الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة الشعبية تطيح ببنعلي... نحو العام الأول للثورة التونسية

الرابطة الشيوعية الثورية

2011 / 1 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



الرابطة الشيوعية الثورية-الفرع البلجيكي للأممية الرابعة






لم يكن الحدث الأفضل الذي ابتدأت به سنة 2011 سوى سقوط ديكتاتور مقيت تحت الضربات القوية و الفعالة لانتفاضة شعبية جماهيرية و ديموقراطية و حازمة. رغم القمع الدموي الذي تعرض له الشعب التونسي و الذي خلف عشرات القتلى و مئات الجرحى، و رغم التنازلات و الاصلاحات الزائفة و المنافقة التي اضطر النظام المتهاوي قبولها في أخر لحظاته، فإن الشعب التونسي لم يتراجع ولو شبرا واحدا و لم يهن و لم يسقط في الفخ.

مقابل هدا لم يكن بالتأكيد لكلبية الحكومات الغربية حدود. فلمدة 60 سنة قامت بكل شيء لضمان استمرار النظام الديكتاتوري لبورقيبة (19571987) و لخلفه بنعلي (19872011) سواء في أحلك الظروف عبر تقديم الدعم المباشر أو في أحسنها ـ الأمران في الواقع سيان ـ غاضة الطرف عن جرائمه. اليوم و بعد شهر من الصمت المطبق تجاه القمع الدموي الذي أطلقه النظام، فإنها مضطرة و قسرا لاتخاذ موقف من الانتصار الشعبي و من فرار خادمها.

لقد حاز اوباما جائزة النفاق بإشادته "بشجاعة التونسيين" في حين أن واشنطن لم تتوان ولو للحظة في تدريب و تقديم النصح و المشورة لشرطة و جيش و مصالح استخبارات جلاد الشعب.

ليست الحكومة البلجيكية استثناء: فبينما كان بنعلي يعد حقائبه، دعا وزير خارجية بلجيكا ستيفن فاناكيريه إلى " التهدئة عبر حوار بين السلطات و التطلعات التي أعرب عنها المتظاهرون" أما بالنسبة للحزب الاشتراكي البلجيكي، فرغم طلبه المتأخر بوضع حد للقمع فإنه بالمقابل تجنب و بعناية المطالبة بوضع حد للدكتاتورية ما دام حزب بنعلي عضوا في أمميته " الاشتراكية".

شكل الهروب المخزي للديكتاتور و أقاربه ـ الذين كانوا بالتأكيد يحملون في حقائبهم الكثير من الثروات المسروقة ـ حدثا و انعطافة هامين، ليس فقط لشعوب المنطقة المغاربية و لكن على الصعيد الأممي و العالمي. لقد أعطى الشعب التونسي المثال الواضح في الاستماثة عبر نضال حازم و جذري، الأمر الذي يبرهن أن هذا هو الطريق الوحيد للظفر بنتائج حقيقية. سيكون لهكذا نضال وقع هام على شعوب المنطقة المغاربية و العالم العربي بصفة عامة.

يرتعد محمد السادس بالمغرب و عبد العزيز بوتفليقة بالجزائر خوفا على سلطتهم من انتشار الزخم الثوري. و هم فعلا على حق فعدوى الثورة تنتقل بسرعة. فقبل الآن دخل الشباب بالجزائر في نضالات ضد البؤس و البطالة و غلاء المعيشة, و بالمغرب تظاهر أكثر من 20000 شخص بتنغير-ورززات نهاية شهر دجنبر الماضي، كما اهتزت الأردن بتظاهرات حاشدة ضد التضخم.

بعيدا عن الحملات العنصرية و المعادية للإسلام حول ما يسمى "صراع الحضارات" و التي تحاول إيهامنا بأن تحركات الشعوب العربية ـالاسلامية تعبد الطريق للرجعية الدينية الظلامية، و التي تحت هده الذريعة، تدعم الدكتاتوريات بمختلف أشكالها (الأصولية أو شبه العلمانية)، فإن انتصار الشعب التونسي يبين بجلاء إمكانات التحرر و الديموقراطية الهائلة التي يختزنها كل نضال جماهيري ضد الظلم. ويبين ايضا بوضوح الدور الفعال للنساء، لاسيما الشابات، في هذا الانتصار.

ينطبق هدا المثال نسبيا أيضا على اروبا، و سيعطي لعمالها (ات) الذين يتعرضون لهجوم رأسمالي لم يسبق له مثيل ـ ارتفاع معدلات البطالة و البؤس و الهشاشة و الحرمان من الدموقراطية...ـ . وحده النضال الموحد لجميع المضطهدين (ات) في تنوعه يمكنه أن يحقق آمالهم؛ لا يضمن النصر 100% لكن السلبية والتمييز العنصري و الجنسي يضمنان الهزيمة 100 %.

لقد أتبث الشعب التونسي و الشباب على وجه الخصوص الذين كانوا في الصف الأمامي و دفعوا الثمن، القدرة على التعبئة والتصميم و الإصرار و الشجاعة المنقطعة النظير.

إن سقوط بن علي انتصار للشعب و ليس لأحد سواه. و لكن الساسة البورجوازيين سواء من هم في المعارضة أو التابعين للنظام البائد، قد يحاولون سرقة هدا الانتصار و سيعملون كل ما بوسعهم لإقبار الانتفاضة و إخماد لهيب الثورة باسم "استثباب الأمن" و "الوحدة الوطنية".

إن ما يسعون إليه ليس بالأمر الجديد، فكما هو الحال أثناء سقوط ديكتاتوريات أخرى، من اسبانيا الفرنكية إلى الأنظمة العسكرية بأمريكا اللاتينية، تحاول البرجوازية التي كانت الداعم الرئيسي و المستفيد من هذه الأنظمة و بكل الوسائل تنشيط الحياة في الجسم المتهالك و الحفاظ على استمرار السلطة. بدعم من الامبريالية ، يتبنى الموظفون السياسيون فلول النظام الدكتاتوري بشكل فجائي أسس الديمقراطية الشكلية و يتفقون مع المعارضة المعتدلة, فالأساس و المهم هو انقاد الجوهر: سلطة طبقتهم.

مع ذلك فالشعب التونسي لم ينتفض فقط ضد الدكتاتور البغيض و من اجل حقوقه وحرياته الديموقراطية الأساسية، لكن ايضا و بشكل أساسي من اجل الخبز و الشغل و ضد غلاء المعيشة و ضد الرشوة و من اجل مكافحة الفساد و من أجل توزيع آخر للثروة. و لتحقيق ذلك لا بد من وضع هذه الثروات تحت الرقابة الشعبية و الديموقراطية، كما ينبغي استبعاد و طرد المنتخبين الفاسدين من السلطة و إلغاء السياسات النيولبيرالية و تنقية جهاز الدولة و محاكمة كل المسؤولين عن جرائم الدكتاتورية، كما تجب مصادرة ممتلكات الدكتاتور بالخارج و إرجاعها مرة أخرى للشعب التونسي.

دخلت ثورة الشعب التونسي مرحلة جديدة. فالعفوية التي شكلت قوة هده الانتفاضة الشعبية تمثل أيضا نقطة ضعفها. فلا يمكن إحباط مناورات البورجوازية التونسية و الامبريالية إلا بالحفاظ على تحرك سليم و نضال حازم حتى تحقيق كل المطالب السياسية و الاجتماعية عبر التنظيم الذاتي و الديموقراطي و تشكيل قوة سياسية و ثورية مستقلة.

تضامننا النشيط مع الشعب التونسي من اجل أهدافه الأساسية ضروري الآن أكثر من أي وقت مضى. 15 يناير 2011

الرابطة الشيوعية الثورية فرع الأممية الرابعة ببلجيكا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية


.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر




.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص


.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة




.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات