الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق تقرير المصير في السودان العلاج الأخير للوحدات المزيّفة ؟؟

جريس الهامس

2011 / 1 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


حق تقرير المصير في السودان العلاج الأخير للوحدات المزيفة ؟؟
أو كما يقال : اّخر الطب الكي ..
أول من نادى بهذا الحق المعلم لينين قبل أن يصبح شعاراً من شعارات ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي .. وطبقت ثورة أوكتوبر هذا المبدأ بنجاح لهذا إنضمت الجمهوريات المختلفة القوميات طوعاً لتشكل الإتحاد السوفياتي تحت راية الإشتراكية والمساواة في الحقوق والواجبات ولهذا برزت قيادات مدنية وعسكرية في جميع ميادين البناء الإشتراكي في الإتحاد السوفياتي صديق الشعوب الذي طور حياة جميع الناس دون أي تمييز عنصري أو ديني .. حتى القوميات التي لم يكن لها لغة مكتوبة مثل القرغيز والتتار ساعدها في تطوير حياتها من – الرعوية – إلى المجتمع المدني المتطور إقتصادياً وثقافياً وسياسياً بإنشاء لغة مكتوبة ودولة حديثة , وصان تقاليدها وطموحاتها .. وحتى أعتى أعداء الإشتراكية ومنهم من تاجروا بالماركسية يوم جعلوها بقرة حلوب لمطامعهم لايستطيعون نكران ماحققته الإشتراكية في قوميات الإتحاد السوفياتي السابق ..ولم تبرز بعض الفوارق والنزعات الشوفينية , إلابعد إغتصاب المحرفين الجدد والعسكر بزعامة المهرج خروشوف بعد عام 1958 تقريباً للسلطة حتى الإنهيار مع الأسف ...
إذاً حق تقرير المصير أضحى اليوم مبدأ عالميا وسلاحاً فاعلاً بيد الشعوب والقوميات المستعبدة والتابعة الذليلة لإسترداد حريتها واستقلالها وكرامتها بل وإنسانيتها ....وهذا ما ترسّخ في ميثاق الأمم المتحدة وسائر مواثيق ومعاهدات القانون الدولي ..
واليوم يطبق هذا المبدأ الهام في حياة الشعوب في جنوب السودان بعد الإستفتاء العام الذي تم في التاسع من الشهر الجاري ولمدة أسبوع في جميع محافظات الجنوب بنجاح منقطع النظير ...
,إذا كنا مبدئياً وتاريخياً مع وحدة أي شعب وأي بلد في العالم ... ولكن هذه الوحدة لا يمكن أن تستمر وتترسخ تحت ظل أنظمة الإستبداد والتمييز العنصري العرقي والديني مهما طال الإستبداد والإكراه ولهذا رأينا كيف تفككت الإمبرطورية العثمانية التي بنيت على الإكراه وعلى العنصرية القومية والدينية إلى عشرات الدويلات من شرقي أوربا إلى المغرب مرورا بالشرق الأوسط حتى السودان جنوباً... كما أن تحرر الشعوب الرازحة تحت نير أنظمة الإستبداد والديكتاتورية الشمولية والطائفية كتحرر الشعب التونسي الشقيق من حكم الطاغية إبن علي وزمرته جزء لا يتجز أ من تطبيق مبدأ تقرير المصير للأمم والشعوب ....
السودان سلة غذاء العالم لو حظي بحكومة وطنية ديمقراطية تهتم بالتنمية السياسية والإجتماعية الديمقراطية قبل الإقتصادية لكان من أغنى بلدان أفريقيا ,, لكن مع الأسف إن النيل يدخل السودان ويخرج منه محافظاً على بكارته كما يقال في السودان .. أي لم يستخرج من مائه للري إلا النادر وقد شاهدنا ذلك شخصيا عندما بقينا في زيارة الثورة الأرتيرية أنا وزوجتي لمدة شهرين خريف 1977 بدعوة من قائد جبهة التحرير الأرتيرية المرحوم عثمان صالح سبي الذي زارنا مرتين في دمشق مع عائلته ..بين الخرطوم وكسلا وجبهة – أغوردات – كرن – داخل الحدود الأرتيرية .. كان يومها المرحوم جون غارنغ قائد الجنوب الثوري يرفض الإنفصال علناً أمامنا .
.لكن النظام الديكتاتوري العسكري من النميري الذ ي اغتال قيادة الحزب الشيوعي السوداني التاريخية الطبقية بقيادة الشهيدين عبد الخالق محجوب وجوزيف قرنق كما اغتال من العسكريين الوطنيين التقدميين العقيد – هاشم العطا ورفاقه – بالتواطؤ مع جلاد الشعب الليبي معمر القذافي ...إلى البشير ( الراقص بالعصا ) على أشلاء بلاد جائعة منهوبة وممزقة ..هو رئيسها وزعيم نكبتها ,,مرورا بحكومتي الصادق المهدي والترابي ( خريج السوربون ) وتطبيق الشريعة الإسلاميةالتي لم تجلب للسودان سوى العبودية والتخلف والعار في عبودية المرأة حتى اليوم ... ولم يعرف السودان التنمية .. حتى في قلب العاصمة الخرطوم أو أم درمان تجد الكثير من الطرقات غير معبدة .والخدمات شبه معدومة . او لايوجد فيها جهاز هاتف في الشوارع .. حتى الما ء الصالح للشرب والكهرباء لاتجده خارج الخرطوم ب 40 كم فكيف في الجنوب المستعبد والمنهوب .. لذلك دافع الجنوبيون ببسالة عن وجودهم ولقمة عيشهم وتقدمهم بقيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان منذ 35 عاما واستعمل الشماليون أكثر الأسلحة فتكاً ودمارا ضد أهل الجنوب الذين فقدوا مليوني شهيد من المقاتلين والمقاتلات والمدنيين وحوالى خمسة ملايين جريح ومعّوق وملايين المهجّرين للشمال وللخارج..وبعد فشل المخطط العنصري لتركيع الجنوبيين وحاجة الدول الغربية لوقف القتال بعد اكتشاف النفط في الجنوب .. أرغم الديكتاتور- البشير - على توقيع إتفاقية "" نيفاشا "" عام 2005 التي اغتيل بعدها القائد غارنغ وواصل نائبه سيلفا قيادة الجنوب بمساعدة زوجة الشهيد غارنغ ورفاقه حتى اليوم
حيث تم الإستفتاء بنسبة تجاوزت ال 75 % والنتيجة معروفة إنفصال الجنوب وقيام دولة جديدة ديمقراطية ولدت من صندوق الإقتراع والنزيه الذي قبلته كل الأطراف ....
إن القوميين الشوفينيين الذين أقاموا الديكتاتوريات العسكرية الفاشية في سورية ومصر وليبيا والجزائر والعراق واليمن والسودان .ومزقوا الوحدة الوطنية في أقطارهم وانتهكوا أبسط حقوق الإنسان .. والذين يعلقون اليوم كل ما فعلوه من جرائم في بلدانهم والوطن العربي من إستبداد واغتصاب للسلطة من الشعب ونهب للمال العام والخاص والتفريط بأرضنا وإستقلالنا , وتخريب على جميع الأصعدة ونهب وتمييز عنصري قومي وديني وهزائم أمام العدو الصهيوني ,, لا يستطيعوا تعليق جرائمهم على مشجب الإستعمار والصهيونية.. كما لايستطيعون إتهام إخواننا السودانيين الجنوبيين بأي اتهام من صيغهم المعلبة الجاهزة لقذف الاّخرين يها ,
وها هو عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية يبارك استفتاء جنوب السودان ودولته الوليدة الجديدة .. وأعتقد جازماً أن الشعب السوداني الطيب الذي سيسقط ديكتاتورية الطاغية البشير وزمرته اّجلاً أو عاجلاً سيعود للقّاء مع الجنوب في إتحاد طوعي .. تحت ظلال الديمقراطية وحق تقرير المصير.. فهنيئاً لشعب السودان الشقيق بدولته الديمقراطية الجديدة وتحرره من الإستبداد والديكتاتورية القريب جداً ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
fares awad ( 2011 / 1 / 17 - 20:09 )
نحن متفقون وانت للكثيرين القدوه الحسنة والماركسي الواعي طبيعة الصراع الطبقي


2 - موقف مبدئي اصيل
صلاح بدرالدين ( 2011 / 1 / 18 - 05:31 )
منذ أن عرفته قبل عقود والمناضل الشيوعي - الوطني جريس الهامس مع رفيقة دربه يحملان هذه الأفكار التقدمية والانسانية والديموقراطية النيرة ودفعا من أجل ذلك الثمن الباهظ ( ملاحقة واعتقالا وتشردا ) كما أن هذا المناضل يلتزم بمبادئه ويدافع عنها منذ بداية حياته السياسية بخلاف بعض من تلون بالماركسية وعمل منظرا لدى أنظمة الاستبداد والعنصرية
انني كوطني كردي أناضل من أجل تحقيق سوريا ديموقراطية تعددية جديدة تضمن حقوق وتطلعات الشعب الكردي في تقرير مصيره أتمسك بالوحدة الوطنية ومبدأ الاتحاد الاختياري أكثر عندما أرى مناضلين من القومية السائدة يعترفون بوجود شعبي ومشروعية حقوقه وخاصة في تقرير مصيره اسوة بكل شعوب وقوميات الدنيا
لك التحية ايها الصديق والرفيق

اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. مفاجآت الجولة الثانية!


.. غداة الانتخابات التشريعية.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يقدم ا




.. رغم إصراره.. اجتماع لكبار الديمقراطيين لبحث مستقبل بايدن


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - أبو عبيدة: عززنا القدرات الدفاعية




.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يعلن تقديم استقالته لرئيس الجمهوري