الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام الجزائري و قضية الصحراء

بودريس درهمان

2011 / 1 / 18
الصحافة والاعلام


الإعلام الجزائري ليست لديه مواقف مبدئية اتجاه القضايا السياسية الدولية لأنه لا يحلل هذه القضايا و يتخذ منها موقفا محددا إلا إذا كانت هذه القضايا لها علاقة مباشرة بما يخدم قضية معارضة النظام الجزائري للمملكة المغربية. معارضة النظام الجزائري للمملكة المغربية هي قضية مصيرية بالنسبة للإعلام الجزائري. فعلى سبيل المثال، الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يستحق إزاحته من الرئاسة التونسية ليس لأنه دكتاتوري أو مافيوزي كما نعتته وثائق ويكيليكس و لكنه يستحق الإزاحة فقط لأنه حسب جريدة الشروق اون لاين الجزائرية ليوم الاثنين17 يناير 2011 ‬كان‭ ‬"يكفر‭ ‬بالقضية‭ ‬الصحراوية‭ ‬ولا‭ ‬يؤمن‭ ‬بحق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها" و قد تجلى هذا الكفر بالقضية الصحراوية، حسب الجريدة الجزائرية، في التصريح السري الذي أدلى به الرئيس المخلوع لدافيد ويلش مساعد وزيرة الخارحية الأمريكية الأسبق يوم 3 مارس 2008 حيث قال بأن "مسؤولية الطريق المسدود الذي يقف عنده نزاع الصحراء تتحمل مسؤوليته الجزائر" و حسب قول الرئيس المخلوع أو كما تسميه الجريدة الجزائرية بالهارب " يجب على الجزائريين القبول بأنه لن تكون هنالك دولة مستقلة". الإعلام الجزائري يتخذ موقفا من الرئيس التونسي المخلوع ليس لأنه دكتاتوري أو مافيوزي و لكنه فقط لأنه ضد التصورات الجزائرية للصحراء.
الإعلام الجزائري بمعارضته الدائمة للمملكة المغربية، يبدو و كأنه إعلام متحكم فيه من طرف المملكة المغربية نفسها، لأنه تنطبق عليه العبارة التي تقول إذا عطست المملكة المغربية يصاب الإعلام الجزائري بالزكام.
هكذا، فبمجرد ما قامت الشركة الوطنية للتلفزة المغربية برفع حصتها في قناة أورونيوز الأوروبية قامت الجريدة الجزائرية libération ليوم الاثنين 17يناير 2011 بتخصيص مقال تمدح فيه التلفزة الفرنسية قائلة بان هذه التلفزة المشكلة من عدة قنوات عمومية تستحوذ على أكثر من 33% من المشاهدين الفرنسيين؛ كل هذه الإشادة لم تكن إشادة حقيقية بانجازات التلفزة الفرنسية بل كانت فقط عبارة على نكاية في خيارات المملكة المغربية. حتى استفتاء السودان، كانت الصحف الجزائرية ليوم الاثنين 17 يناير 2011 هي السباقة من بين كل وسائل الإعلام الدولية إلى تقديم المعطيات التي تخص هذا الاستفتاء و هي تقوم بذلك هاجسها الرئيسي هو التفكر في وضع الأقاليم الجنوبية المغربية، وكأن جنوب السودان هو جنوب المملكة المغربية؛ و نظرا لأن الايدولوجيا تعمي الأبصار و تحجب المعطيات فان جريدة ليبراسيون الجزائرية نسيت و هي تقوم بسرد المعطيات التي تخص جنوب السودان، الذي يعرف الجميع حتى قبل إجراء الاستفتاء أنه سينفصل، نسيت و أوردت بان استفتاء السودان "يحترم كل القواعد الدولية المتعلقة بالديمقراطية". كل الديمقراطيين في العالم لا يمكنهم إلا أن يهنئوا أنفسهم بهذا الانجاز الديمقراطي العظيم، لكن الإعلام الجزائري نسي بأن جبهة البوليساريو التي لسببها فقط يساند الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها لا تحترم "القواعد الدولية المتعلقة بالديمقراطية". الإعلام الجزائري لو كان فعلا يؤيد حق الشعوب في تقرير مصيرها، لأيد و لسمح للشعب الأمازيغي المقيم على ترابه منذ ألاف السنين بحقه في الحكم الذاتي على الأقل و لسمح كذلك للشعب التواركي الأمازيغي المقيم منذ ألاف السنين في الصحراء الجزائرية بحقه هو الأخر على الأقل في نوع من الحكم الذاتي لكن بما أن الإعلام الجزائري ليست لديه استقلالية فان مساندة حق الشعوب في تقرير مصيرها هو محصور فقط في ما يسميه هذا الإعلام بالشعب الصحراوي و هذا الشعب الذي تحتجزه الجمهورية الجزائرية فوق أراض هي ليست حتى بأراضيها هو خليط من سكان الصحراء الكبرى التي تتجاوز مساحتها أكثر من ثمانية ملايين كلمتر مربع، أي حوالي ربع مساحة القارة الإفريقية بأكملها.
استفتاء السودان "يحترم كل القواعد الدولية المتعلقة بالديمقراطية" يسعد كل الديمقراطيين في العالم و لكن حالة الصحراويين المحتجزين بداخل إيديولوجيا لا تاريخية و بدون "احترام القواعد الدولية المتعلقة بالديمقراطية" يؤلم كل الأحرار التواقين إلى الديمقراطية في العالم؛ لأن معظم المستحوذين حاليا بداخل الأجهزة السياسية التمثيلية لجبهة البوليساريو ليسوا صحراويين من نفس المكونات القبلية التي حددتها وثائق الأمم المتحدة كقاعدة انتخابية. كلهم صحراويون ينتمون إلى منطقة الصحراء الكبرى الموزعة بين موريتانيا الجزائر و مالي. فمثلا رئيس وفد بوليساريو في المفاوضات، خطري أدوه، هو من قبيلة موريتانية اسمها تنواجيب. محمد خداد، المكلف بالعلاقات مع المينورسو، والده كان ممثلا لحزب موريتاني. الخليل ولد سيدي أحمد، وزير الجاليات، كان عضوا في حزب الكادحين الموريتاني. ولد البوهالي وزير الدفاع، كان جنديا في الجيش الجزائري. خديجة حمدي، وزيرة الثقافة وزوجة محمد عبد العزيز، هي جزائرية. ممثل جبهة البوليساريو في واشنطن هو من قبيلة الكرعة الموريتانية. كل المستحوذين على المناصب المفصلية في اتخاذ القرار ليسو صحراويين من منطقة الصحراء المتنازع حولها؛ بل أكثر من ذلك أكبر تمثيلية قبلية بداخل المخيمات التي تتحكم فيها جبهة البوليساريو لا يتجاوز عدد أفرادها 20000 من سكان المخيمات، بمعنى أن معظم سكان المخيمات هم أفراد من الدياسبورا الصحراوية المنتمية إلى الصحراء الإفريقية الكبرى.
في ما يخص "احترام القواعد الدولية المتعلقة بالديمقراطية" فعلى الإعلام الجزائري أن يعلم بأن صنيعته جبهة البوليساريو تحرم أكبر قبيلة صحراوية في مخيمات تتندوف من حق التمثيلية الديمقراطية و هذه القبيلة هي قبيلة لبيهات المصنفة في وثائق الأمم المتحدة بالرموز الأبجدية من A31 إلى A45و هذه القبيلة منها ينحدر المدعو مصطفى سلمى الذي اعتقلته جبهة البوليساريو فقط لأنه يريد أن يعبر عن رأيه السياسي في ما يخص مستقبل الصحراء و لما رفض الانصياع قامت بإبعاده عن أهله و ذويه. جبهة البوليساريو تقوم بحرمان الصحراويين من حق التمثيلية الديمقراطية و المملكة المغربية عكس جبهة البوليساريو تماما. التمثيلية السياسية للصحراويين المعنيين بمنطقة النزاع الدولي هي تقريبا مأة في المأة محترمة. كل الممثلين في الجماعات المحلية و الغرف المهنية و المجالس البلدية بالإضافة إلى رؤساء المصالح الخارجية للادرات العمومية هم تقريبا مأة في المأة صحراويون معنيون بمنطقة النزاع و ليسوا بدياسبورا محتجزة ضدا عن إرادتها. على سبيل المثال لا الحصر، قبيلة ازركيين التي تنحدر منها المنشقة أمنتو حيدر التي تفضل الانفصال على الوحدة هذه القبيلة تتوفر على74 مستشارا في جهة العيون الساقية الحمراء، مما جعلهم يحتلون صفوفا متقدمة في هذه الجهة. 14 مستشارا في «الكوركاس». 4 مسؤولين في الإدارة الترابية. 14 قائدا ورئيس دائرة. 10 أعضاء في بلدية العيون. 6 مندوبين للمصالح الخارجية. 11 منتخبا بين برلمانيين ومستشارين ورؤساء جماعات قروية. 9 شيوخ في تحديد الهوية ..
لملامسة هوس الإعلام الجزائري بقضية الصحراء، جريدة الخبر الجزائرية ليوم الثلاثاء 18 يناير 2011 أوردت في أحد مقالاتها المقطع التالي "وتعاطى جون برينان - مستشار الرئيس الأمريكي أوباما- بشكل مركز مع قضايا الإرهاب في الساحل والتعاون مع دول المنطقة لدحر تنظيم القاعدة، وتحدث عن نزاعات لم تجد حلا وضرب مثالا بالسودان ونزاع الصحراء الغربية ، فقال: في مثل هذه النزاعات لا ينبغي أن نسمح للمتطرفين باستغلالها لفائدتهم ، ولم يوضح المسؤول الأمريكي ما يقصد بهذا التصريح." انتهى كلام الصحيفة الجزائرية. صحافيو جريدة الخبر الجزائرية يريدون حتى من مستشار الرئيس الأمريكي أن يطابق أقواله بنواياهم اتجاه قضية الصحراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي