الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية رجل يتعثر بظلال خطوه

ياقو بلو

2011 / 1 / 16
الادب والفن


حكاية رجل يتعثر بظلال خطوه

ياقو بلو
-1-
على جدران بيتي الصغير
يمتد ليل السكون...
يوم نهار الثلج بلا حدود،
الوجوه الصغيرة في مقل العصافير
تغفو قبل السابعة مساءُ
لم يبق على شفاه ظل النور...
سوى غَزْلُ لعبة دب أسود
تحتضن جذع سروة مقرورة...
وأنفاس خفير يحرس صمته الغابة.
-2-
أنت بعد الثلاثين أو بعد ألأربعين
تعلقين زهر اللوز قلادة
_عمر جموح المرأة العربية مجهول-
على عينيك نظارة شمسية داكنة
وحوذي يومأ إليَ من خلف الغيم
انك سيدة عليَ أن أحبها.
-3-
كان صخب دفاتر مذكراتي
يريب هواجس أمي
كلما أدارت ترتيب صور الأيام
خشيت لئلا تلح في السؤال عمن تكونين،
فعلى مبسم وردة على شعرك
يخبو صدح موال هجرة العصافير
وتلبست بيننا ترددات نغمات
صوت ناي جني مسحور،
فصار امتداد خيط مشيمتي
على زجاجات نظارتك السوداء...
مثل ريح تختزل أبعاد المسافات.
-4-
كلما ذكرتك بيني وبيني...
أو تذكرت لون معطفك بيننا
أحسني أخون إرادتي..
أو،إرادة أنا
فأخترع كذبة صبيانية تضحكني.
-5-
سألتِني البارحة أن أغيرَ دربي
دارت الدروب
صراط ضوء يغفو على زجاج نافذتك
وتمنياتي،شبح يقتنص شبحا
أما تذكرين...؟!
علمونا مذ كنا صغارا...
أن نخبأ لوعتنا تحت وسادة حجرية
فحدود السماء والأرض
تتنازع عليها الملائكة والشياطين.
الريح تتشرب بروح جمر الوجد
والطرق تتفرع عند بوابات روما
وحرائق نيرون...
ما زالت تستطعم دخان غابات الثلج
وأنا أخبأ وجهي الخشبي
في جرة خمر...
تحت ظل درع خفير سكران.
-6-
أشهد إنك أمامي بحرا من الثلج
أو جبالا من الملح
وخلف مكتبي
جرح يئن...
وصوت قرقرة ماكينة القهوة
يقلق سكون الأشياء فأعشقه.
-7-
الليل والنهار بكر بعضهما البعض
ليلي يوم نهار الثلج
أطول من نهار ليل الشتاء،
فاختاري أن تكوني من تكونين.
-8-
كرهت أن يتوسد ساعدي الأيسر
نورس قدم لتوه من رحلة صيد
فتعالي نشتت زوايا الفراغ
وأملي عليك فصول رواية عشقي القادمة
أجلسي...أكتبي:
إنها الثامنة قبل الزوال
السطر ألأول:
شبح امرأة فوق تل فيما بين الحروف
والبطل يدور إلف عام
متى يكتمل التدوين على وجهك
ألأبجدية ينقصها حروف العلة؟
أكتبي عني...:
السطر الأول قبل ألأخير،
صاحب الزمان حَرَمَ...
القصائد المزدانة بالحب والحزن،
وقبل الفصل الأول الأخير،
بيني وبينك،,,,
وبين الجملة الأولى وبيني
كتب قادم من خلف عصف الريح:
انتهت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نهاية جولة متعبة
ياسمين بدري ( 2011 / 1 / 17 - 00:46 )
لا انكر عليك سيدي انك ترسم لوحة رائعة الجمال لقصة حب لذيذة،ولكن
انت تتعثر بخطى ظلك،وصمت خفيرك يحرس الغابة،وتخبأُ وجهك الخشبي خشية ان تلتهمه نيران الغابات المتوقدة في جرة خمر،والتدوين لم يكتمل على وجه حبيبتك،وغيرها كثير من الاسئلة التي لا تكف عن سؤالها،وحكايتك التي ما ان تبتدأ حتى يأتي من يضع لها النهاية عنوة،انها صور محزنة قد تكون حقيقية وتعيش هاجسها كما لا اتمنى لك


2 - الاستاذة الدكتورة ياسمين
ياقو بلو ( 2011 / 1 / 17 - 01:01 )
انه فخر كبير سيدتي أن تمري على سطوري بهذا التأني الجميل
اتمنى ان لا تكون اللوحة التي رسمتها ورغم روعتها كما وصفتها حضرتك قد آذت مشاعرك
اشكر لك سيدتي تمنياتك الجميلة


3 - ان نتعثر بظلال خطوتنا
منال مصاروة ( 2011 / 1 / 17 - 04:34 )
قصيدة ساحرة ... ابدعت كدوما
حقيقة اتعثر هذه اللحظات باستفهامات كثيرة ، وما يطمئنني
كون تعثرنا بظلال ذاتنا باستفهماتنا بهواجسنا او تخوفاتنا يبقى نعمة
مقابل تعثرنا بواقع مجتمع مرير ..
الخير كل الخير عزيزي


4 - السيدة منال
ياقو بلو ( 2011 / 1 / 17 - 08:23 )
قد نتفق انا وانت سيدتي على انه حين تكون العثرات ذاتية،قد يهون الامر قليلا،ولكن قد نختلف في موضوعة واقع المجتمع المرير،فالكثير من عثراتنا الذاتية،هي نتاج تأثير المجتمع علينا ربما
اشكر ثناءك جدا،واتمنى ان تتقبلي كل اجمل تحياتي

اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي