الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقط الدكتاتور التونسي سقوط الحيوان المحاصر..

جاسم المطير

2011 / 1 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لا جدال في أن انتفاضة الشعب التونسي كانت بطولية باختراقها اللامع لزمان وعصر الانتهازية الجديدة في القرن الحادي والعشرين ، وهي تشكل علامة جديدة من علامات القدرة الجماهيرية ، في الشارع السياسي العربي على النهوض وممارسة التغيير حين يغدو نظام الحكم هنا أو هناك برأسٍ حليقٍ غير مهتم إلا بمصالحه النفعية الخاصة في نهب المال العام بأيدي شياطين الفساد.
لو أردنا البحث في أسباب انتفاضة التوانسة الشجعان الجائعين لوجدنا مائة سبب وسبب غير أننا لو ركزنا على أهمها فأننا نجزم بوجود سببين رئيسيين:
ـ الأول هو تفشي الفساد في أعلى مناصب الدولة التونسية ابتداء من عائلة الرئيس الهارب زين العابدين بن علي.
ـ الثاني هو وجود عار العاطلين عن العمل بنسب كبيرة من ضمنهم خريجي الجامعات والمعاهد المرميين على الجانب الآخر من الطريق.
كانت الحكومة التونسية تنظر إلى هذين السببين منذ سنوات عدة لكنها لا تأبه لمآسي الشعب و لم تخجل من معاناته إذ ظلت الدكتاتورية الحاكمة تستمتع بمشهد العاطلين عن العمل والجائعين الباحثين عن لقمة خبز شريفة. كان الهمُ الوحيد عند الحكام( من عائلة بن علي وعائلة زوجته ليلى) هو مشهد كرسي الحكم والمحافظة عليه بالنار والحديد، كي لا يُدفع بعيدا عن أجسادهم مثلما كان الرئيس زين العابدين بن علي يحاول مشاطرة الآلهة في خلودهم بالبقاء على كرسي الرئاسة مدى الدهر ونهب ثروات الشعب مدى الدهر أيضا.
غير أن الشعب التونسي المتألم حوّل صبره إلى انتفاضة،
إلى تعبير غاضب،
إلى مطالبة صارخة بالتغيير.
ثم حصل التغيير عصر يوم أمس بهزيمة رئاسية شنيعة.
منذ حوالي ثلاثة أسابيع انخفضت رؤوس حكام تونس الجبابرة من عائلة زين الدين بن علي وزوجته سارقة خبز الشعب التونسي أمام انتفاضة الشعب وحشوده المطالبة بالخبز والحرية والتغيير لكنهم ظلوا في ضوءٍ مدلهمٍ لا يعرفون غير ركوب الطائرة الرئاسية راحلة في البعيد بحثا عن ملجأ لم يجدوه إلا عند مثيلهم حامي حمى كعبة الله ..! لا اشك أن النصر سيكون حليف الانتفاضة في خطوتها الأولى برحيل الدكتاتور التونسي بن علي، لكن المهم كل الأهمية هو استمرار المتظاهرات والمتظاهرين بوجوه الحكام التونسيين الغاصبين الفاسدين كلهم من أعوان الدكتاتور من جماعة الغنوشي وغيره من جلادي الشعب، وعدم إيقافها إلا بتشكيل حكومة ائتلاف وطني من أحزاب المعارضة الوطنية الديمقراطية وفق برنامج ديمقراطي حقيقي يكون بحق ممثلا لطموحات الشعب التونسي بعيدا عن انتهازية ساركوزي والسلطة الفرنسية اليمينية. ينبغي في هذه اللحظة أن يكون الشارع السياسي التونسي قويا يقظا متوحدا لن تتوقف فعالياته إلا بالتعبير الحقيقي عن مطالبه وعدالته.
كما من الضروري أن تقدم الانتفاضة مثالا نوعيا جديدا في إجراء محاكمة عادلة وعلنية لجميع الذين اضطهدوا الشعب منذ عام 1987 حتى اليوم لكي يكتب التاريخ بأحرف كبيرة من نور ديمقراطي عادل : أن أعداء الشعوب لن يفلتوا من العقاب.
مطلوب اليوم أن تتحول الكاميرات إلى العراق حيث ضرورة تفحص ظاهرة الفساد والفاسدين المتفشية بنطاق واسع في الدولة العراقية منذ عام 2003 مما ينبغي أن يتوافر على الديمقراطيين العراقيين في الداخل والخارج أن يكشفوا أمام الشارع العراقي وبواسطته فضائح الطبقة الحاكمة العراقية الجديدة التي استغلت " الديمقراطية " لتحقيق أعلى درجات الثراء والرخاء على حساب بؤس الشعب العراقي وفقره.
هلّ زمان الثورات والانتفاضات ، من جديد، بعد محاولات الدكتاتوريين العرب، الصغار منهم والكبار، القدامى منهم والجدد، وفي مقدمتهم الأحزاب الدينية المتطرفة والعمياء، أن يسدلوا ستارا من عارٍ على أعمالهم الشنيعة وعلى خواء برامجهم الشاحبة الممتشقة سيوف الوحشية والهمجية بدعاوى الدفاع عن الدين والدين منهم براء. الشعوب المناضلة ومنها شعبنا العراقي لن تظل مقهورة ولن تظل صامتة فقد ظهر ربيع الشارع السياسي غاضبا وكل حاكم متغطرس لا يبدل رأسه متجها نحو خدمة الشعب خدمة حقيقية صادقة فأنه يستنزف عمره كله حيا أو ميتا في مزبلة التاريخ ملعونا إلى الأبد برماد اسود تدوسه أقدام الشعوب.
أقسم بالله ألف مرة أن الدكتاتور المهزوم زين العابدين بن علي هو حاكم فاسد أقل بألف مرة من مجموعة فاسدين تبوءوا مراكز في السلطة الحاكمة بالمنطقة الخضراء العراقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 15 – 1 – 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابن علي
هاشم محسن ( 2011 / 1 / 17 - 17:22 )
يق ايها الرجل الطيب ان دكتاتورية ابن علي ارحم من حكام العراق الجدد .نعم ابن علي وعائلته كانوا قاسدين لكن علئ الاقل كان هناك مناخ علماني والدليل تجاح الثورة في تونس كشف عن وعي متطور لكن في العراق ان طغم مالية مثل جلال ومسعود ةعمار الخكيم ومقتدئ وعلاوي والجعفري وصالح المطلق والمالكي هولاء الذين كنزوا اموال العراقيين باسم محاربة الارهاب والديمقراطية هولاء خرموا العراقيين بتواطئهم مع القوئ الدينية من الحريات الاجتماعية ورفض منطق العدالة في توزيع الثروة بالتساوي.ان ابن علي ارحم وانبل من هولاء وان كان يشبههم

اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت