الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصدقائي التوانسة ..إحذروا من أسوا العابدين بن....

علي بداي

2011 / 1 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


أ

ينتابني حذر شديد حين أود تبيان وجهة نظري في نظام عربي ما، ومبعث حذري هو ماكنت أقاسيه أيام نظام البعث أيام كنا نحن العراقيين نشكو لأخوتنا العرب سماجة هذا النظام ووحشيته اللامتناهية، فيجيبوننا بأن نظام صدام أفضل في كل الأحوال من الأنظمة الحاكمة في بلدانهم ، وكان ذات الشئ يحصل عند نقاشنا مع الأصدقاء الأيرانيين الذين لطالما أكدوا أن لامثيل لنظام الخميني في رجعيته وفساد إدارته. من العسير على المرء في بلد من بلداننا المحاطة بالأسلاك والمكتضة بالفضاءيات التي تجعل من يشاهدها يظن أن جنة الله على الأرض قد شيدت هناك للتو، من الصعب على ذاك الإنسان أن يحس بمعاناة غيره في ذلك البلد.
قضيت سنة كاملة من حياتي في دمشق أيام الرئيس الراحل حافظ الاسد ، لم أشعر خلالها أنني في بلد غريب ،ولم أحس بإحساس المطارد الذي كنت اقاسيه وأنا في بغداد أو البصرة أيام صدام ، لكنني سرعان ما أدركت لاحقا ان وجودي كعربي مقدر في دمشق لا يعطيني الحق بالإنطلاق من حالتي لتزكية النظام فوضعي الشخصي كغريب، مع ضرورة أن يجعلني أبقى وفيا لمن أكرمني ،يتوجب أن لا يعميني عن تلمس معاناة المواطن الذي تنظر له حكوماتنا كعدو أول لها..
لي في تونس أصدقاء قضيت معهم شطرا من سنين الدراسة في براغ في ثمانينات القرن الماضي، مازلت أذكر للآن محاولاتي وجهودي معهم قبل أن تبدأ حرب الخليج الثانية في أعقاب إحتلال الكويت من أجل تبيان حقيقة صدام حسين وعزمه على حرق العراق كله ونفط الكويت بقرار إرتجالي ، وكيف أني كنت أرسم لهم ملامح المعركة التي يخطط صدام لمواجهة الأمريكان بها ، قلت لهم أن صدام لايملك الا سيفا من خشب ، وحين سينكسر السيف من اول مبارزة سيولي الأدبار ويترك الجنود وضباطهم طعاما لنيران الحلفاء..لأن صدام ليس بالشخص النظيف البديل عن العفن العربي فهو بالذات مؤلف من أكثر عناصر العفن فسادا بل ودمارا .
وقد أفلحت في نقل صورة للواقع الذي أتى لاحقا، بشكل مطابق الى حد كبير لما رسمته ، صورة أثرت في معظم أصدقائي التوانسه فجعلتهم يحتاطون لعنتريات صدام اللاحقة ، وأنا الأن أتذكرهم، فأ تجنب ما وقعوا هم فيه من تسرع ، أحاول أن لا أطلق لنفسي العنان في تقييم ماجرى في تونس من أحداث فأحاول أن أنسى أنني كنت أعتقد أن تونس قد حققت أفضل معدلات نمو إقتصادي من بين الدول العربية ،وكنت على بينة من المستوى العلمي المرموق للجامعات التونسية، ولطالما تمنيت أن تحدث حكومة تونس القفزة فتضرب المثل فتطلق حرية التعبير وتسير تدريجيا بإتجاه الحل الديمقراطي لمشكلة الحكم ، علنا نكسب بلدا عربيا واحدا يتحول للديموقراطية دون خسائر ودون مرور بنفق يقودنا الى الخلف حيث أيام التاريخ المظلمة، ولكن أعود وأقول ليس بالعلم وحده يحيا الإنسان ولا بالنمو الإقتصادي وحده ترضى الشعوب وأهل تونس أدرى مني ومن غيري بشعابها .
لم يكن زين العابدين زين العابدين كما بينت الأيام، ولكن ما أخشاه أن لايكون هو أسوأ العابدين، بل أن أسوا العابدين هو من ينتظر جزع الشعب التونسي ليسوق بضاعته العفنة المغبرة بتراب التأريخ وعرض مخطوطات الأولين كنقيع لشفاء البدن العربي من أدرانه كما عرض الخميني لشعوب إيران الجازعة من إستبداد الشاه بهلوي نقيع ولاية الفقيه فوقعت الشعوب المتحضرة التي كانت تنبض بالحياة صرعى في شراك الإستبداد الديني لتنزلق بعدها الى ظلمات لاسبيل واضح في الأفق للإنعتاق من دياجيرها، آنذاك سيحدث ما لا اتمناه لأصدقائي التوانسة ، أعزائي ياأهل تونس تحية لكم ، ولبسالتكم ..إنتبهوا لكي لايحل أسوأ العابدين محل زين العابدين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في