الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد الزّين إقرأ على تونس السلام...!

باهي صالح

2011 / 1 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


محمّد البوعزيزي الشابّ التّونسي فقد الأمل و لم يبقي بحوزته من وسيلة للتّعبير عن احتجاجه و يأسه و انسداد كلّ الطّرق في وجهه غير إحراق نفسه، و كان إقدامه على هذا الفعل بمثابة القطرة الّتي أفاضت الكأس أو الشّرارة الّتي أشعلت سخط و تذمّر الشّعب و فجّرت غضبه و نفاذ صبره من استغوال نظام زين العابدين بن علي و استحواذه هو و زوجته و عائلتيهما على السّياسة و جزءا من ثروة البلد و مقدّراته على مدى ثلاثة و عشرين عاما..و كانت انتفاضة شعبيّة أثارت إعجاب و استحسان العالم لأنّها زلزلت الأرض تحت أقدام أحد أشرس و أعتى نظام قمعي بوليسي عرفته الدّول العربيّة في العصر الحديث...!

أجل...جميل أن يتحرّر التّونسيّون...و جميل أن يستنشق شعب تونس نسمات الحرّية بعد أن كتم نظام بن علي أنفاسه لأكثر من عقدين...و جميل أن يفكّر المواطن التّونسي و أن يقول ما يريد دون أن يخاف من البوليس و المخابرات أن تعتقله أو تُداهم بيته ليلا... و جميل أيضا أن تُفتح الأبواب على مصاريعها و يُسمح لجميع المواطنين بكلّ إتّجاهاتهم و إيديلوجيّاتهم المختلفة بالمشاركة السّياسيّة و بالتعدّدية الحزبيّة، و أن يصبح للتّونسيّين الحرّية الكاملة في أن يفكّروا و يناضلوا و يشاركوا و يدلوا بأفكارهم و أرائهم دون خوف أو عُقد... و الأكثر جمالا أن تُدار انتخابات حرّة و نزيهة يختار فيها أهل تونس رئيسهم و ممثّليهم في البرلمان و المجالس البلديّة و الولائيّة و غيرها...

و لكن الخوف أن تنزلق الأوضاع إلى ما يُحمد عقباه، و الخوف أيضا أن تجرف إخوتنا التّوانسة الحماسة و يأخذهم الغرور بما لم يحلموا يوما بتحقيقه، و تنسيهم فرحتهم و ابتهاجهم بتحرّرهم المفاجئ من القهر و الديكتاتوريّة...مشاعرهم ظلّت مكبوتة طوال عشرات السّنين و هي تغلي و تعتمل و تتفاعل خفية داخل نفوسهم مثل صهارة قلب الأرض و فجأة تنفجر مثل البركان دون سابق إنذار فلا يعرفوا كيف يتعاملون أو يكيّفون أنفسهم بوضع لم يعرفوه و لم يألفوه منذ إستقلالهم...!

الحرّية و الديمقراطيّة ليس بِدل أو قمصان بمقاسات تُطابق و تُناسب كلّ من يلبسها، لأنّ الحرّية قبل كلّ شيء هي وعي و مسؤوليّة، أمّا الدّيقراطيّة فهي خراب بيوت إن حاولت مجتمعات لم تنضج سياسيّا و ثقافيّا إن تُطبّقها و تحقّقها بين مواطنيها...

أخاف على تونس أن يتكرّر سيناريو بلدي الجزائر في أكتوبر سنة 1988 عندما انتفض الشّباب الجزائري على القهر و الجوع و جبروت حزب جبهة التّحرير الوطني...و كيف أنتهى الأمر في بداية التّسعينات إلى إطلاق الرّئيس الأسبق الشّادلي بن جديد للحرّيات و فتح الباب أمام جميع فئات و أطياف المجتمع الفكريّة و الإيدولوجيّة بما فيها الإسلاميّة...لا زلت أذكر كيف دخل المستنفعون و المسترزقون و صائدوا الفرص و المصالح في سباق محموم على تقديم ملفّات و طلبات التّرخيص بإسم الحرّية و التعدّد لتشكيل أحزاب و جمعيّات سياسيّة تحت مسمّيات و شعارات مختلفة حتّى فاق عدد المرخّص لهم في ذلك الوقت أكثر من ستّين حزبا وجمعيّة أغلبها لا تتجاوز شعبيتها الأفراد المؤسّسين لها...ولا زلت أذكر الزلزال الّذي أتت به حرّية الرّأي و التّفكير و تلك الحالة الهيستيريّة الّتي أصابت المجتمع الجزائري كبيرا و صغيرا، نساء و رجالا، إثر فتح الفضاء الإعلامي بكلّ أنواعه الحكومي و الخاصّ و تمكين الجميع دون استثناء أو إقصاء لأحد بأن يفضفضوا و ينفّسوا عن أنفسهم و يقولوا ما يشاءون و يفرغوا كلّ ما تجمّع في جعبتهم و ما كتموه في قلوبهم منذ الإستقلال...و هكذا دخلت البلاد آن ذاك حالة غير مسبوقة من الهذيان و اللّغط بمسمّى الدّيمقراطيّة و الحرّية مكّنت الإسلاميين لأوّل مرّة من الدّخول على الخطّ و تلقّف الفرصة و تشكيل أحزاب دينيّة كان أبرزها حزب الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ..كان لها التّمثيل الشّعبي الأكبر كثمرة مباشرة للمدّ الأصولي و الصّحوة الإسلاميّة المستشرية في ذلك الوقت خاصّة في أوساط الشّباب بحكم أنّها نجحت في تقديم نفسها كمعارضة و كبديل وحيد للنّظام البائد، لقرب شعاراتها من عواطف النّاس و نزعتهم الدّينيّة، و في نفس الوقت كانت فرصة لعودة مباركة و ميمونة إلى الإسلام الصّحيح و نهج الصّحابة و السّلف الصّالح...و كلّنا يعرف كيف حازت الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ في أوّل عمليّة إنتخابيّة حرّة و نزيهة و بكلّ سهولة على أغلب المقاعد في مجالس البلديات و الولايات، و كيف اجتاحت بأغلبيّة ساحقة مبنى البرلمان و حصدت تقريبا شطري المقاعد فيه، و كيف شعر الجنرالات بالخطر على كراسيهم و مصالحهم و هم يرون بساط الحكم و قد بدأ يُسحب شيئا فشيئا من تحت أرجلهم...حينها تدخّلوا و أوقفوا المسار الانتخابي...و بقيّة القصّة تعرفونها...دخلت البلاد في حرب أهليّة و تحرّكت عجلة الرّعب و إلى الآن لم تضع الحرب أوزارها بعد...الضّحايا ثكالى و يتامى و آلاف المختفين و المخطوفين و عشرات الآلاف من القتلى و عشرات المليارات كلفة أعمال الحرق و التّخريب...إلخ

و أنا أخاف على الشّعب التّونسي أن يتكرّر عندهم ما حصل عندنا خاصّة و أقول خاصّة عندما يدخل الإسلاميّون على الخطّ و يشاركون في السّلطة أو تُرخّص الحكومة لأحزابهم أو تبدأ اعتصاماتهم و مسيراتهم و هم يرفعون شعار "الإسلام هو الحلّ"...!

قد يكون الإسلاميّون عندكم قد قضى عليهم نظام زين العابدين بن علي أو يكونوا أكثر انفتاحا و أكثر تفهّما لكنّي صراحة لا أثق فيهم و لا يمكن لخطاب راشد الغنّوشي مثلا عن التّسامح و الحرّية و الديمقراطيّة و التّعايش السّلمي و احترام الرّأي الآخر...لا يمكن له أن يقنعني بصدقهم و إخلاصهم لما يقولون و ما يزعمون..فالخطاب نفسه كنّا نسمعه من عبّاسي مدني و غيره من رؤساء الأحزاب الإسلاميّة عندنا، خاصّة في البرامج الحواريّة المتلفزة أمّا في الأحياء و الشّوارع و على مستوى المساجد فقد كانوا هم و أتباعهم يهاجمون في خطبهم النّاريّة و الحماسيّة الأحزاب الشّيوعيّة و الليبراليّة و يعتبرونهم كفّار مارقين، أمّا الدّيمقراطيّة فهي كفر و زندقة و لا تُقرّها الشّريعة و أمّا الحرّية خارج إطار الديّن فهي فساد و انحلال...!

الإسلاميّون يقولون ما لا يفعلون...الدّيمقراطيّة عندهم ليست من الدّين، إنّها مجرّد مغنم جاءهم من دار الكفر، و هي (أي الدّيمقراطيّة) في حكم الضّرورة بالنّسبة لهم، يحلّ لهم إستخدامها و استغلالها دون غيرهم عندما لا يبقى أمامهم من خيار غيرها فيضطرّون للوصول عبرها إلى الحكم...و إن وصلوا إلى الحكم رموا بالحرّية و الدّمقراطيّة بعيدا و أرسوا حكم الله و شرعه المتمثّل في الكتاب و السنّة...!

إنّ النّضج السّياسي و الثّقافي للشّعوب هو القاعدة الصّلبة الّتي يجب أن يقوم عليه بناء المجتمعات الحرّة و الدّيمقراطيّة، الّتي دفعتها الشّعوب الأوروبيّة من أجل الحرّية و إرساء قواعد النّظام الدّيمقراطي في بلدانهم ليس بخسا و لا هيّنا فقد قام و تأسّس على أنهار من دماء تلك الشّعوب و مئات من السّنين...!

الحرّية لشعوب غير ناضجة سياسيا و ثقافيا هي عبث و فوضى و في هذه الحالة فإنّ الأنظمة الإستبداديّة أفضل و أصلح لها، أمّا الدّيمقراطيّة لمثل هذه الشّعوب فهي مجرّد تهريج و فوضى قد تقود إلى الفتن و الحروب بين أفراد الشّعب الواحد...!

أنا رأيي أنّه سيأتي يوم يندم فيه التّونسيّون على بن علي و على نظامه...نعم لنظام بن علي مساوئه و مشاكله خاصّة مع اشتداد قبضته الحديديّة و الأمنيّة خلال السّنوات الأخيرة لكن مع ذلك فقد جعل بن علي من تونس طفرة في الاستقرار و الأمن و الآمان، و فلتة فريدة في الاقتصاد و هي الدّولة الّتي ليست لها ثروة نفطيّة أو غازيّة تُذكر مثل كثير من الدّول العربيّة...!

نحن شعوب لا تصلح لها الحرّية و لا الدّيمقراطيّة، الأنظمة الدّيكتاتوريّة مع جرعات محسوبة من حرّية الإعلام، و حدّ مقبول من المرونة السّياسيّة و الأمنيّة و الانفتاح بمعنىdictatorship customized أفضل و أصلح لنا بكثير...أنظروا ماذا فعلت الحرّية و الدّيمقراطيّة في العراق و الجزائر...؟!

كان من الأفضل للشّعب التّونسي أن ينتظر ثلاث سنوات أخرى و ينظر إلى أيّ مدى سيُقدم النّظام على التّغيير و تحقيق وعوده...كان لزين العابدين بن علي الحقّ في فرصة أخيرة...و كان أولى به على الأقلّ في العشر سنوات الأخيرة من حكمه لو خفّف شيئا فشيئا من ديكتاتوريته و زاد قطرة قطرة و بكمّيات محسوبة و صحّية لجرعات الدّيمقراطيّة و الحرّية في سبيل تأهيل و إعداد الشّعب التّونسي و تمكينه من التكيّف بطريقة تدريجيّة كمرحلة انتقاليّة من أجل إستقبال عهد الحرّية و الدّيمقراطيّة دون صدمة أو تشنّج قد تؤدّي إلى التسيّب و الفوضى و ربّما حتّى الاقتتال...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القراءة الصحيحة
نورس البغدادي ( 2011 / 1 / 17 - 17:58 )
قرأت مقالات كثيرة في هذا الموقع عن الأنتفاضة التونسية ولاحظت ان اغلبها كانت مقالات عاطفية اومجرد تسجيل حضور ومواقف لا تدل الى العمق السياسي او الى قراءة صحيحة لمستقبل الشعب التونسي ، وبرأي ان ما جاء في مقالة الأستاذ باهي هذه هو القراءة الصحيحة وآلمنطقية للأحداث السياسية وبما فية خير لشعب تونس ، فرغم ان كلمة الحق تؤلم احيانا لكنها تكون العلاج الشافي في معظم الأحيان ، تحياتي للأستاذ القدير باهي صالح


2 - لم ولن يحدث
مهدي اشرف ( 2011 / 1 / 17 - 18:59 )
قرات احد البيانات امس فقط ..يقول ان الثورة بتونس هي ثورة العمال والكادحين والحكومة المرتقبة ستكون حكومة العمال والكادحين... اما ان الوقت لنتوقف عن هده المغالطات ..متى حكم العمال والكادحون اريد ان اعرف متى حدث دلك... طبعا لم ولن يحدث شيء من هدا


3 - الخوف على تونس الان اكثر من قبل
محب تونس ( 2011 / 1 / 17 - 20:30 )
لن تنعم تونس بالحرية ولا الديمقراطية ما دامت تستمر في اختيار رئيس جديد فمن هو ومن يكون وكيف سيكون .
الافضل لتونس ان تنظم للشعب الحر الوحيد في العالم الشعب الشقيق شعب ليبيا ونأكد نجاح افراد الشعب التونسي لهذه التجربة تجربة الديمقراطية المباشرة بنظامها المؤتمرات الشعبية التي تقرر واللجان الشعبية التي تنفيذ تحت اشراف ورقابة الشعب تونس الاقرب لليبيا من الناحية الجغرافية والاجتماعية وكل افراد الشعب التونسي الاحرار والمناشدين للحرية وغير الطامعين للمجالس النيابية او المناصب السياسية يقرون انه افضل نظام وانه الحل الامثل لامتلك الشعب التونسي حريته وليستمر مجده في العلم والنجاح الاقتصادية الذي نجحة به رغم فشل الدول العظمى في الازمة المالية السابقة
تونس مرحباً بكم في النظام الجماهيري
تونس اهلاً بك في اتخاذ قرارتكم
تونس مرحبتين للنجاح في ممارسة الديمقراطية الصيحية


4 - إحذروا الجزيرة
ثامر السعدي ( 2011 / 1 / 18 - 10:50 )
هذه مقالة موضوعية أشكر الكاتب على رؤيته . الحقيقة انصدمت حين قرأت لبعض الكتاب الذين يملكون ثقافة واسعة وعقلانية فيما يكتبون وإذ بهم في إنتفاضة الشعب التونسي تسود العاطفة على كتاباتهم . أود أن أنبه الى دور الجزيرة وما لعبته في تطور الأحداث والمهم بالنسبة لي دورها الآن قد بدأ في تقديم الإسلاميين فمن الآن سوف تشاهدون الإسلاميين التوانسة في برامجهم الحوارية من راشد الغنوشي وأخرين . في الحلقة الماضية من برنامج الشريعة والحياة يقول القرضاوي ( إنه مع الحرية أكثر من الشريعة) تصورا هل سيبقى القرضاوي على كلامه حين يحكم أمثال الغنوشي تونس . هذا الكلام كله للتقرب من الشعب التونسي العلماني ومحاولة لعدم الخوف من الإسلاميين التي تروج لهم الجزيرة على نار هادئة


5 - الامل في وعيكم ياتوانسة
رحمن الناصري ( 2011 / 1 / 18 - 20:14 )
الامل يجب ان يعقد على وعي التوانسة وقدرتهم على الكشف عن اصحاب الجلود الحربائية وخطابهم المظلل وكلماتهم المعسولة ونفاقهم ، والانقلاب من الحمل الوديع مظهرا وكلاما الى حيوان مفترس متوحش متى كانت موازين القوى في صالحهم، ربما كانت تجربة الجزائر القريبة وما سال فيها من دم على ايدي تلك القوى ، يجعل من الضرورة الانتباه الى مكانزمات وادوات تلك القوى ، والعناصر المساعدة لتسويقها لدى الشارع التونسي ، وهذه الاخيرة ـ ادوات التسويق خاصة للارهابي المتدين بلباس الاعتدال ـ هي من الخطورة بمكان ، لانها لم تنفضح بما فيه الكفاية ولحد الان ،الا على مستوى بعض النخب وقلة من عميقي الفراسة في متعاطي السياسة عن طريق الدعوة الى الدين ، فاحذروا يا توانسة مرتين من الاستسلام الى الشعارات ..! دون ضمانات وقوانين واضحة شفافة وثابتة لحماية وتطوير ديمقراطيتكم وعضوا بالنواجذ على ما تحقق من حريات حملت خصوصيتكم التونسية ، نعم خصوصيتكم انتم ، من زمن بورقيبة نفسه مرورا بعهد بن علي ،فهي حريات حققها شعب وليس حكام دكتاتوريون وان وافقوا عليها وايدوها ..شكرا يا استاذ على المقال التوعوي للاخوة التوانسة من انسان اكتوى واكتوت


6 - الامل في وعي التوانسة
رحمن الناصري ( 2011 / 1 / 18 - 21:09 )
اكتوى واكتوت بلاده بسارقي الانتفاضات والثورات الشعبية بمليون ونصف شهيد ليأتي من يريد الغاء كل التضحيات دفعة واحدة !! مستغلا وجود فساد وضعف في الدولة ليقفز من خلال ديمقراطية لا يؤمن بها اصلا ويريد الغائها بمجرد الوصول الى السلطة ومن اجل برنامج سياسي لا يعرف الا الادعاء والافتراض والكراهية والزجر والالغاء والهدم والعنف اللفضي والجسدي ليخلف مئات الاف اخرى من الشهداء والايتام والارامل بحجة محاربة كفر الدولة والمجتمع ، وبعنف اشد واكثر فاعلية حتى من بداية الدعوة الى الدين ، وكان المجتمع لم يبرح القرن السابع الميلادي !! فكما يقال في المثل : (اسألوا مجربا ولاتسألواحكيما )انتم مدعوون اذا يااهل تونس للحذرمن ان تعاد على ارضكم تجارب التخريب والدم والارهاب تحت اي مسمى كان..واذا طمحت للحياة الشعوب .. فلابد ان يستجيب القدر 1 ..

اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة