الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من توارث ثقافة السياسيين

جمال المظفر

2011 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



يخشى العراقيون من ان يتحول الصراع السياسي الى ظاهره تثبت اوتادها وتتوارث في البيئه الاجتماعيه كما تتوارث الامثال الشعبيه والنكته السياسيه وتبقى متداولة على السن العامه لمئات السنين ، بل ان اكثر ما يخشاه الناس هو ان تصبح هذه الظاهره الخطيره عدوى تصيب اطفالهم لانهم مثل الحواضن اللاقطه لكل ماهو مثير للدهشة والسخريه ، فالطفل تثيره السخرية ويكركر عليها اكثر مما تثيره القصة التراجيديه ذات الطابع الحزين ... ويبقى يقلدها داخل البيت او مع زملائه في المدرسه وربما تصبح ملازمه سلوكيه تتلبسه الى مرحلة الكبر ...
وخير من وصف هذه الحاله الشاعر الشعبي صباح الهلالي في قصيدته ( خايف على اطفالي من السياسي ) وهذا العنوان لوحده يمثل سيره منهجيه سوسيولوجيه قائمه في عراق مابعد التغيير ، عراق الكوارث والازمات والنكبات والمصالح الفئوية والحزبيه ..
لانخاف على اطفالنا من تأثيرات العولمة او انتشار الامراض السرطانيه الخطيره التي ازدادت بشكل مخيف في العراق بفعل استخدام قوات الاحتلال الانكلو امريكي للاسلحة المخضبة باليورانيوم في حروبها الكارثيه ضد الشعب العراقي والتي لوثت التربه والمياه والهواء ، بحيث اصبحنا قطعه كونيه يورانيوميه تهدد المنظومه الشمسيه باكملها وليس الكره الارضيه لوحدها ...
الخوف على الاطفال من صراعات السياسيين وانانيتهم ، من عنفهم وتأليبهم للاخرين واثارتهم للنعرات الطائفيه والعنصريه ، الخوف من ان يقلد الطفل السياسي في تصرفاته والتي تصل الى الرعونه لا المراهقه السياسيه ، ربما تكون المراهقه مرحله وتعدي ، اما مراهقه السياسيين فأنها خطيره وقد تمتد لقرون وتورث مصائب وهزات كارثيه ...
قلما تجد سياسيا معتدلا يخاف الله وعباده ، او يقدم مصالحهم على مصالحه الفئوية والحزبيه ، او يأكل مثلما يأكلون او ينام متقرفصا مثلما تنام عائله كامله في غرفه واحده بسبب ازمة السكن الخانقه التي تعذر على كل الحكومات السابقه واللاحقه حلها ، او ان يتقاسم السياسي رغيف الخبز مع شعبه او على الاقل مع الفقراء لا ان يأكل حقوقهم وحقوق غيرهم ، بحيث اصبح الفارق بين راتب السياسي وراتب الموظف كالفارق بين السماء والارض ...
الخوف على اطفالنا من ثقافة السياسيين ، من الاقصاء والتهميش والانوية العاليه والدكتاتوريه والانفعاليه والتأليبيه والتكالبيه والتناهشيه والرغبويه وغيرها من المصطلحات التي يتحلى بها السياسيون ...
لانخاف من الارهاب لانه سينقرض في يوم ما ، ولانخاف من قذف الكويكبات السياره لكوكبنا لان لنا رباً يحمينا ولانخاف من مخلوقات فضائيه ربما تغزونا في ليلة وضحاها لاننا تعودنا على الغزو العسكرياتي والثقافي والمعلوماتي ولانخاف من سرقة اموالنا لان السراق كثر والحمد لله ، فمازالت الخزينة مشرعة واللصوص يتكاثرون انشطاريا ...
خوفنا من السياسيين اكبر من كل تخوف اخر ، لانه خوف مدعم بالاقوال والافعال ، اذا قالوا فعلوا ، ليس على مستوى الاعمار والبناء والتنميه ، وانما على مستوى العنف والتأزيم والتقزيم والتفرد بالقرارات وحرق الاخضر واليابس لمجرد احلام وطموحات ورغبه في امتطاء الكراسي العواهر التي ماحافظت يوما على صداقه او عشرة طويله ، فانها وبحكمه الهيه مثل العاهرة اللعوب تماما لاتصون عشرة صاحبها ، وانما تخونه مع اول ( تخييله ) على عشيق آخر يكون أكثر نشاطا على الصعيد ( الجنسي ) لاعلى الصعيدين الفكري والثقافي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي