الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة التونسيين وسكوت العراقيين!!

محمد الياسري

2011 / 1 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



شاب تونسي جامعي في مقتبل العمر اعيته البطالة في بلاده فأصبح يبيع الخضار لسد رمق العيش، اهانته قوى الأمن التابعة للحاكم الدكتاتور فلم يرض على نفسه الاهانة والعوز والبطالة فأحرق نفسه تمرداً واحتجاجاً فاشعل ارض تونس الخضراء من شمالها لجنوبها تحت اقدام الطغاة والمستبدين والمستبيحين لكرامة شعوبهم.
هذا الشاب حرك مشاعر الثورة الكامنة في قلوب الشعب التونسي فخرج عن بكرة ابيه وهو يردد بصوت يشق عنان السماء ويزلزل الأرض: اذا الشعب يوماً اراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. فانهزم الحاكم المدجج بكل اسلحة الطاغوت امام ارادة الناس العفوية الراغبة بالحرية والعيش بكرامة.
عندما شاهدت الشاب التونسي وهو يحرق نفسه وقرأت ما كتبه لوالدته من كلمات الوداع جالت بخاطري الالاف من صور الشباب العراقي من اصحاب الشهادات والكفاءات وهو يصارع البطالة ويعمل الكثير منهم بمهن لاتتناسب ومستواهم العلمي او الدراسي كحمالين وباعة صحف وسواق سيارات اجرة ومنهم من يفترش الارض ليبيع "البالات" او غيرها سعياً لكسب لقمة يومه.
وتخيلوا أن خبيراً اقتصادياً توقع أن يعيش المواطن العراقي السنوات الخمس المقبلة حالة تقشف، وحسب صحيفة البينة الجديدة فهذا الخبير يرى أن أغلب العراقيين يعانون من ارتفاع قوائم الكهرباء والماء مما يصعب عليه تسديد قوائمها.
وهنا سألت نفسي وصراحة احترت بالاجابة لم لايفعل شبابنا العاطل عن العمل كما فعل شبان تونس؟ رغم أن في العراق مراقد أئمة أهل البيت (ع) الذين ضحوا بحياتهم حتى لا يسود الظلم والاستبداد.
لماذا هم ساكتون عما يجري لهم والكثير منهم يرى ان الوظائف والتعيينات تذهب الى المعارف والاقارب ومن يدفع اكثر ومن يدخل هذا الحزب او ذاك ممن يتقاسمون السلطة؟
لماذا شبابنا راضخ ويعلق شهادته على جدران المنزل وهم يجوبون الشوارع باحثين عن اي عمل حتى وان كان تحميل البضائع في سوق الشورجة؟
هل هو الخوف على الحياة وملذاتها؟ فأين هي هذه الملذات؟ وما هو طعم الحياة تلك التي يعيشها شباب العراق؟
كذلك يقودنا الحديث عن تحمل الشعب العراقي سابقاً والآن الظلم والذل الذي يلحقان به؟ربما يكون طول الصبر والتأني وربما منح فرصة لقادته لتصحيح مسارهم والالتفات لهموم الناس وربما يأملون خيراً من قوادم الأيام لكن بكل تأكيد ارادة الشعوب لن تنتظر طويلاً ولا احد بمقدوره النيل منها فإن استفاق المحرومون فلن يقف احداً أمام اعصارهم.
محمد الياسري
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المصيبة الكبرى هي المراقد
علي احمد الرصافي ( 2011 / 1 / 17 - 15:10 )
اعتقد هي المصيبة الكبرى وجود المراقد والتي يلعب سدنتها الدور الكبير في تبلد عقول الشباب
اما متع الحياة فهي طبخ الهريسة وضرب الزنجيل التي لاتظاهييها متعة اخرى
مع اطيب المنى

اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في