الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس شكرا ً ..للفرح

واصف شنون

2011 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الناس لايفرحون كما أفرح ولا يحزنون مثلما أحزن ُ عليهم ،لكنهم الناس هم الذين يكتبون قدرهم وربما لعلهم يصنعون المستحيل ويحلبون القدّر، ثم تذكرت الشاعر السوري المتمرد محمد الماغوط حينما اصدر مجموعة شعرية بعنوان ( الفرح ليس مهنتي ) ملأها بأشعار ذاتية ساخرة وحكايات شعرية تبعث الأسى والسخرية واليأس ، لكني شديد الفرح ومهتاج بالسرور بشباب تونس وحيويتها الجارفة ،ومنذ ايام عدّة ،ومن خلال صديقي الفنان التشكيلي سعد الموسوي وصديقته التونسية ( فاطمة )،بدأت أطمئن على أن ثورة الجياع سوف لن يلوثها البترودولار، لكن الجنين في الرحم ، والرحم عربي فاسد شاذ ّ،إذن جنين تونس هو البداية للعلمانية والليبرالية العربية ومدافع الحياة والإزدهار.
لقد حطم محمد بن عبد الله أصنام الأقوام والقبائل والتجّارفي القرن السابع الميلادي ثم جمعهم من حيث لايدرون ولايفهمون بدولة وامبراطورية تدعو باسم الله ، وراية ألله أكبر ، لكن خلفاؤه صنعوا تاريخا ً من الأصنام الفولاذية وجيوشا ً من الظالمين وملايين من الفقراء المقهورين حتى الأن ،لقد سقط صنما ً أسمه ( زين العابدين) وابيه ( علي ) وزوجته ( ليلى ) التي لاتعرف ماهو الفرق بين رئيس البلاد وزوجته ،ولا تعرف الفرق بين الجمالّ والقبح وأن ذلك مثيل الفقر والغنى والشبع والجوع والرفاهية والمأساة ،سقط بن علي وليلى ،لكنهم لن يفوزا بسمعة قيس وليلى !!، متى يكفّ العربان عن العاطفة .
لشعب تونس ومفكريه خاصية ما وكذلك لشيوخها من المتعصبين وكذلك بعض من الإنتحاريين الأيدولوجيين من خائبي الأمل ، ولو أن التعصب (مجازي ) أو (مفترض حسب الفكر والدعوة ) وكذلك حسب إصول المجتمع وقياساته ، إلا أنّ َ ثورة الياسمين الأخيرة كان لها لونا ً ورديا ً شفافا ً ، فالذي حرق نفسه ليشعل شرارة البداية لم يكن ( إسلاميا ً متدينا ً ) بل بائعا ً متجولا ً،ولايمكن وصفه بالعلماني أو الإسلامي لأنه بسيط مثل الدم المسفوك أو مثل رائحة لحم البشر المحروق .
عادة ما تنتج الثورات الكبرى تغييرات كبرى في الداخل والخارج المحيط ، فربما انهيار رجل في الرابعة والسبعين من العمر مثل زين العابدين ،ُيعد انهيار عظيم لثقافة الديكتاتورية العربية المزمنة ،لكنه انهيار ليس لنظام دولة ومؤسساتها برغم ما جرى ولايمكن المقارنة على الإطلاق بين ثورة التوانسة الأحرار والغزو الأميركي للعراق ،ومن الذي سوف يجيء لحكم تونس ومن الذي جاء وحكم العراق .
إن حق الشعوب في اختيار مصيرها لايتعلق بقرار من الأعلى الذي هو – الله - أو الأسفل الذي هي -الأمم المتحدة-، كذلك لايتعلق بسلطة وضعية يترأسها البشر ،هنا تسقط الأديان الكبرى في الدفاع عن المحرومين ، لأن الأديان ُتجامل بعضها بعضا ً وكذلك المؤسسات البيروقراطية الممتهنة بالنفعية وأزمة الإدارة ، في الأمس زار َ عمرو موسى المسؤول عن الجامعة العربية السيد على السيستاني المسؤول الأعلى عن الشيعة في العالم والعراق وذلك من أجل عقد القمة العربية في بغداد .طبعا المواطن العراقي سوف لن يستفيد من ذلك ، بل يتضرر اكثر .فعمرو موسى او السيستاني لايعيشان في الشارع ،فهم من النخبة،لكنهما موسى والسيستاني يجدان حرارة تأييد واسعة من الناس المقهورين .

المثال اعلاه كان لنفيّ "النخبّة " عن ولادة تونس الجديدة ، في امس قريب قرأت في صحيفة الغارديان البريطانية ان زعيم حزب النهظة الإسلامي ( الغنوشي ) المقيم في لندن ينوي العودة الى تونس ،ومن المعروف ان بريطانيا هي ثالث دولة بعد الباكستان والسعودية في تصدير الإرهاب الى العالم وخاصة ( الإرهاب الإسلامي )، فكيف يتم استقبال الغنوشي الإسلامي ، بعدما طرد التوانسة غنوشي من نوع اخر كان رئيس وزراء زين العابدين او الوزير الأول ،مع العلم ان لاصلة قرابة تجمع بين الغنوشيين، لكنها قرابة السلطة والجاهّ والمفخرة .
وهل سوف تحرق السعودية والقذافي وبشار الأسد تجربة تونس الوليدة ، تجربة تونس الموحدة بأبنائها وليس باحزابها ، هل سوف نسمع بطوائف وكتل ، أتمنى العكس ، انها تونس الخضراء ،انها بلاد تقول :
( يا سيداتي اهجموا و اتقدموا على طول
خطوا كمان خطوه واحده تبلغوا المأمول
إيد المره في الزمان ده كل حاجه تطول
والخيبة راكبة الرجال،اللي اسمهم بهوات)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ديمقراطية السرقة
هاشم محسن ( 2011 / 1 / 18 - 12:04 )
بودي سوالك هل ان كلفة عائلة زين العابدين وعائلته تعادل 21 بالمائة من خزينة الدولة .ان السياسيين العراقيين الذين لايتجاوزعددهم الالف شخص يكلفون خزينة الدولة 21 بالمائة والعراق لم يزل بؤرة للنفايات وخزينتة تفوق خزينة تونس عشرات المرات. انظر الى تونس كم هي جميلة وكم بذل جهد في بنائها انظر الى الحريات الاجتماعية هناك بودي القول لو ان ابن علي دكتاتور لم تم اسقاطه بيومين لو انه واضع يده علئ الجيش لما سقط لو انه لم يهئي لوعي سياسي عبر حرية اجتماعية لما سقط لو انه تحالف مع الرجعيين وقربهم منه لما سقط. الان في العراق الف دكتاتور يتحصننون بالقوانيين التي قال عنها صدام يوما انها لاستيك نمطه كما نشاء والنواب اليوم في العراق يعتقدون ان بمجرد تشريع قانون يصبح المضمون حقا مطلقا. ان ابن علي كان اهون من سياسي العراق اليوم


2 - شكرا
نيسان عيساوي ( 2011 / 1 / 21 - 11:37 )
واصف شنون... شكرا
من قلبي اتمنى لك الفرح دائما وقلبك يملأه السرور والاطمئان.

اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام