الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب يضرب في قلب دمشق هل فقدنا الإحساس ؟

باسل ديوب

2004 / 9 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بعد أقل من عام على الغارة الإسرائيلية على عين الصاحب ،بدأت إسرائيل بتنفيذ تهديداتها بضرب قادة المقاومة خارج فلسطين وتحديداً سورية ، باغتيال الكادر في حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) عز الدين الشيخ خليل في قلب العاصمة السورية دمشق بتفخيخ سيارته ما أسفر عن استشهاده وجرح ثلاثة من المواطنين السوريين،
لا يمكن عزل هذا الحدث التصعيدي عن السياق الأمريكي الساعي لإدراج سورية بشكل مطلق في التبعية الأمريكية وكسر ممانعتها التي طالت وهو ما عُبِّر عنه أخيراً بأن( الوقت قد أزف) أو حانت الساعة ، بعد سلسلة من الضغوطات المتسارعة والمضطردة من قانون محاسبة سورية ومن ثم تفعيله , والاستفزازات والتجاوزات الحدودية ، وتهيئة مأجورين باسم معارضة سورية إلى القرار 1559 ،كذلك لا يمكن قراءته كذلك بمعزل عن الرسائل الودية المتبادلة أخيراً مع زيارة ببرنز لدمشق من استقبال لعلاوي وتشكيل اللجان المشتركة حول المطالب الأمريكية فيما يخص العراق،
إن ما لاح من بوادر تقارب ( ظاهري ) لا يمكن عده كذلك ونقطة تحول في العلاقات ، فقواعد اللعبة تتغير والتلويح بالعصا الغليظة والتهديد يتجاوز الخطوط الحمر القديمة، غارة على موقع مهجور، والآن اغتيال لقيادي من الصف الثاني قد يعكس رغبة في توجيه رسالة بقدر ما يعكس صعوبة في استهداف من هو أعلى في سلم القيادة ، وبطبيعة الحال فإن الخطوة الإسرائيلية – الأمريكية هذه تنذر باحتمالات سيئة فسورية على خارطة الصراع ليست الأردن لتسرح فيها شبكات الموساد وتضرب، كما أن الأمريكيين لن يقبلوا الآن مع التراجع في الدور الإقليمي السوري وانكشاف سورية دولياً بانتقال فرنسا إلى الخط الأمريكي فيما يتعلق بسورية إلا بالإذعان الكامل على غرار مصر والأردن،والتسليم بالمطالب الإسرائيلية كاملة أي تجريد سورية من كل أوراقها مقابل الرضا، و من ثم التسوية الرخيصة بعد فقدان عناصر القوة كلها على قلتها، وبالشكل العربي المعتاد، والالتحاق بدائرة النفوذ الأمريكي الذي ظلت سورية عنواناً عريضاً لمقاومته منذ الخمسينيات بنضال شعبها ويقظته العالية الذي استطاع عبر قواه السياسية الحرة وعلى رأسها حزب البعث
( أيام زمان)وحراكه المثير مذ ذاك والذي وصل الحضيض الآن، أن يدفع حكومته لإتباع سياسة وطنية ساهمت في الجهد العربي المسقط لحلف بغداد ومبدأ ملء الفراغ وللانضواء تحت المظلة الاستعمارية، مما قاد في النهاية إلى اللقاء مع مصر ، واليوم لم يبق من ذلك إلا ذكرى و كمون هائل يمكن له التحول إلى قوة ضاغطة رافعة ودافعة للموقف الوطني في الصمود حتى النهاية وتجاوز الهجمة الأمريكية بأقل الخسائر الممكنة والمطلوب هو المسارعة لتوفير الشروط الصعبة لتأسيس شكل وطني – قومي – ديمقراطي جديد للعمل السياسي من أجل التعبئة الشعبية و انخراط أوسع الفئات الشعبية في العمل الوطني استعداداً لمواجهة الأسوأ ، أما الاطمئنان للآلية القديمة في حساب عناصر القوة والتأييد الشعبي داخلياً وإقليمياً فإنه يعني الوقوف على الرمال المتحركة ، فالولاء على سبيل المصلحة الضيقة ينقلب إلى الضد عندما تزف الساعة الأمريكية ، ومما لا بد منه هو إطلاق هذه الكوامن التي تستصرخ غريزة البقاء في هذه الأمة .
هنالك شعب سوري مجروح في انتمائه و في ما آل إليه الوضع الداخلي والقومي رغم أن نواقيس الخطر تقرع منذ بداية التسعينيات على مستوى القيادة السورية إلا أن الصوت بقي صارخاً في البرية على المستوى الشعبي فعندما يتم القضاء على الحياة السياسية سنحصل على مواطن غاضب ورافض ومتفجر من الداخل إلا أنه عاجز عن الفعل مجرد رقم في مجموعة استثمارية لكن قيمته الاسمية والفعلية تساوي الصفر، وقد لا يعتبر هذا المواطن أن المعركة معركته لأنه بغريزته يشعر أن المعركة مفروضة عليه في كل شيء ولا دور له، لنسترجع نضالات الخمسينيات هل كان سيمر هكذا حدث دون تفجر الغضب الشعبي، حركة الشارع والرأي العام يعبران بشكل كبير عن مستوى القوة وعن حقيقة كفتنا في ميزان الصراع هل سنشاهد الغضب خارج المخيمات الفلسطينية وقلوب السوريين كما سنشاهدها في لبنان مثلاُ حيث ما زال لفكرة العروبة الديمقراطية بقية من روح رغم امتهانها من قبل البعض الذي يدعيها ويدعي الوقوف مع سورية ، إن مجابهة المخططات المعادية التي تمعن في راديكاليتها يقتضي رص الصفوف الحرة كذوات قادرة وفاعلة لا صفها كبيادق لا تملك سوى التنفيذ فلا رأي ولا دور ولا مبادهة ولا مراكمة خبرة ووعي ، في معركة مصيرية الخسارة فيها ستنعكس أولاً وأخيراً على المواطن السوري المغلوب على أمره ، الذي لا ينبغي عليه كشقيقه العراقي أن يهب ولكن بعد حريق البصرة.
– ناشط طلابي مناهض للعولمة

















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت