الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس في ثورة تونس الخضراء

الاء حامد

2011 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ان الحاكم الديكتاتوري اشبه بلص دخل بيتا واغتصبه يقيم فيه خائفا واجفا يفزع من أي حركة, يتوجس خيفة من أي صوت, يتوقع في كل لحضة ان يقتحم الباب عليه اصحاب البيت وينتزعوه منه. اما الديمقراطي فهو يتعب الحاكم ولكن يؤمن حياته, والحكم الديكتاتوري يريح اللصوص الذين حول الحاكم , ويجعل ايامة قلقا وليله كابوسا وحياته على كف عفريت كما يقولون .. والعفريت هو الشعب "
قد أكون مخطئة في تصوير هذه الحالة ولكن وددت استبيانها في المعاينة الأولى فتبدوا لي التفاسير معقدة فأود إن ابتدأ بسرد واقع معين دون الرجوع لأصل الحالة التي انشدها, قد يستغرب القارئ تلك المقدمة التي حكتها في مقدمة مقالي.. قطعا كلنا معنيين بثورة تونس الشعبية التي أسقطت التضام الدكتاتوري فيها, مما شكلت ثورة لها تطلعاتها المستقبيله وملاحمها البطولية التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابها. وعلى جميع الأصعدة ومدى أهميتها على صعيد السياسي للشعوب المنطقة ايضا وليس لحكامها قطعا. وعلى الصعيد الاجتماعي ايضا لاستنشاق عبق ونسيم الحريات المكبوتة من أريج شعوبها, سقط دكتاتور تونس دون تدخل اجني .. سقط دكتاتور تونس دون إراقة دماء كالتي أرقيت في العراق حينما سقطت دكتاتور العراق ولو إننا نعتقد إن للحرية ثمنها وانه يضاهي تلك الدماء التي سفكت في سبيلها. سقط صنم الدكتاتورية دون احتلال وحرب أهلية ودون دبابات وأسلحة جرثومية ومتطورة وجيوش عابرة للقارات وقرارات في مجلس الأمن وخارجه وحرب بأشكالها الثلاث وهدفها الواحد في سنتها الاولى لعام 1991 والثانية الممهدة لها في عام 1998 والأخيرة بها سقط صنم العراق ولكنها ليست بعمق وروح ثورة تونس التي تضاهت بأرقى مظاهرها وأهدافها وأصبحت مدعاة للفخر والعز والنشوء حيث سيطلق لها تسميات مدوية وملونه بعبق الحرية وفنونها, سقط صنم تونس دون إن يخلف قتلى وشهداء وجرحى ومعاقين بينما صنم العراق زهقت به النفوس وخطفت به الأرواح وخلف ملايين الأيتام والأرامل .. فأصبح بلد المليون أرملة ويتيم. أضف إليه بلد المليون شهيد ومعاق وجريح.سقط صنم تونس ودكتاتورها دون إن نسجل في طيات ثورتها روايات الحواسم وحكايات الفرهود الدولي المنظم. سرقت المتاحف وسرقت أثارها وسلبت ثروات البلد وهدمت بناه التحتية. وطمست حضارة رسمتها آهات السنين ودماء أبنائها التي لطخت حتى سطور التاريخ وكتاباته.
العراق بلد الحضارات ومهد التنوير والعلم ولكنه مدعاة للجهل والتخلف على جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية والدينية أحيانا , تمنينا إن تكون لنا ثورة كالتي انبثقت اليوم في تونس بالمظاهرات الشعبية التي تمثلت بفقراء الشعب عامته ومساكينه, هي من رسمت تلك الخارطة التي اطيحت بالنظام المخلوع .. وأصبحت درسا لجميع الأنظمة العربية الغاصبة لشعوبها .. كلنا سئمنا نظام الولاية المطلقة ونظام التوريث في الحكم في الدول العربية, الحاكم يعتلي الكرسي كأنه ملك وهبته إياه السماء له ولعائلته منه نصيب.وكأنما الشعوب خلقت ليحكمها انى يشاء الحاكم" سئمنا أطروحة القائد الأوحد والحزب الواحد والقومية الواحدة, جربنا الاستبداد وجنينا الدمار والخراب والسجون والمعتقلات دعونا نجرب الحرية بعهودها والديمقراطية بفنونها فنجني الوحدة والتكاتف وحب الوطن والأمن والأمان والعيش السليم فيها . شعوب سئمت خطاباتكم أيها الحكام والتي لم تروى حتى في إلف ليلة وليلة".تعتقدون ان الدنيا ستبقى الى الابد واقفة في ابوابكم, وان السيف سيبقى دائما مشهورا في ايديكم,فأنظروا مصير طاغية تونس الذي وجد نفسه بليله يهوي من هذا السلطان, فقد كل ما كان له من سيطرة وسلطان وفتح كفيه فلم يجد فيهما السيف الذي يقطع به الرقاب ولا المال الذي يحني به الرقاب.وتحول هذا الجبروت الى التضاؤل ولكن لا نلومكم فالعبيد من شعوبكم هم الذين صنعوكم طغاة بتراجعهم امامكم وبخوفهم منكم وبسكوتهم على جبروتكم . لا اعرف لماذا تحضرني تلك الطرفة في خاتمة مقالي فيقلون ان في مصر مثلا شعبيا قديما يقول (( قيل لفرعون .. من فرعنك؟)..قال لم اجد احدا يصدني )) هنيئا لكم يا شعب تونس ومبارك ثورتكم الجبارة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخت الكاتبة الاء حامد
ناصر السيد ( 2011 / 1 / 18 - 17:55 )

يسعد مساءك بكل خير .. مقال رائع واقل ما يقال عنه رائعا ووافيا .. لاشك فيه سيدتي انكِ طرحتي قضية شائكة رغم انك لم تتطرقي اليها كثيرا في مقالكِ هذا وهي ان الشعب العربي هو من صنع الدكتاتور وهو من ابقاه جاثما عليه وتلك هي الحقيقة التي يفر منها الشعب العربي ويعولون خطاياهم على الحكام وينسون دائما بأنهم صنيعتهم .لهذا اوافقك الرأي فيما طرحتي بهذا الشأن . عموما نبارك للشعب التونسي ونشكره ايضا لايقاضه الشعوب العربية الغافية .وشكرا لكِ ايضا


2 - رويداكِ سيدتي الاء رويداكِ
خالد الطيب ( 2011 / 1 / 18 - 18:29 )



--------------------------------------------------------------------------------






سيدتي المتألقة الاء

لدي إعتراض على المقدمة التي تناولها قلمك وبكل صراحة وموضوعية
عندنا ( العرب ) الديمقراطية ضارة لنا
لأننا نسىء استعمالها والسبب اننا لم نفهم معناها بعد
فالدكتاتورية أفضل لنا من الديمقراطية
وخير مثال على ذلك ما يحدث في لبنان والعراق
ولكثرة التجاوزات على بنود وحدود الديمقراطية وصل الحال بنا الى مقت الديمقراطية
انا اتحدث نيابة عن الكثير من شرائح المجتمع العراقي الذي خالطته عن قرب بحكم عملي في السوق
أما ما جرى في تونس ........
فلاتستبقي الاحداث سيدتي ......
لتمضي الايام ونراقب الاحداث جيدا
وموعدنا هنا ان كان في العمر بقية فأرواحنا في بغداد على كف عفريت كما يقول ابناء مصر




3 - الى اين المسير والدرب طويل!!!!!
الضواري امير ( 2011 / 1 / 18 - 21:18 )
الاء حامد
السلام عليكم
ان الحاكم الدكتاتور هو واحد منا وليس بغريب ولكن تأمر علينا اما بالقوه او بالديمقراطيه وبعد ذلك تمسك بالامره ورفض ان يتنازل عنها
هذه هي الدكتاتوريه وليس ماذكرتي ----
ولقد ذكرتي ان العراق متخلف وعلى جميع الاصعده وانا اقراء كلامكي اضحك كثيرآ لان العراقي هو من اكثر الناس تثقفآ وخصوصآ في التاريخ والفلسفه والاجتماع والدين ووو الى العلوم ونحن نفتخر في ذلك ولنا تاريخ يشفع لنا الا انكي يبنتي ربما لم تطلعي وتعاشري اهل العراق جيدآ وبالرغم من انكي ابنه بكلامكي هذا تكونين عاقه وليس باره وهذا تناقض للهويه الوطنيه والتي تناولتيها في ثلاثة اجزاء ولقد صدعتي راسي بها وبالرغم ان الهويه الوطنيه ليس لها وجود وهي كلمه استخدمة للتفريق ليس الا بعد تقسيم الوطن العربي من قبل الاستعمار

اما ماحدث في تونس من وجهة نظري ليس ثوره لان الثورة لها تعريفها الخاص وهو الاطاحه بالنظام بالكامل وماحدث في تونس تنحي مشرف للرئيس زين العابدين اما النظام فلم يسقط وبالتالي اناب رئيس البرلمان محل الرئيس لا اقول هارب ولكن اقول المتنازل عن السلطه وبالتالي لايوجد ثوار حتى نسميها ثورة


4 - فرق
فاضل رمو ( 2011 / 1 / 19 - 06:01 )
سيدتي العزيزة
ما حدث في تونس ليس وليد اللحظة بل ان الواقع التونسي مختلف جدا عن واقعنا في العراق وعموم الواقع العربي والاسلامي ، وهذا يتطلب دراسة متأنية لتاريخ تونس الحديث وكيفية تخلصهم وتحررهم من العبوديات التي مازالت معظم الشعوب العربية والاسلامية قابعة تحتها ، فلم يبق للشعب التونسي الا الانتهازيين والاحتكاريين وسراق اللقمة ، بينما شعوبنا امامها حواجز واسوار كبيرة وقيود عظيمة حتى تصل وتتحرر من الانتهازيين والاحتكاريين واللصوص لكون هؤلاء متخفين في جلباب الدين


5 - مقال رائع وتستحق الاشادة
وسن شاكر ( 2011 / 1 / 19 - 19:42 )
الاء حامد الشخصية المبهمة والتي هي حسب تطلعاتي صغيرة سن ومن مناطق نائية تأتي الان بتصوير واقعي وتحليل منطقي لحالتين معاصرتين سقطا على اثرهما عرش طاغتين الاول صدام حسين والثاني زين العابدين بن علي واحدثت فارقا مهما في الحالتين يحسب لها في الكتابة والتصوير .. ولكن ما يعيب مقالك يا عزيزتي انك ذممتي بلدك بأعتباره مدعاة لجهل والتخلف وان كانت التحليلات والحوادث التي حصلت بعد سقوط صدام هي بجانب وجهات نظرك بأعتبار ما حصل من حالات السلب والحواسم والفرهود كما صورتيها انتي كانت فعلا مدعاة لتخلف الاجتماعي والثقافي وايضا حالة انعكست سلبا على المجتمع العراقي وكأنما المجتمع العراقي مجتمع لا يجيدون غير السرقات والسلب والنهب. عموما اني من المعجبات بكتاباتك وياربي تستمري ولكن اتمنى ان يكون طرحك للمواضيع بأكثر واقعية من الذي تطرحيه الان .. تحياتي


6 - تشكرات
الاء حامد ( 2011 / 1 / 20 - 12:28 )

الاخ ناصر السيد
الاخ خالد الطيب
الاخ الضواري امير
الاخ والاستاذ فاضل رمو
الاخت وسن شاكر
شكرا لمروركم وتعليقاتكم في الموضوع والاختلاف في الرؤى لا يفسد للود قضيه . وما طرحت هذا المقال الا وفق حقائق انتزعت من صميم المحنة التي مر بها الشعبين العراقي والتونسي .. نبارك للاخوة في تونس لما تحقق لهم . مع كل ودي واحترامي لكم


7 - الاخت الكاتبة المحترمة الاء حامد
سرحان الركابي ( 2011 / 1 / 20 - 19:25 )
تحياتي واحترامي اختي العزيزة
تشكرين على هذا الجهد والمقال الرائع
ولا يسعني الا ان اردد معك تمنيانا ان تكون ثورتنا وتغييرنا وديمقراطيتنا مثل ما حدث في تونس الخضراء الابية
دون كل هذه الضحايا والالام والحروب المدمرة
دون كل هذا الضجيج الدولي والتدخلات والعثرات والمذابح والتهجير وتيتيم الاطفال وترميل النساء وتشوية الاجساد والنفوس
لكن كل امنياتنا ذهبت ادراج الرياح لان طاغيتنا لم يكن كزين العابدين فهو يجمع كل خبث وشر وتجبر وطغيان كل المجرمين في التاريخ الحديث والقديم
لذلك كان الثمن الذي دفعناه باهضا
تحياتي لك والى المزيد عزيزتي


8 - لازلت منتظر
الضواري امير ( 2011 / 1 / 20 - 22:46 )
الاخت الاء حامد
ارجو الرد على تعليقي لاني منتظر بفارغ الصبر وخصوصآ انتي رميتي العراقيين بالجهل والتخلف ونريد ان تبيني لنا من اين استسقيتي هذه المعلومه ومع العلم انكي عراقيه وتقولين انكي تنتمين الى الكلدانيه وبالرغم ان العرب ينتمون ايضآ بالاصل الى الكلدانيه
ومره اخرى تقولين ان هذه الارض ليست للعرب وان العرب لها مغتصبين ومحتلين
نرجو منكي الرد


9 - الاخ والكاتب القدير سرحان الركابي
الاء حامد ( 2011 / 1 / 21 - 06:31 )
عمت صباحا سيدي ولك كل الحب والاحترام. وشكرا لمرورك وتعليقك في موضوعي الذي اسعدني ايما سعادة..لاشك اننا متفقين ان اصرار الشعب التونسي على التغير هو من اطاح بالرئيس المخلوع وكما اننا ايضا لا ننكر ما لهذا الرئيس المخلوع من دور كبير في حفظ اراقة الدماء لشعبه والحد من الفوضى بتنازله وترك الشعب ليقرر مصيره .طبعا كما اشرنا سابقا هي خطوة في الاتجاة الصحيح وتعد الاغرب في تاريخ العرب الاعم وانها ايضا رساله الى حكام العرب الغاصبين لشعوبهم ..كفاكم حكما واستبدادا ..اكرر شكري وامتناني لك


10 - الاخ الضواري امير
الاء حامد ( 2011 / 1 / 21 - 06:59 )
حسنا سيدي الكريم بدا عمت صباحا واسعد الله ايامك .. طبعا الاختلاف في الرؤى لايفسد للود قضية واني جدا سعيدة بتعليقك رغم اختلافك معي .اني ما انكر بأن الشعب العراقي شعب عريق ومثقف وواعي ولكن بربك بررلي ماحدث من عمليات السلب والنهب والسرقات المنظمة والجرائم الكبرى والفوضى العارمة بعد سقوط صدام- اليس كل هذه الامور مدعاة لتخلف المجتمع وجهله .حسنا لنقل انها اسبوع نظافة كاملة لحكومة صدام هاهاها اوانها ناتجة من قاعدة شعبية فكل تجربة ديمقراطية تسبقها ثورة فرهودية تساويها في المقدار وتعاكسها في الاتجاه عمل بها الشعب العراقي المثقف.ثم انني لم اؤطر العرب وحدهم لما حصل في العراق بعد التغيير وانما حملتها كل الشعب العراقي ولا اعرف شو دخل بعض من كلامك بأصل الموضوع.. ان اردت ان لا تبارك للشعب تونسي ثورتهم فهذا شأنك . واخيرا اكرر شكري لحضورك موضوعي مع كل الود والتحية

اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30