الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زين الديكتاتوريين!

علي شايع

2011 / 1 / 18
كتابات ساخرة


بُعيد خروجه الشهير من طهران منهزماً، وفي لقاء تلفزيوني مع شاهنشاه إيران، سمعته يجيب من خلل الدمع، على سؤال المذيع؛ ولِمَ لمْ تسمع مشورة بعض قادتك باستخدام العنف (المفرط) لوقف الثورة؟.. قال: هذه أفعال الديكتاتور، أنا ملك، الملك لا يقتل شعبه!.
ربما تكون كلمات "بهلوي" تلك، استدرار عطف أخير، لرجل قتلته حسرة ضياع المُلك والجاه، ولكن في تلك الكلمة الدالة رسالة بشقين؛ شق للديكتاتوريين من أجل الاتعاظ، وآخر لملوك دخلوا القرى فأطالوا المكوث فيها مفسدين.
ما حدث في تونس أعاد لي تلك الحكاية الطويلة التي تمرّ عبر تفاصيلها وجوه طغاة عسفوا وعصفوا دماً ببلدانهم، وفيهم من مات بوهم الإعتقاد إن الشعب يسبّح بنعماء حياته ونفوذه عليهم. فها هو ديكتاتور إسبانيا على فراش مرضه الأخير، متعباً؛ باتجاه موت محتوم، يسمع ضجة شديدة خارج القصر، ليسأل زوجته وهو خائر القوى: ما الذي يحدث في الخارج؟!.
فتقول له: يا عزيزي خرجت إسبانيا كلها لوداعك!.
فيردّ باستغراب: ولكن إلى أين سيسافر الشعب الإسباني؟!.
الديكتاتور مخدوع من الصنف الأشدّ انخداعاً، فهو يرتدي ثياباً لا يجرؤ أن يقول له أحد بفداحة حقيقتها. والديكتاتوريون ليس فيهم "زين" فهو لقب لا يليق بطاغية، واسم على غير مسمى في ديدن المادحين، ولكن مع هذا أستطيع أن أقول أن زين العابدين بن علي كان الديكتاتور(الخيِّر) بفراره، فلو تخيلنا إن صدام كان في مكان (بن علي) وواجه الظرف ذاته، ترى ماذا كان سيفعل. والأمثلة للقارئ العربي كثيرة، وأهمها القمع المنظّم والإبادات الجماعية لمن خرجوا عن طواعية جبروته وغطرسته، حيث ملأ الأرض بجماجم ما زال بياض عظامها ينير ظلمة النسيان كل يوم. فلو كان صدام حاكماً لتونس وقت انتفاضة شعبها المجيد لجعل من مدينة الحمامات حمامات دم تأتزر أمواجها بمدينة الدويرات والقصرين ومدينة كاف.
في مدينة مدريد الإسبانية، صادف أن اجتمعت والشاعر كمال سبتي، بعد سقوط الطاغية في بغداد وفراره منها، و كم ذا سألته تالله تفتأ تقارن؟.. وهو يشير – بيد العارف – لمكان عاش فيه لسنوات : انظر هنا هذه البنايات الضخمة، كلّ هذه المباني والطرق والجسور التي ترى من زمن فرانكو، هل تصدّق..؟.. دكتاتورهم آدمي!..
كان جميع أهل العراق يردّدون – رعباً – كلمة صدام الشهيرة ؛ لن أترك العراق إلا بعد أن أجعله رماداً!.
فكيف لا أسمي ديكتاتور تونس حين أشبّهه بطاغية العراق الأبشع صدام، ووفق نظرية أفضل السيئين؛ زين الديكتاتوريين.
وللحديث بقية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في