الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة: تعلموا من ليونارد وولي وصموئيل نوح كريمر

كهلان القيسي

2004 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



مشكلتنا نحن العرب لا نقبل إلا بحّكم من خارج امتنا حتى وان كان هذا الحكم مستشرقا, مرشوا ليس ذو ضمير واضح, ولكن تشاء الصدف أن يقع هذا الحكم أسير الواقع وينتخي لضميره الحي الإنساني أو الأكاديمي. وفي هذا المقام اجل واقدر ما قام به هذان العالمان من نشر تاريخ وثقافة عراق الرافدين.الذي يحاول البعض أن يشوهها بكل ما استطاعوا.
وولي: وهو اشهر من نار على علم يعرفه جميع المؤرخين ومتتبعي تاريخ العراق القديم– الله أم إلا بعض مستخدمي الانترنت ألان من بعض كتاب الاحتلال الذين لا يعرفون A من ألB في اللغة العالمية ويطلقون ألقابا كبروفسور وغيرها-.و بعد أن بدأت تصل إلى أوربا بعض النتف مما خلفه أجدادنا السومريون والبابليون إلى أوربا وبعد أن فكت بعض طلاسم الخط المسماري الذي كان يسطر به اجدادنا روائع التراث الإنساني, بدأت بعض الكنائس في التفكير في التحقق من القصص الدينية , ومنها قصة سيدنا إبراهيم علية السلام, لذلك حشدت الكنيسة الإنكليزية كل طاقاتها وأموالها ( بالرغم من وجود ألاف الجياع) في الثلاثينيات من القرن الماضي, ألآثاري السير ليونارد وولي للذهاب إلى العراق والى أور الكلدان بالذات , لماذا؟ ليس حبا في كشف تاريخ وتراث العراق, بل للتحقق من, هل إن فعلا لسيدنا إبراهيم بيتا في أور, وهل فعلا انه خرج إلى العالم من هذه المدينة. وفعلا شد هذا العالم الرحال إلى ارض السحر والغموض بلاد نبو خذ نصر الذي ورد اسمه قبل ذلك في التوراة( ب نبو خذ راصر), وبدء الحفر والتنقيب العلمي, واستمر سنيين على هذا الحال, وبطريقة غير مقصودة وغير مباشرة كشف لنا هذا العالم, أولا معظم الأحياء السكنية لمدينة أور وعلى شوارعها وأزقتها و أسواقها وبيوت معلميها وتجارها- الذين تركوا خلفهم تلك النصوص التي علمت الحرف للإنسانية- في بيت المعلم وجد نصوص تدريب الطلبة-وفي بيوت التجار وجد رسائل وعقود البيع والشراء- وفي بيوت الكهنة وجد نصوص تعاليم الدنيا والحياة- وبذلك قدم خدمة لا تنسى لسفر العراق. وثانيهم, هو اكتشافه للمقبرة الملكية في أور التي لازال لغزها يحير العلماء- لماذا مات ودفن هؤلاء الناس في هذه المقبرة.لقد نسي وولي الهدف من القدوم إلى ارض الرافدين وانشغل بكنوز أجدادنا العظام , ونشر مؤلفاته الضخمة ونقل ما يمكن نقلة من الكنوز إلى المتحف البريطاني , ونحن نعتقد انه جنى من كل ذلك أضعافا مضاعفة مما رصد لحملته.أين كان الهدف و ما هي النتيجة؟؟؟
صموئيل نوح كريمر
عالم اثأري لغوي جليل, يهودي الأصل, أيضا طلب منه ومن اليهود بالذات بدراسة كافة ما ترجم من ملاحم و أساطير وأدب وقصص وفن سومري وبابلي, ليس حبا أيضا بل للدحض والافتراء ولتفنيد سفر العراق الخالد- وبما إن هذا الإنسان أكاديمي فقد عز عليه ضميره – بالرغم من إن الآن الضمائر تشترى وتباع بأرخص ألاثمان, حتى وان تسبب ذلك بكارثة إنسانية يذهب ضحيتها ألاف بل ملايين الأبرياء- فقد أبى إلا أن يكتب ويسطر غير الحقيقة السهلة والواضحة في إن هذا السفر العراقي لا يمكن أن يفند و يفترى علية فقد , أتحفنا وأتحف المكتبات العالمية بأروع مما كتب عن السومريون الذين سطروا بالطين الحر( ألحري) الخالص من أية شوائب أعجمية غريبة عن ارض الأجداد الطاهرة , روائع التراث الإنساني , والذي لا يزال عالمنا الذي يسمى بالمتحضر يدين إليها بالعرفان. أين كان الهدف و ما هي النتيجة, ؟؟؟ولا يسعنا في هذا المقام إلا تذكر أية من الذكر الحكيم( وبأي منقلب ينقلبون).

إن انقلاب النوايا وتلاشي الأحلام ليست جديدة فهي تصُيب كل غريب تطأ قدماه ارض الرافدين فقد فنيت إمبراطوريات وأباطرة, والمتتبعين للتاريخ يعرفون ذلك, ولنورد لهم مثل الاسكندر( الاكسندر) ذو القرنيين, الذي وطئت قدماه ارض الرافدين, فشل فشلا كبيرا بعد أن اصطدمت أفكاره بالأفكار الشرقية الصعبة, والسبب الرئيس في فشلة هي ظاهرة -تاليه الأشخاص – التي سوف نكتب عنها بالتفصيل- لاحقا. إن الله خلق العراق والعراقيين ليكنوا أساس ونهجا للعالم كله, وطبيعة العراقي هي الشموخ دائما, وليس الخنوع والتبعية للأجنبي مهما كان مسلما أو غير مسلم, لكن ظهرت في العقود القليلة الماضية بعض الاتجاهات في المجتمع العراقي التي , تتصف بالولاء لغير بلدها وبتبني أفكارا ليست هي الأفكار العراقية الخالصة, والتي تعتز بالوطن أولا, وتشاء الصدف أن تقع هذه الأفكار تحت تأثيرات تسيرها بشكل أعمى,وتجعلها تشعر بالدونية , وهذه صفة غريبة عن المجتمع العراقي, ونحن متأكدون بأنها سوف تزول وبشكل سريع, لان كل طارىء هو غريب والغريب يذوب في صلب الواقع الأقوى, وهذا ما يسجل الفخر فيه
لروح ارض الرافدين وهو إن كل من دخلها تخلى عن مما هو علية وانضوى تحت سيادة الأفكار الأصلية الموجودة في هذا البلد.مرة ذكر لنا أستاذ مشهور من جيل الفانيين الرواد, انه ذهب إلى يوغسلافيا لدراسة الفن , وأراد أن يرسم بعض اللوحات عن طبيعة يوغسلافيا , فكانت ليست بالشكل المطلوب. فطلب منه أستاذه أن يرجع إلى العراق, وان يطوف في كل بقاع العراق ويتأمل الطبيعة العراقية بكل تفاصيلها, ثم يرجع إلى إكمال دراسته في الخارج لان الذي لم يستشعر بروح وطنه لا يمكنه استشعار غيرها. وفي عام 1987 كنت في بعثة مع البروفسور الأمريكي مكواير جبسن في موقع اثري عراقي, وقلت له لقد تعبت من بعض المضايقات وأريد أن اترك هذا البلد, فقال الرجل الذي كان قد شارك في حرب فيتنام, هل أنت مجنون لمن تتركون بلدكم انتم الأكاديميون والمثقفون, ألا تعرف نحن الأمريكان عيوننا على بلدكم.

إن في امتنا من العلماء( ليس علماء الدين بالطبع) والسياسيين والمؤرخين والمثقفين ألاف مؤلفه, وذوو أفكار إنسانية رائعة, ولكن دائما يجد هؤلاء أنفسهم في غياهب السجون أو في ديار الغربة, بسبب وجود حكام لا يفكرون إلا في عروشهم وكروشهم وما تحتها, والغريب إن الغرب يدعم هؤلاء دعما كاملا, ثم من بعد ذلك يلامون لأنهم انتهكوا حقوق الإنسان.
وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في