الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبقى الشعب التونسي رمزا للثورة الشعبية في المنطقة والعالم

صباح قدوري

2011 / 1 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


انطلقت ما يقارب من شهر شرارة الانتفاضة المجيدة بقيادة الشعب التونسي المناضل تحت شعار " خبز وحرية وكرامة وطنية".لتواجه النظام الديكتاتوري في مدن وشوارع وعاصمة البلد بمظاهرات صاخبة. انخرط في صفوفها مئات الاف من مختلف طبقات الشعب التونسي، وخاصة الفقيرة والساحقة منها، والفئات والمنظمات المهنية، ومن جميع الاعمار والاعراق. تطالب في عملية التغير السياسي والاقتصادي والاجتماعي في التونس، ولتعبرعن غضبها واستنكارها للحكم الطاغية الدكتاتور ابن علي ونظامه حديدي امني قمعي فاسد مستبد،الذي سلطه على رقاب شعبه منذو 23 سنة.

بلغت هذه الانتفاضة في يومها التاريخي 14 يناير/كانون الثاني/2011 ذروتها، وعلى اثرها اضطر الرئيس التونسي المخلوع ترك البلد والهروب الى الخارج لايجاد ملجأ ليحمي نفسه وعائلته وبعض من اقرب اقربائه ، الذين كانون يحكمون البلد بالحديد والنار والفساد الاداري والمالي، وترك بقية ابناء الشعب التونسي في المجاعة والبطالة عن العمل والفقر المدحق، وحجب الحريات العامة، وتحت وطأة القمع وسحق الحريات الشخصية والديمقراطية والتميز، والفوضى العارمة في الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، لذا نجد ان شعارات الانتفاضة،هي تعبيرا صادقا عن هذه الحالة التي تمربها تونس وشعبها المنتفض. وجاءت الانتفاضة ايضا تتويجا لروح شعر الشاعر التونسي الخالد ابو قاسم الشابي ، الذي استهل في مقدمة قصيدته الوطنية الشهيرة
أذا الشعب يوما اراد الحياة….فلا بد ان يستجيب القدر

ان هذه الانتفاضة هي بحق ثورة وطنية شعبية، وتعبيرا لاسترداد حقوق الشعوب العادلة المهضومة والمسلوبة.موجهة ضد الجياع والانظمة الديكتاتورية القمعية، وزعزعة لنفوسها اينما اوجدوا في الارض المعمورة، وخاصة من روؤساء الدول العربية، وادخال الرعب والخوف في قلوبهم، حتى يتعدلوا عن مواقفهم اللانسانية والقمعية، وسلب الحريات ونهب الاموال العام،والتقرب من شعوبهم وادراك احترام ارادتها العادلة في العيش السعيد، وتحقيق الحريات الديمقراطية والسياسية والاقتصادية والعدالة الاجتماعية ، والا فان مصيرهم ان اجلا ام عاجلا لا يكون احسن ممن سبقهم من امثال صدام وغيره.وكما قال ايضا الشاعر الخالد ابوقاسم الشابي في البيتين الاتيين، بذلك
ولا بد لليلي أن يـنجـلـي.... ولا بـد للقيد أن ينكســر
ومن يتهيَّبْ صعود الجبال.... يعش أبد الدهر بين الحفر

اليوم اعطا الشعب التونسي للعالم وخاصة لحكام العرب، درسا بليغا لقدرة وجبروة وحدة الشعب في تحقيق مطاليبه العادلة، فعليهم الاستفادة منها قبل فوات الاواني ، لان طوفان الاظرابات والاحتجاجات الجماهيرة اتيت اليهم من كل جوانب، تطالب بالتغير السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كفيضانات موسمية تغرق كل ما لديهم من القصور والعرش والممتلكات والاموال المسروقة من قوة الشعب، والسجون المملوءة بالوطنيين والمخلصين والشرفاء والتقدمين والمناضلين، من اجل تحقيق طموحات شعبهم في الديمقراطية، وضمان حماية حقوق المواطنة، وسيادة البلد ومبداء العدالة الاجتماعية.

اتمنى للشعب التونس العظيم الاستمرار في مسيرته الثورية تحت الشعار الذي رددته الجماهير البطلة "اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام" ،حتى يحقق النصر النهائي في اقامة جمهورية شعبية ديمقراطية. وتقديم روؤس وازلام النظام السابق واجهزته القمعية الى العدالة، لينالوا جزاءهم العادل عن كل الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبهم وسرقتهم لاموال العام. وعلى كل الشرفاء في العالم، والمنظمات الانسانية والمجتمع المدني، والاحزاب السياسية الديمقراطية واليسارية والتقدمية، والانظمة التقدمية ، وكل محبي السلم والديمقراطية والحريات العامة والازدهار والتقدم الاقتصادي والاجتماعي اينما كانوا، ان يشارك كل من موقعه في فرحة الشعب التونسي، واسناده ودعمه وتضامنه مع هذه الثورة الفتية في تحقيق الانتصار العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة