الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وراء كل مثل قصة ...عرب وين طمبورة وين

فادي يوسف الجبلي

2011 / 1 / 16
الادب والفن


للأمثال منزلة رفيعة في وجدان الشعوب وهي تعبير عن ماضي الامم بمحاسنه ومساوئه ،واغلب الامثال انما هي نتاج حياة يومية لأسلافنا لذلك قيل ان وراء كل مثل قصة . ومما لا شك فيه انه كانت هناك اضعاف مضاعفة للأمثال التي وصلت الينا ذهبت مع ادراج الرياح ،ربما لضعفها او لأندثار اللغة التي صيّغت بها وعليه فلابد ان تكون وراء الامثال التي وصلت الينا قصص مثيرة لأنها استطاعت الحفاظ على مضمونها (وهي وجدت قبل عصر التدوين ومرت بدهور قبل ان تدوّن ايضا) والامثال غالباَ ما تقترن بالمآسي والاهات وفي بعض الاحيان بالمواقف الطريفة ايضا كما هو الحال مع مثلنا التالي :
عرب وين طمبورة وين.
هذا المثل الجميل المتداول بين ألسنة العرب يضرب عندما يؤتي ّ شخص ما بقول او فعل لا علاقة له بالموضوع او الحادثة التي هو بصددها ، وبالرغم من شهرت هذا المثل ألا انني كان لي اعتقاد عن منشئه وقصته يختلف تماما عن القصة التي نسجته ، اذ كنت اعتقد ان المثل انما يضرب لكون آلة الطمبورة(وهي آلة موسيقية يختص بها بوجه الخصوص الشعب التركي والشعب الكردي وتخرج الحاننا جميلة ) هي بعيدة عن الثقافة الموسيقية العربية التي تستعيض عنها بالعود ونادرا ما يستخدمها العرب .
ألا انني وقبل فترة اطلّت على اصل قصة المثل فكانت تحمل الطرافة الممزوجة بالمأساة التي كان اسلافنا يتذوقونها في كل يوم وفي كل ساعة وهي كالتالي:
يقال بأنه في الايام الغابرة كان هناك رجل قد تزوج امرأة اسمها طمبورة وكانت هذه السيدة خرساء صماء لا تسمع صوتا ولا تنطق حرفاَ ، وكان العرب في ايامهم تلك انما هم قبائل همجية في حالة حروب دائمة مع بعضهم البعض وكانوا في كل يوم في غزوة جديدة وعندما تغزى القبيلة جارتها فأنها ان ظفرت بالحرب من نتائج ذلك ان اصبحت ممتلكات القبيلة المغلوبة غنيمة للقبيلة الغالبة فيما يساق الاطفال الى سوق النخاسة لبيعها بأبخس الاثمان والنساء تصبحن جواري للمنتصرين .
ولأن الطمبورة لا تسمع شيئأ ولا تتكلم كلمة فأن زوجها كان قد روضها على امر وهو انه عندما كان يريد معاشرتها جنسياَ كان يفرش في وسط خيمته ما كانوا يمتلكونه في تلك الايام مما يشبه البطانية في ايامنا هذه ، وما ان يفرش الرجل بطانيته في وسط الخيمة حتى تتمدد الطمبورة عليها وتخلع ملابسها وتتهيأ لكي يمارس معها زوجها الجنس .
وحدث في ذات يوم ان قبيلة عربية قد هاجمت قبيلة زوج الطمبورة وما كادت قبيلة الزوج توشك على الهزيمة حتى عاد الى بيته مسرعاَ وكان صليل السيوف يطبق الفضاء وانين الاطفال تدمي القلوب وصرخات النساء تصل الى اعنان السماء وما ان وصل الزوج الى البيت حتى بادر لفوره بفرش بطانيته في وسط الغرفة لكي يضع فيها ما خف وزنه وغلى ثمنه كي يلوذ بها بالفرار وبعد فرشه لبساطه اصبح يجمع بعض ما يملكه وما ان استدار الى البساط حتى وجد زوجته قد تمددت عليه وهي تنتظر (الاحي على قول المبدع عادل امام في الواد سيد الشغال) فأطلق الزوج تنهيدة واشار بيده الى خارج الخيمة ليقول عرب وين ثم اشار بيده الى طمبورة واكمل وطمبورة وين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07