الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها التونسيون حذاري من أن توئد ثورتكم الوليدة .

جعفر صادق الملّة

2011 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ان ما فعله التونسيين أو بالأحرى ما فعله الشاب البسيط محمد البو عزيزي صاحب الشرارة الأولى
التي أحرقت عرش الدكتاتورية ودكت معاقلها فولت هاربة مرعوبة تجر أذيال خيبتها حسيرة على ما فلت
من ايديها وقبضتها التي كانت تسمى بالحديدية واتضح فيما بعد انها قبضة ورقية هرئت من أول رشة ماء
تماما كقبضة دكتاتور العصر وجرذ الحفرة صدام حسين .
هكذا هم الدكتاتوريون جبناء يحتمون بأجهزتهم القمعية التي لا تعد ولا تحصى لكنهم اول ما يرون بأعينهم
أعدادا تفوقهم عددا وإن كانت اقل عدة حتى يولو هاربين لأي صوب كان عداد صوب المواجهة والصمود .
وها هم التوانسة يحققون بأبسط الطرق وبأقل الضحايا ما ينتظره ويتمناه أغلب شعوب المنطقة ان لم نقل كلها
واستعدادهم لتقديم اضعاف مضاعفة لما قدمه التونسيون من تضحية وصمود وعزم ،
فهل سيكون هذا الدرس منتجا وولاداً لدروس شبيهة ؟
هذا ما تأمله الشعوب المغلوبة على امرها لكنه بنفس الوقت سيكون درسا مقلقا لحكام المنطقة الذين سوف
لن يقفوا مكتوفي الأيدي ولن يكتفوا بالفرجة . بل سيكونوا لا عبين ولاعبين اساسييين ولن يقبلوا بأقل من ذلك .
ولنا في العراق خير شاهد رغم اختلاف التجربتين في عدة نقاط وتشابهمها في نقطة اساسية وهي انها مصدر
قلق وارق للحكام .
وكبادرتين اوليتين قام حكام السعودية بإستقبال الدكتاتور المخلوع ثم تلاها القذافي بتقمس دور محامي الدفاع
عن الدكتاتور ودور الولي الناصح لشعب تونس ليقول لهم بأنهم أخطأوا الهدف وان زين العابدين هو اصلح الجميع
لقيادة تونس
وهاتين البادرتين هما مؤشرين خطيرين وينبئان بادوار خفية وتخريبة سيقوم بها الحكام العرب ربما ستفوق الادوار
التي لعبوها في العراق وهذا ليس تشاؤما ولا احباطا للمعنويات لكنه قراءة واقعية لواقع المنطقة التي تخضع لسطوة
الحكام الدكتاتوريين القمعيين .وهنا على التونسيين ان يحافظو على ما كسبوا وان لا يفرطوا به والحذر كل الحذر
من جناة الثوراة المتمثلة بأيتام النظام السابق أولا ورجالات الدين ثانية فهؤلاء هم الاوراق الرابحة والتي سيلعب بها
حكام الجوار لزعزعة امن واستقرار تونس وقلبها من مثال حسن تتمنى المنطقة العربية ان تحتذى به وتحويله الى
مقولة واقعية وشعارا يردد ويرفع على امتداد تونس مفاده ليتنا بقينا على النظام السابق ويعود( زين الى الهاربين)
الى اسمه اللا مسمى زين العابدين كما تحول صدام حسين صاحب الحفرة بقدرة قادر الى شهيد الأمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب