الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱحذروا ما تحدثه ثورة ٱلمكفور عليهم

سمير إبراهيم خليل حسن

2011 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



ٱلانفجار ٱلحادث فى تونس ما زال فى ٱلبداية. وللعلم بأثر مثل هذا ٱلانفجار لنا فى كمونة باريس ٱلمثل عليه. فقد ٱنفجر شعب فرنسا سنة 1871 فى ثورة على ملك ٱتخذ لنفسه موقف فرعون فطغى ولم يذكر ولم يخشى. وأغرق ٱلانفجار شوارع باريس بٱلدماء ومنها دم ٱلملك ٱلفرعون ٱلذى قُطع رأسه ورمى للكلاب.
لكن ما جآء من بعده كان سلطة جاهلين سمّت نفسها "ديكتاتورية البروليتاريا". وكانت أكثر طغوى منه. وكثرت سلطات ٱلطغوى وبقى حكم ٱلطاغوت حتى عام 1945 وفيه داسته أقدام ٱلأمريكيين ٱلمنتصرين فى نهاية ٱلحرب ٱلكونية ٱلثانية. وبنصر ٱلأمريكيين قامت حكومات ديموقراطية فى فرنسا وغيرها من ٱلديار ٱلأوروبية ٱلتى كانت تهتف شعوبها لطاغية من بعد أخر.
ذكر هذا ٱلمثل هو للتذكير حتى لا يكون لما يحدث فى تونس تكرارا لكمونة باريس ولما حدث ويحدث فى ٱلصومال. فيتعاقب طغاة أكثر طغوى من "بن على". فٱلسّارقون وقراصنة ٱلثورة وتجار ٱلحروب ٱلأهلية تذدهر تجارتهم وبضاعتهم فى بلد مكفورة عليه جميع سبل حريته. لأنّهم يعلمون أنّه لن يكون للشعب ٱلثآئر سلطة منه من دون مساعدة خارجية. ومثل هذه ٱلمساعدة لن تقدمها "جامعة الدول العربية" لأنّها لا تقبل إلا بما كان قآئما من طغوى. لكن مثل هذه ٱلمساعدة يمكن لهيئة ٱلأمم ٱلمتحدة أن تقدمها فتقيم حكومة أممية حتى يستطيع شعب تونس تولى ٱلسلطة بنفسه.
وبٱلمناسبة أذكّر ٱلحكام ٱلعرب جميعهم بما طلبه ٱللَّه من موسى وأخيه هارون:
"ٱذهبآ إلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغَى/43/ فَقُولا له قَولاً ليِّنًا لعلَّهُ يَتَذَكَّرُ أو يَخشَى/44/" طه.
فإن كنتم أيها ٱلحكام صادقون فيما تعلنون من حبٍّ لبلادكم ولشعوبكم فٱذكروا وٱخشوا وأصلحوا ما فسد وسآء. وأقيموا سلطة تهتدى بشرع أساس يفتح سبيل ٱللّه للناس. فيؤمن مَن يؤمن ويكفر مَن يكفر ولا يكره أحدا فى دين وقومية ولسان وعقيدة. فيرضى ٱللّه وترضى شعوبكم فلا تثور ولا تغضب من طغوى تزول بذكركم وخشيتكم وإصلاحكم.
وٱعلموۤا أنّ ٱستخفافكم بشعوبكم سيجعلها تثور كما ثار شعب تونس فيذهب كلّ ما حرصتم عليه من علوٍّ لأنفسكم فى ٱلطعام وٱلمال وٱللباس وٱلسكن ولن ينفعكم ٱلندم كما لم ينفع "بن على" ٱلذى تذكّر وخشى فى وقت لم يعد ينفع تذكره وخشيته.
وٱعلموۤا أنّكم لستم أوصيآء ولا وكلآء عن أحد من ٱلناس. وما أنتم إلا بشر نسى ولم يذكر ٱللّه ومواعظه وهدايته كيف يقوم ٱلحكم فى دياركم بشرع من ٱلدين لا يكره أحدا. فعمل ٱلحاكم هو ٱلسهر على حفظ حقوق ٱلناس ٱلمبينة فى شرع أساس. وليس له ٱلحقّ فىۤ إخضاعهم وتحويلهم إلى مواطنين أنعام.
وليحذر مَن يريد لشعبه أن يكون من ٱلأنعام فهو لن يكون حاكما. بل هو راعٍ لأنعام إن أصابها ما يثيرها ستنفجر وتدوسه بحوافرها وتدوس معه جميع مَن طاع أوامر ٱلاستخفاف بها.
وليكن لكم فيما طلبه ٱللّه من موسى وهارون ما يجعلكم تتفكرون بٱلتّذكر وٱلخشية فتصلحون وتعتذرون من ٱللّه ومن شعوبكم. وسوف تجدون شعوبكم وقد فرحت بٱعتذاركم عن ٱستخفافها وبإصلاحكم وصفحت عنكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار