للغرب قبل الشرق

عمرو البقلي

2011 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مجرد سقوط لرئيس سلطوي عربي إستخدم القوة العمياء و القمع المفرط للشعب التونسي، و إنما سقوط لسياسات و تحليلات وصفت دائما بالواقعية في السياسة الغربية تجاة سلطويات الشرق الأوسط، سياسات فضلت دائما التعامل مع المستبدين كحافظين للإستقرار و كجدار حديدي أمام صعود القوي المعادية للغرب سواء كانت ذات طبعة إسلامية جهادية أو عروبية يسارية، رغم أن التعمق في دراسة ممارسات تلك الأنظمة و علي إستثناءات قليلة من بينها النظام التونسي لأسباب "فرانكفونية"، نجد أن تلك السلطويات و علي رأسها النظام المصري و السوري هم أول الداعمين للتيارات المعادية للغرب سواء كان هذا الدعم مباشرا كما حالة النظام السوري، أو غير مباشر كحالة النظام المصري.

ربما تتحدث أغلب الكتابات العربية اليوم و بعض الكتابات الغربية عن رسالة واحدة موجهه للأنظمة العربية لخصت مفادها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في تصريح إنفلت من فمها عندما قالت و بمنتهي الوضوح و بمنتهي الخروج عن سياسة الإدارة الأمريكية الحالية "أن أحداث تونس مرشحة للتكرار في دول عربية أخري مالم تتجة أنظمة تلك الدول إلي مجابهه الفساد و نشر الديموقراطية".

للحق إنفلت من السيدة كلينتون وجه واحد للحقيقة، فالحقيقة لها دائما أوجه متعددة، فالواقع ينطق حقا بأن هناك أنظمة عربية إستفحل فيها الفساد و القمع لمتسويات أصبح معها أي محاولات إصلاح من داخل تلك الأنظمة كمحالة نقل بحيرة من الماء بإستخدام كأس من الزجاج الهش، كما أن مطالبة المستبد أن يتحول طوعا ليصبح بين عشية و ضحاها ديموقراطيا لهو جهل فضائحي بأبسط قواعد المنطق و التاريخ تعمدت السيدة كلينتون إستخدامة لتغسل يدها مسبقا من سقوط عارض لأي حليف كما سقط بن علي.

الرسالة الواضحة التي حملتها الإنتفاضة التونسية ضد بن علي، رسالة قبل أن تكون للسلطويات العربية فهي للواقعيات الغربية و علي رأسها الإدارة الأمريكية الحالية التي لم تصمت فقط علي حالة التراجع العنيف للحريات في الشرق الأوسط و إنما بالغت في تدمير كل منجزات الإدارة السابقة و علي رأسها حصار النظام السوري الذي يجد الفرصة اليوم سانحة لإعادة ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط و العودة لخطوط ما قبل الحادي عشر من سبتمبر و الإعداد الواضح لمشروع حرب في المنطقة بإستخدام حلفاءه في لبنان و الأراضي الفلسطينية المحتلة و قد يلجأ النظام المصري للخندق السوري كما سبق و لجأ مع الإنتفاضة الثانية كفرصة سانحة لمبارك للضغط علي الولايات المتحدة لتمكين نجلة من السلطة من خلال قدرتها علي إسكات بعض الأجنحة داخل النظام المصري الرافضة لتولية الإبن.

لقد سقط مع إنتفاض الشعب التونسي حزمة السياسات الواقعية الضيقة المتشددة التي إعتمدتها إدارة الرئيس أوباما في التعامل مع كافة ملفات السياسة الخارجية الأمريكية و علي رأسها الشرق الأوربي و الشرق الأوسط، ففي الشرق الأوربي تضخم النفوذ الروسي ذو النكهه السوفيتية القديمة و سيطر علي كل دول التماس بين وسط أوربا و القيصرية "البوتينية"، أما الشرق الأوسط فرغم كل محاولات الفاشيات العربية العودة لخطوط ما قبل الحادي من سبتمبر فقد إنفجرت في وجه الواقعية الأمريكية الحالية نظريات أحجار الدومينو و الفوضي الخلاقة التي إعتقد أوباما إعلانة النصر عليها في خطابة بالقاهرة منذ عامين عندما قال مشدود الصدر " لن نفرض قيمنا علي أحد ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط